مع بدء العد التنازلي للانتخابات.. كيف ستكون خارطة الحكومة المقبلة؟
    

مع بدء العد التنازلي للانتخابات العامة لمجلس النواب المقبل، اصبح ملف التحالفات السياسية هو الهاجس الاكبر لدى القوى السياسية في سبيل الحصول على اكثر المقاعد وصولا الى رسم خارطة الحكومة المقبلة، ففي الوقت الذي اكد فيه برلماني  ان النظام الانتخابي  والدوائر المتعددة وتظاهرات تشرين سيكون لها بصمتها المؤثرة في شكل تلك التحالفات، شدد اخر على ان ما نشهده اليوم هو حالة التشظي الكبير سواء في المكون الاكبر او باقي المكونات الاخرى، فيما راى باحث بالشأن السياسي ان الانتخابات المقبلة ستكون صعبة والتحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة ستكون أصعب وتتضمن معركة حقيقية من اجل البقاء.

لنائب عن تحالف الفتح عدي شعلان ابو الجون، رجح ان يكون لشكل النظام الانتخابي والتظاهرات الجماهيرية تأثيرها بشكل مباشر على شكل التحالفات السياسية للانتخابات المقبلة.

وقال ابو الجون في حديث، ان “الشكل العام للتحالفات السياسية لن يتغير كثيرا، على اعتبار ان التمثيل المكوناتي سيكون هو الاكثر تأثيرا في شكل تلك التحالفات”، مبينا ان “هذا الامر لا يعني تكرار ما حصل بالانتخابات السابقة فشكل النظام الانتخابي  والدوائر المتعددة وتظاهرات تشرين سيكون لها بصمتها المؤثرة في شكل تلك التحالفات”.

واضاف ان “ما جرى خلال الفترة السابقة و المطالبات بالاصلاح والتغيير كان لها دورها في رسم خارطة التوجه السياسي الذي انعكس بشكل مباشر على تشريع قانون للانتخابات بتجربة مختلفة عن سابقاتها، اضافة الى تشكيل مفوضية للانتخابات من القضاة، وهي جميعا سيكون لها تأثيرها المباشر على شكل التحالفات التي ستظهر في الانتخابات”، لافتا الى ان “دخول المرشحين سيكون بشكل فردي بحسب الدوائر المتعددة لكنها بدورها ستكون جزء من تحالفات وكتل اكبر، والتي نتمنى ان تكون عابرة للطائفية و ملبية لطموحات الشعب العراقي في التغيير و الإصلاح”.

شكل التحالفات للانتخابات المقبلة

من جهته اكد النائب عن تحالف عراقيون جاسم البخاتي، ان حالة التشظي سواء في المكون الاكبر او باقي المكونات الاخرى هي الحالة التي نشهدها اليوم، فيما اشار الى ترجيحاته بشكل التحالفات للانتخابات المقبلة.

وقال البخاتي، ان “ما نتمناه لشكل التحالفات المقبلة ان تكون عبارة لكل المسميات الطائفية بغية اعطاء رسالة اطمئنان اولها للشعب العراقي، والثانية الى جميع الأطراف والمكونات والقوميات المشاركة في البلد”، مبينا ان “ما نشهده اليوم هو حالة التشظي الكبير سواء في المكون الاكبر او باقي المكونات الاخرى”.

واضاف البخاتي، ان “المكون السني انقسم الى ثلاث تحالفات بحسب رؤيتنا الاولى برئاسة محمد الحلبوسي  وفريقه والثاني من تحالف العزم برئاسة خميس الخنجر والثالث من اسامة النجيفي وفريقه، ناهيك عن الجهات المستقلة الاخرى”، لافتا الى ان “الامر ينطبق ايضا على المكون الكردي حيث ان هنالك تشظي بين ثلاث جبهات لكن بنفس الوقت فان هنالك فريقين كبيرين هما الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني اللذان يوحدان مواقفها خلال فترة الحوارات والتفاهمات على اختيار الرئاسات الثلاث والكابينة الحكومية ما يجعل موقفهم أفضل من موقف القوى السياسية في باقي المكونات”.

وتابع “اما الجانب الشيعي فهو بموقف لا يقل صعوبة عن باقي المكونات وربما يكون اكثر صعوبة لوجود العديد من الجبهات التي ستؤدي بالضرورة الى تنافس اكبر”، مشددا على ان “الاصطفافات الطائفية للأسف الشديد ستبقى ظاهرة بشكل او باخر، كما ان الخطابات التي تؤدي للاسف الشديد في تفتيت البلد ما زالت حاضرة وهو ما نتمنى ان تنتهي لان البلد والشعب العراقي تعب كثيرا وبحاجة الى التركيز على مرحلة البناء”.

معركة حقيقية من اجل البقاء

من جانبه فقد راى الباحث بالشان السياسي ضياء الشريفي، ان الرؤية العامة تشير الى ان الانتخابات المقبلة ستكون صعبة والتحالفات لتشكيل الحكومة المقبلة ستكون أصعب وتتضمن معركة حقيقية من اجل البقاء.

وقال الشريفي، ان “التحالفات نعتقد انها ستكون مابعد الانتخابات اكثر وضوحا من شكلها ما قبل اجراء الانتخابات، وقد تكون هنالك كتل صغيرة جديدة في الساحة، لكن في نفس الوقت فان الكتل الكبيرة ستبقى ضمن رمزيتها واسمها المعروف”، مبينا ان “هنالك توجه نراه على الساحة برغبة بعض الكتل الدخول ضمن حركات فرعية من اجل كسب اكثر الاصوات على اعتبار ان الانتخابات فردية”.

واضاف الشريفي، ان “الجديد على المشهد سيكون من خلال ظهور احزاب جديدة تشرينية وسيكون لها حضورها في الانتخابات ، ونعتقد ان الاحزاب السياسية تبحث من اجل البقاء واخرى من اجل تصدر الموقف بالانتخابات المقبلة، كما ان هنالك محاولات لاستغلال المناصب الحكومية من اجل الحصول على موطأ قدم في المشهد الانتخابي  والحكومة المقبلة”، لافتا الى ان “البعض تحدث بصراحة عن رغبته في الحصول على رئاسة الوزراء بالحكومة المقبلة بالتالي فان رؤيتنا لشكل خارطة التحالفات المستقبلية فإنها ستكون مختلفة و ستؤدي بالضرورة الى زيادة الصعوبة في تشكيل الحكومة المقبلة على اعتبار ان صعود شخصيات مستقلة سيؤدي الى صعوبة جمعهم على شخصية او كابينة حكومية دون حصولهم على مكاسب خاصة”.

وتابع ان “المرحلة السابقة كانت اكثر انسجاما بوجود كتل كبيرة تتفاوض فيما بينها لتشكيل الحكومة، لكننا اليوم سنرى تشتت اكبر، اما التوجهات الاخرى من الكتل الكبيرة فهي تقدم مرشح واحد في كل دائرة لضمان عدم تشتت الاصوات وفوز مرشح من كتلة اخرى، وسيكون هنالك صراع زعامات خصوصا ما نراه من صراع مبكر داخل البيت السني بغية حجز المقعد مسبقا في رئاسة البرلمان المقبل”.

واكد الشريفي، ان “البيت الكردي ايضا يعيش حالة من التشتت ونعتقد ان هنالك احزاب وكتل جديدة ستظهر على الساحة مع قرب الانتخابات، لكن سيبقى الشكل والحركة واحدة على اعتبار ان القوى الكردستانية موقفها معروف ويبقى حزب البارزاني هو المسيطر وقد نشهد بعض الصراعات على منصب رئيس الجمهورية و نائب رئيس البرلمان والتمثيل الحكومي”، مشددا على ان “التحالفات المستقبلية ستكون صعبة جدا والمخاطر غير قليلة في تلك الصراعات ونتمنى ان تكون الصورة اكثر بساطة لكن الرؤية العامة تشير الى انتخابات صعبة وتحالفات اصعب لتشكيل الحكومة المقبلة ومعركة حقيقية من اجل البقاء”.

تقرير: السومرية نيوز

محرر الموقع : 2021 - 04 - 14