بمسجد أهل البيت (ع)في مدينة مونتريال الكندية..الشيخ محمد مهدي الناصري :الامام علي (ع) لم يظلم أحدا قط وكان مطبقا للمنهج الرباني
    

ألقى سماحة حجة الاسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري، محاضرة دينية،بمسجد أهل البيت (ع) في مدينة مونتريال الكنـدية، بين فيها تأكيد أمير المؤمنين علي (ع) على روح وحقيقة الدين التي يريدها الله تبارك وتعالى من الإنسان وعدم الاكتفاء بشكلياته وظاهره فقط.

 

وأشار الشيخ الناصري في بداية محاضرته الى أن  أمير المؤمنين (ع ) بقي ينتظر أخبار النبي (ص) الذي أخبره به في السر والعلن وأخبره به في آخر خطبة وفي آخر جمعة من شهر شعبان حينما بكى النبي (ص) وقال علي (ع) ما يبكيك يا رسول الله؟ قال ابكي لما ينتهك منك في هذا الشهر الكريم، فقال علي (ع) او في سلامة من ديني؟ قال نعم، وبهذه الطريقة لم يكن علي (ع)  أو أبنائه أو من سار على نهجه المبارك يتخوفون كثيرا من الموت لأنهم يعرفوا بأنهم لم يظلموا أحدا وإنما جاءوا ضمن المنهج الرباني وهو منهج يخلص الانسان من العسر والاغلال والشرك.

 

وتابع "لقد كان امير المؤمنين (ع) كما ينقل اصحابه انه في مثل هذه الايام كان يكثر من الوصايا ويكثر من التوديع وهو على موعد مع الموت الذي اقترب منه بفعل اخبار النبي (ص) وكانت له في ذلك المقام جملة من الوصايا، ومن هذه الوصايا كان يقول لأصحابه (انصف الله وانصف الناس من نفسك ومن خاصة اهلك ومن لك فيه هوى من رعيتك وانك ان لم تفعل تظلم ومن ظلم عباد الله كان الله خصمه دون عباده ومن خاصمه الله ادحض حجته وكان لله حربا حتى ينزع او يتوب وليس شيئا ادعى الى تغيير نعم الله وتعجيل نغمته من اقامة على ظلم فأن الله سميع دعوة المظلومين وهو للظالمين بالمرصاد)".

 

واضاف ان ما يلحظ في كلمات علي (ع ) انه يشير الى روح الدين و الى حقيقة ما يريده الله سبحانه وتعالى، وان لا يكتفي الانسان بشكليات ومظاهر الدين، كقضية الصلاة حينما يجد الانسان نفسه يصلي ولكن هل هذه الصلاة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وهل تؤثر على واقعه ام لا، فقد كان (ع) دائما ما يركز على روح الشريعة، و ما ينبغي ان يفهم من كلماته ووصاياه ان هناك حقيقة يراد من الانسان المسلم ان يعيش معها ولو شيئا يسيرا وان لا ينشغل فقط في شكلية العبادة لأنه اذا انشغل فقط في شكليات العبادة فأنه شيئا فشيئا سيتحول الى عابد لهذه العبادة وليس عابد لله تعالى في حين ان العبادات ينبغي ان توثق علاقتك مع الله تبارك وتعالى.

 

وبين ان الانسان المؤمن مسؤول ان يبحث بين ثنايا العبادة التي يلتزم بها سواء كان في مجال السلام او مجال الحرب او مجال الاطعام او الانفاق وغيرها يجد ان هناك فيها روحية، كما كان امير المؤمنين (ع) دائما ما يوصي الناس واتباعه الخاصين بذلك وكلما تضيقت الدائرة عليهم، بقوله لهم  انتبهوا الى ان الدين له رسالة وانتبهوا الى ان هذه الاحكام يراد بها ان تعبدكم لله، اما اذا انشغل الانسان بالشكوك وهذا ليس بمعنى ان الانسان لا يحافظ على الشكلية لان الشكلية في بعض المرات توحد رؤى المسلمين.

 

محرر الموقع : 2017 - 06 - 15