فايننشال تايمز: معدلات القتل في شيكاغو أعلى من البصرة والعراق رغم كونه منطقة حرب لكنه يستقطب المستثمرين
    

أكدت صحيفة بريطانية مرموقة، في تقرير لها أمس الاحد، أن العراق رغم تدهور اوضاعه الامنية، لكنه ما زال يمثل فرصة ذهبية لكبار المستثمرين في العالم، مبينة ان قليلا من المجازفة يمكن ان تدر اموالا ضخمة في العراق .

فيما كشفت عن تحرك مجموعة بنوك عالمية بضمنها، سيتي غروب، جي بي مورغان، ستاندرد تشارترد، سيقومون بفتح فروع لهم في العراق، وكذلك الحال مع مجموعة فنادق ستار وود وشيراتون ويندهام التي ابدت استعداها هي الاخرى للدخول الى العراق.

وتقول "الفايننشال تايمز"، الصحيفة البريطانية الشهيرة، في تقرير كتبه لها الصحفي الاميركي، ستيف جونسون، ونشرته امس الاحد، ان "هذا البلد المسلم (العراق) بسكانه الـ 33 مليون نسمه سيشهد قريبا افتتاح منتجع بتكلفة ملياري دولار، اذا ما نجحت شركة اعمار دبي في مسعاها".

وتضيف الصحيفة انه "في الوقت الذي ينحدر العراق الى هاوية الفوضى، نرى ان المستثمرين يفقدون فرصة ذهبية، فهناك فرص كثيرة في مجال المصارف والفنادق كان المستثمرون العقاريون قد شخصوها في وقت سابق، ولا نندهش ان يكون الاعتقاد الاخير قد ساور مجموعة هاردي التي قامت بالتخطيط في الاستثمار في هذا البلد".

غير انها تستردك قائلة ان "الارباح مزدهرة رغم تردي الاوضاع الامنية، فهل نتخيل ما سيحدث لو ان الاوضاع كانت افضل".

وتشير الى ان "هذا هو التساؤل الذي طرحه سان جاي مونواي رئيس شركة سانسار كابيتال الذي يدير قرض مقداره 30 مليون دولار استثمرها كلها في العراق".

واضاف جيوفري، للفايننشال تايمز، ان "الوضع الامني رغم انه مضلل لكن بغداد تزدهر بوتيرة جيدة، فمن الصعب جدا الحصول على حجز في مطعم، نعم هناك مناطق في غاية الخطورة، ولن اذهب اليها، لكن هذا الحال هو ذاته في منطقة بالتيمور(أكبر مدن ولاية ميريلاند الأميركية)، فمعدلات القتل اعلى في شيكاغو او ميامي مما هي عليه في البصرة".

ويعلق جونسون، كاتب التقرير بالقول، إن "بعض المدراء المحليين ماهرون تماما في كسب المال في ظل هذه الظروف العدائية، وهذا أمر ليس مثاليا لكننا لم نلحظ اي تأثير على سير العمل التجاري".

ويردف أن "ثلاثة ارباع المعنيين في هذا المجال متفائلين بسبب تعافي صناعة النفط في العراق، الذي يشكل ثلثي الناتج المحلي الاجمالي و80 الى 90 بالمائة من العائدات الحكومية".

وفي العام الماضي استطاع العراق ان يتفوق على ايران ليصبح ثاني اكبر المنتجين في اوبك، وهي المرة الاولى بالنسبة له منذ اواخر الثمانينات، رغم المشاكل الفنية والهجمات بالقنابل التي توقف عمل هذا القطاع وتمنعه من الوصول الى كامل طاقته الانتاجية.

ويرى جونسون، الصحفي الاميركي المعروف، ، تقريره المنشور امس في الفايننشال تايمز، ان "هذا الانتعاش الجزئي ساعد على دعم بعض الشركات الاستهلاكية مثل شركة بغداد للمشروبات الغازية التي تمثل الموزع الرئيسي لشركة بيبسي".

ويقول كل من موتواني وبات، اللذان يملكان 10 بالمائة من شركة المشروبات الغازية، للصحيفة ان "الناس قبل عام من الان كانوا يطلبون المشروبات الغازية الرخيصة، اما الان فهم يطالبون بالمنتج الأصلي. وقد بلغت الارباح 400 بالمائة خلال العام الماضي".

ويضيفان ان "العراق هو من اكثر الاماكن نشاطا على الارض اذا ما استطعت ان تضع نظام توزيع كفوء".

من جهته، يبين شريف سالم، الذي يستثمر 21 مليون دولار، ان "العديد من الشركات الصناعية الاستهلاكية تراجعت لشحة رأس المال، ولحاجتها الى الخبرات الاجنبية، وخاصة الشركات التي تملكها الحكومة والتي عليها ان تتنافس في وسط وبيئة رأسمالية".

وتؤكد الفايننشال تايمز، ان "المصارف ايضا تلعب دورا كبيرا في الاقتصاد، حيث وصل صافي ارباحها الى 200 بالمائة خلال فترة 2010 – 2012، كما ان قطاع الاتصالات هو الاخر عامل مزدهر، فشركة آسيا سيل التي تتصدر هذا القطاع طرحت اسهمها للتداول في شهر شباط الماضي وستمشي على خطاها شركة زين العراق وكورك تليكوم في عام 2014".

ويعتقد بات، الذي يمتلك ويستثمرالعديد من المنشآت في العراق، ان "عددا من الشركات العراقية التي تملكها عوائل معروفة هي الاخرى ستطرح اسهمها في غضون السنتين القادمة".

ويشير الى ان "العائق امام هذا التطور الاقتصادي هو قلة الخدمات الانمائية الموثوقة في البلاد، ولهذا فان كبار المستثمرين في العالم غير متواجدين في العراق ولذلك فان القروض المتبادلة هي الطريق الامن الذي يمكن ان يسلكه المستثمرون والعوائل الغنية المعروفة".

وتختم الصحيفة البريطانية تقريرها قائلة "يسود الاعتقاد ان السوق العراقية تحتاج الى 10 سنوات لتصل الى اقصى طاقتها، وهذا الموقف ربما يكون هو الافضل لكسب المال، لان البلاد اخذت تتحرك من الصفر وهنالك العديد من الفرص وكل ما تحتاج اليه هو الاقدام على المجازفة".

محرر الموقع : 2013 - 10 - 07