بمناسبة ذكرى ولادة الامام الرضا (ع) ... الشيخ الطريحي يتحدث عن اهمية فكر اهل البيت (ع)
    

بمناسبة ذكرى ولادة الامام الرضا (ع)، عقدت مؤسسة الامام علي (ع) احتفالا في ديوان المؤسسة حضره جمع من المؤمنين وتحدث سماحة الشيخ الطريحي قائلا: 

بعد تهنئة امام زماننا الحجة (عج) والمرجعية العليا والمسلمين جميعا بذكرى ولادة ثامن الائمة (ع) اقول:

انوقف لأقول وفي خضم الصراع العالمي في جوانب الحياة العلمية والثقافية والعقائدية وزواياها المختلفة ، ومما يؤلم ان لنا مدرسة الرسالة والعصمة مدرسة اهل البيت (ع) وقادتهم الائمة الاطهار (ع) وعلماءها لم يعرّفوا بالشكل الذي يجب ان يعرّفوا، وهؤلاء قد ولجوا العلوم بكل جوانبها وفروعها وتخصصاتها المختلفة، وكل الذي نتناوله عنهم انما هو عبارة عن محاضرات وبعض الومضات، وهذا مما يحز في النفس وينعكس على مستوى المفكرين والمبدعين والكتاب والمثقفين وغيرهم ممن ينتمون الى هذه المدرسة، فهم يعرّفون ويكتبون ويدرسون وبكل فخر عن علماء مختلف الاتجاهات والتيارات وخصوصا علماء الغرب في مختلف مجالات الفكر والعقيدة والفلسفة والعلوم المختلفة الاخرى ولكنهم لم يكلفوا انفسهم التوجه والانفتاح ومعرفة ائمة وعلماء هذه المدرسة الالهية العريقة والتي ينتمون اليها.

هذا ومما يضاعف الالم ان هناك علماء وكتاب ومثقفين ومبدعين من مدارس ومذاهب واديان غير الاسلاميه تراهم مبهورين بائمة وعلماء مدرسة اهل البيت (ع) والبعض منهم يعبر عن علماء هذه المدرسة بانهم ابار نفط مغطاة لم تكتشف الى الان، وهذا ما حصل لي شخصيا عندما كنت احضر لبحث الماجستير في قسم الفلسفة الاسلامية في كلية دار العلوم في جامعة القاهرة وكان عنوان البحث اصول العقيدة عند العالم الرباني صاحب الاسفار ملا صدر الدين الشيرازي، وكان لزاما عليّ ان اعرض هذا البحث على الجامعات الاخرى الموجودة في القاهرة، وكان اول مقصد لي هو كلية الشريعية في جامعة الازهر، وقد التقيت باستاذ الفلسفة وعلوم الكلام وهو حاصل قبل سنوات على شهادة الدكتوراه، وكان بحثه عن صاحب الاسفار ملا صدرا الشيرازي ويدرس في كلية الشريعة جامعة الازهر، وعندما عرف انني شيعي ومن النجف الاشرف في العراق استقبلني بلهفة وبعتب شديد اللهجة قائلا: انتم متمسكون بالكتابة واظهار شخصية الملا صدرا التي اصبحت معروفة في الاوساط العلمية والفلسفية وعندكم ابار فكرية مغطاة لم تكتشف الى هذا اليوم من امثال الفيلسوف السبزواري والفيلسوف الكبير الشيخ نصير الدين الطوسي وجلال الدين محمد بن سعيد الدين والمحقق الفيلسوف السيد محمد باقر الاماد وهو استاذ ملا صدر الدين الشيرازي واخرين، فتعجبت كيف ان هذا الاستاذ الدكتور في جامعة الازهر وهو لا ينتمي الى مدرسة اهل البيت (ع) متحمس الى هذه الدرجة لاظهار علم وفلسفة هؤلاء العلماء ويقول انه يجب عليكم ان تكتبوا وتعرّفوا العالم بهؤلاء العلماء الفلاسفة، حتى يطلع على علومهم وفكرهم وفلسفتهم. هذا ومما يزيد الالم ان شريحة من جيلنا وخصوصا الجيل الجديد الذي يعيش في المهجر وفي عالم الغربة لا يفقهوا شيء عن فكر وعلم وثقافة ائمتهم بعض النظر عن علمائهم ومفكريهم، بينما تراهم منفعلين ومتفاعلين بعلماء واساتذة التيارات المختلفة حتى الذين لا يؤمنون بالله، وتراه يعرف وبالتفصيل اسماء هذا الفريق الرياضي وقيمة كل لاعب المالية وموقعه في الفريق وقد علق صورته في غرفته وعلى طاولة مطالعته ليفتح ويغلق عينه بوجه هذا اللاعب وهذا الفنان وذاك الممثل الفلاني، واذا سألته اين قبر امير المؤمنين (ع) لا يعرف عنه شيء! وكم عدد الائمة الاطهار او المعصومين الابرار فيقف حائرا متسمرا امامك! ولذا فاني اقف مصطفا وبكل اعتزاز الى جانب حجة الاسلام والمسلمين السيد مرتضى الكشميري الذي اقام احتفالين عظيمين احدهما للامام المهدي (عج) في لندن والاخر للامام جعفر الصادق (ع) ودعى اليهما كوكبة من العلماء والمفكرين والكتاب والاساتذة والمثقفين، ولم يكتفي بذلك بل دعى الى تأسيس مركز اعلامي لبحث ودراسة تراث هؤلاء الائمة (ع) وعلماء هذه المدرسة ليشع نور ال محمد وضاءا على العالم، واكد ان تكون البحوث والدراسات بلغات العالم المختلفة، وهو مشروع ضروري ومهم بل وملّح وخصوصا في زماننا هذا .

واما ما يتعلق بامامنا الرضا (ع) صاحب هذه الذكرى العطرة، فعند دراسة حياته نجده اماما وقائدا ورائدا ولج عالم الفكر والسياسة، فقد عاش مع ابيه الكاظم (ع) نحوا من ثلاثين سنة او اكثر فنهل من فيضه الفكري والثقافي والخلقي والاجتماعي الشيء الجم.



وكان يتميز جهده بالتخطيط الفكري والتوعية العقائدية التي مارسها الائمة (ع) ممارسة مباشرة وهذه الممارسة في التوعية المعنوية والتثقيف قد اعطت الكتلة الشيعية معالمها وخصائصها الفكرية ونتاجها الروحي ومفاهيمها لكل جوانب الحياة. 

وهذا الخط امتد لتسير على هديه مرجعيتنا العليا بامامة السيد السيستاني (دام ظله) حيث مارست التوعية الدينية وتربية العلماء والمجتهدين وكبار المفكرين والمبدعين وحفظ تراث شيعة ال محمد (ص) ، والجهد الذي استمد من دم جده الحسين (ع) بفتواه التي شهد لها ائمة وعلماء الاديان والمذاهب الاسلامية وحتى غير الاسلامية وساسة العالم، وهذا سفير الفاتيكان في العراق يقول: ان فتوى المرجعية الدينية العليا لسماحة السيد السيستاني في الدفاع عن العراق ومقدساته هي من انقذ العراق واهله وحفظت امنه ووحدته وافشلت مخططات عصابات داعش الارهابية في النيل من هذا البلد. 

وفي الختام اقيمت صلاة العشائين جماعة

محرر الموقع : 2017 - 08 - 07