يدخل التاريخ الأمريكي.. ترامب أول رئيس يتم طرح عزله مرتين
    

تصويت الغالبية من الديمقراطيين في مجلس النواب مع عدد قليل من الجمهوريين على عزل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هو حدث نادر في تاريخ الولايات المتحدة، إذ سيجعل التصويت ترامب الرئيس الوحيد الذي تمت مساءلته مرتين في تاريخ البلاد.
ولم يكن هناك أدنى شك في تصويت الغالبية من الديمقراطيين على عزل ترامب، بسبب تحريضه على العنف ضد حكومة الولايات المتحدة، ودوره في هجوم “الغوغاء” على مبنى الكابيتول هيل، في محاولة لمنع أعضاء الكونغرس من التصديق على فوز الرئيس المنتخب جو بايدن، ولكن الأنظار كانت متجهة فقط إلى عدد الجمهوريين الذين سيوافقون على قرار العزل.
ودعم عدد من الجمهوريين إجراءات العزل، بمن فيهم القيادية البارزة ليزا تشيني وآدم كينزينجر وخايمي هيرارا بوتلر وفريد ابتون وجون كاتكو، وجميعهم أعلنوا الدعم في بيانات قبل يوم من التصويت، واعتبروا في خطابات لغة ترامب في يوم أعمال الشغب تقارب جريمة تستوجب العزل.
وكان كاتكو أول مشرع من الحزب الجمهوري في مجلس النواب يعلن أنه سيصوت على قرار العزل. وقال في خطاب أثناء جلسة مجلس النواب بخصوص المساءلة، إن السماح لرئيس الولايات المتحدة بالتحريض على هذا الهجوم دون عواقب هو تهديد مباشر لمستقبل الديمقراطية الأمريكية، ولهذا السبب لا يمكن الجلوس بدون اتخاذ إجراء.
وكانت الغالبية من أعضاء الحزب الجمهوري في مجلس النواب قد وافقت على استبعاد أصوات الهيئة الانتخابية في ولايتي أريزونا وبنسلفانيا بدعوى التزوير، ولكن العديد من المحاكم في جميع أنحاء البلاد، على المستوى الفيدرالي ومستوى الولايات، سبق وأن رفضت هذه التهم، وصدقت كل ولاية على نتائج انتخاباتها.
وحذر جوستين كولمن، الزعيم الجمهوري في كتلة “حل المشكلات” في الكونغرس، من قرار الديمقراطيين بعزل ترامب، وقال إن القرار، الذي جاء بعد أسبوع فقط من الهجوم على الكابيتول، يمثل اندفاعاً سابقاً لأوانه لمعاقبة الرئيس على جرائم لم يتم تنفيذها بعد.
وحذر الزعيم الجمهوري، توم ريد، من أن إقالة ترامب في الأيام الأخيرة من ولايته قد تؤدي إلى مشاعر من “تفاقم المظالم” بين مؤيدي ترامب، وربما تؤدي إلى تصعيد العنف المحيط بانتقال السلطة إلى إدارة بايدن المقبلة.
وقد أدت أعمال الشغب إلى مقتل خمسة أشخاص، بمن فيهم ضابط الشرطة براين سيكنيك، عندما اقتحام حشد من أنصار ترامب مبنى الكابيتول هيل.
وقد تم عزل رئيسين فقط بخلاف ترامب، وهما الرئيس الأسبق بيل كلينتون في عام 1998 وأندرو جاكسون في عام 1868، وقد استغرقت العملية عدة أشهر، وعلى النقيض من ذلك، لم تستغرق عملية إقالة ترامب سوى عدة أيام، والسبب في ذلك هو أن مجلس النواب تخطى الإجراءات الرسمية لجلسات الاستماع والتحقيقات وانتقل مباشرة إلى المناقشة، خاصة مع استعداد بايدن لتولي مهامه يوم الأربعاء المقبل في 20 كانون الثاني/ يناير.
ومن غير المحتمل، في الوقت الحالي، أنّ يصوت عدد كاف من الجمهوريين للإدانة، لأن هناك حاجة إلى ثلثي أعضاء مجلس الشيوخ، ومع ذلك طلب بعض الجمهوريين من ترامب الاستقالة، بمن في ذلك سيناتور بنسلفانيا بات تومي والسيناتور عن الاسكا ليزا موركوفسكي.
*القدس العربي

محرر الموقع : 2021 - 01 - 14