إقامة الشعائر الحسينية في أميركا
    

ستيفن شوارتز* ترجمة - بهاء سلمان 
تضم الجالية الاسلامية في الولايات المتحدة مئات الالاف من الشيعة، وبشكل رئيس من العراقيين والالبان المتمركزين في ولاية متشيغان، وهناك مركز يضم الشيعة الالبان من طائفة البيكتاش الصوفيين، حيث تقام احتفالية بذكرى يوم عاشوراء.
عند دخولك الى المركز، حيث مدخله يتوسم بالشعار الوطني لدولة البانيا، لا تسمع نحيبا او صراخا او تشاهد ضرباً على الظهور بالسلاسل، ترى تجمعاً لمئات من الرجال والنساء اللاتي لا يضعن حجاباً على رؤوسهن. وتم تعليق صور للامام الحسين وأبيه الامام علي(عليه السلام) في ارجاء المبنى بالاضافة الى علم الولايات
 المتحدة.
تتضمن مراسيم الاحتفال بيوم عاشوراء لدى البيكتاش بحضور راهب مسيحي من الطائفة الكاثوليكية لالقاء كلمة بين الحضور، فقد حضر في العام الماضي القس انتون كيرا من كنيسة القديس باول في روتشيستر هيلز في متشيغان، حيث خاطب الحاضرين مشيرا الى كون الصوفيين يمثلون "اخوة" بالنسبة له.
يمثل الصوفيون الالبان الشيخ الموقر بابا ارشاي، وبابا ادموند بارهيماج، الذي قاد المقاومة الصوفية ضد الاعتداءات الغاشمة في مقدونيا. ويبرز من بين الجالية الالبانية رجل الاعمال اكرام بارضا، الذي يسهم بجهود خيرية كثيرة للصالح العام في اميركا.
عندما أسس البيكتاش الصوفيون تجمعا لهم في متشيغان في 1954، كتب مؤسس مركزهم بابا ريكهيب باكيري في اول ذكرى ليوم عاشوراء في حينها بان الامام الحسين(ع) قد ظلم وذبح في كربلاء لانه دافع عن موقف دستوري ازاء الحكم الديني والحرية ومصلحة الناس، وأشار باكيري الى ان الحسين(ع) قد أبقى راية الحرية حية واعطى للديمقراطية الدينية هيبتها، فالناس تثور ضد ظلم حكامها، لكن الحكام المغتصبين للسلطة يردون بـ"سلوك ارهابي".
هذا الاحساس من قبل الصوفيين الالبان المغتربين في اميركا والذي يمثل اسئلة مهمة في العلاقة بين الاسلام والغرب بعد نصف قرن يعد اكثر بروزا لديهم.
يلاحظ من تجمع البلقان الشيعة في يوم عاشوراء بان الاسلام في اميركا موجود، وهو بمثابة مدرع للحضارة ضد التطرف، ليشير الى السلام والاحترام المتبادل ما بين الاديان، وفرصة لها قدرها العالي في تعزية بطل اسلامي ضحى بنفسه من اجل الأمان والحرية.

محرر الموقع : 2012 - 11 - 27