جسر جوّي وبرّي لإعادة عراقيي سوريا.. والمصالحة تطالب البعثيين بالعودة
    شكل رئيس الحكومة نوري المالكي، أمس الخميس، لجنة برئاسة وزير النفط عبد الكريم لعيبي لنقل العراقيين من سوريا إلى بغداد، فيما وضع طائرته الخاصة تحت تصرف اللجنة. وقال مصدر في رئاسة الوزراء في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "رئيس الحكومة نوري المالكي أمر بتشكيل لجنة برئاسة وزير النفط عيد الكريم لعيبي لنقل العراقيين من سوريا إلى بغداد".
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "المالكي وضع طائرته الخاصة تحت تصرف اللجنة".
وكان نائب رئيس الوزراء العراقي صالح المطلك قد طالب في وقت سابق وزارة النقل بتسخير أسطولها الجوي والبري لإجلاء الرعايا العراقيين من سوريا. وقال إن الرعايا العراقيين في سوريا هم مواطنون ومدنيون عزل ليسوا طرفًا في الصراع القائم هناك، والذين شدد عليهم بضرورة تجنب استهدافهم والمساس بحياتهم وسلامتهم . وبعد أن دان المطلك استهداف الجالية العراقية في سوريا طالب في تصريح صحافي مكتوب تلقته المدى الحكومة العراقية بتنظيم تشييع رسمي للضحايا العراقيين الذين سقطوا بسبب تزايد أعمال العنف في سوريا وتعويض ذويهم ومعالجة جرحاهم حيث تسلمت السلطات العراقية من نظيرتها السورية خلال الأيام الثلاثة الماضية جثامين 23 عراقيًا قتلوا هناك بينهم صحافيان.
وقد ردت وزارة النقل على هذه الدعوة بالقول إنها تدرس تسيير رحلات لحافلات كبيرة تتولى نقل العراقيين من سوريا إلى بلدهم على أن تتوافر لها حماية كفيلة بتأمين وصولها إلى دمشق وعودتها إلى بغداد.
ومن جانبها، دعت عضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية سميرة الموسوي الحكومة إلى تقديم منحة مالية عاجلة إلى العوائل المتضررة المهاجرة إلى سوريا من أجل تأمين عودتهم إلى البلد . وقالت: "إن هناك الكثير من العوائل العراقية في سوريا لا تمتلك المبالغ من اجل العودة إلى العراق .. ودعت في تصريح صحافي وزع أمس الحكومة إلى تقديم منحة مالية عاجلة لهم وتأمين عودتهم بسلام إلى أرض الوطن، بالإضافة إلى تأمين السكن للذين لا يملكون مأوى في العراق . 
فيما دعت لجنة المصالحة الوطنية المواطنين العراقيين المتواجدين في سوريا ممن كانوا ينتمون إلى حزب البعث والذين "لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين" العودة إلى الوطن وممارسة حياتهم الاعتيادية .
وقال رئيس اللجنة قيس شذر في تصريح صحافي إن "بإمكان المواطنين العراقيين ممن كانوا ينتمون إلى حزب البعث سابقاً العودة إلى وطنهم وممارسة حياتهم الاعتيادية" وشدد بالقول إن "هذا يخص فقط الذين لم تتلطخ أيديهم بدماء العراقيين" .
وأوضح أنه ضمن قانون المساءلة والعدالة "لاجتثاث البعث" هناك فقرات تخص هؤلاء البعثيين المتواجدين خارج العراق وهم مرحب بهم في أي وقت" ، مبيناً أن "القانون ينص على أعضاء الفرق العودة إلى وظائفهم أما أعضاء الشعب فسيحالون على التقاعد" .وأكد شذر في تصريحه الذي بثه المركز الخبري لشبكة الإعلام العراقي الحكومية أن "عودتهم إلى العراق في الظروف الأمنية المتردية التي تمر بها سوريا حاليًا تضمن سلامة حياتهم" .
وعلى الصعيد نفسه أكد وزير المهجرين والمهاجرين ديندار دوسكي إن "الحكومة العراقية على استعداد لتقديم التسهيلات اللازمة لعودة العراقيين من سوريا من خلال توفير وسائل النقل بما فيها النقل الجوي بالتنسيق مع وزارة النقل أو الطريق البري الذي مازال سالكًا" . وأضاف أن وزارته "شكلت لجنة طوارئ تضم بعضويتها وزارات الخارجية والنقل والداخلية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين والهلال الأحمر العراقي وهيّأنا أنفسنا لاستقبال العراقيين في حال حصول تدفق كبير من سوريا". 
وأمس الأول دعا العراق أطراف النزاع في سوريا إلى عدم التعرض لرعاياه هناك وأعلن الناطق الرسمي باسم الحكومة العراقية علي الدباغ بأن مجلس الوزراء قد ناقش تزايد حوادث القتل والاعتداء على العراقيين المقيمين في سوريا ودعا أطراف النزاع في سوريا بعدم التعرض لهم كونهم ليسوا طرفاً في النزاع الدائر حالياً في سوريا. وأكد الدباغ في تصريح صحافي تلقته " المدى " أن العراقيين هم ضيوف يقيمون بصورة موقتة في سوريا وأن الحكومة العراقية تدعوهم للعودة إلى الوطن حيث سيتم تأمين كل الوسائل اللازمة لعودتهم.
وكان مصدر امني عراقي قال الثلاثاء إن سلطات بلاده تسلمت جثامين 23 عراقيًا، بينهم صحافيان، قتلوا خلال الاحداث الدامية التي تشهدها سوريا منذ 17 شهرًا . 
يذكر أن حوالي 400 ألف عراقي يقيمون في سوريا بعدما غادروا بلادهم بسبب أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت العراق عامي 2006 و2007 رغم أن إحصاءات وزارة الهجرة والمهجرين العراقية والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين تشير إلى وجود 200 ألف عراقي هناك، لكن السلطات السورية تؤكد وجود أكثر من مليون ونصف المليون لاجئ عراقي على أراضيها. 
    
محرر الموقع :