الشيخ محمد مهدي الناصري...على الإنسان المؤمن معرفة الهدف الحقيقي من رسالة النبي(ص) والتأسي بسلوكياته‎
    

ألقى حجة الإسلام والمسلمين الشيخ محمد مهدي الناصري محاضرة دينية في ذكرى وفاة النبي الأكرم محمد (ص) بين من خلالها ضرورة معرفة الإنسان المؤمن للهدف الحقيقي من الرسالة النبوية والتأسي بسلوكيات النبي(ص) ليكون الأسوة الحسنة.

 

وقال الشيخ الناصري " إن هذا اليوم كان ولازال غصة وألم على المؤمنين عامة وأهل بيت النبوة خاصة، وبالخصوص على أمير المؤمنين(ع) الذي كان (ص) لايأنس إلا بلقائه، فكان علي (ع) إذا وجد النبي يبادره بالسؤال فيجيبه، وإذا توقف علي عن السؤال بادره رسول الله (ص) بذلك، فكانا كما وصف القران هما نفس واحدة.

 

وتابع " انه يوم حزين على أهل البيت (ع) وعلى المسلمين بل ربما هو احزن يوم مر على تاريخ البشرية لأنه اليوم الذي انقطعت في السماء عن الأرض بشكل مباشر، وتركت الإنسان إلى عقله والى السنن الطبيعية، فقد كان المولى جل وعلا يتابع الإنسان بشكل مباشر".

 

ولفت إلى "أن النبي(ص) كان إذا انقطع عنه الوحي ليوم فانه يحزن وكان المؤمنين يحزنون ويقولون لربما تركتنا السماء لذنوبنا أو لمعاصينا، ولكن الحكمة الإلهية قد تؤجل مجيء جبرائيل، لذا فالقران أجاب على هذا الاستفسار وعلى هذا الشك بقوله (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَىٰ * وَلَلْآخِرَةُ خَيْرٌ لَّكَ مِنَ الْأُولَىٰ) بمعنى انك أيها الإنسان صحيح انك لديك في هذه الحياة الدنيا عمل ولكن العمل الحقيقي والاستمرار الحقيقي هو يوم القيامة".

 

وأوضح إن بعض العلماء يصفون هذا اليوم بالقول (ولقد صفق جبرائيل جناحيه حينما رحل  بعد إن قبضت روح النبي (ص) وهو ينظر إلى الأرض بحزن ويقول أن هؤلاء سيتركون إلى تصرفهم والى عقولهم وقدرتهم، وكنت أواصلهم) وان الرسول الله (ص) لا يتجاوز الأمين جبرائيل فحينما يسأل عن مسألة يقول (انتظر فيها أمر السماء).

 

وأكد الشيخ الناصري على إن كل ما عندنا من أفراح وخيرات هي ببركة النبي (ص) لان الله خلق البشرية وجعل أفضل ما فيها الأنبياء واختار من الأنبياء النبي المصطفى (ص) وجعله خاتما والرسالة خاتمة للرسالات، بمعنى انه مشى مع الإنسان بمقدار استيعابه وترك الباقي له، ولذا الآية الكريمة تقول (هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ ۚ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ ۚ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَٰذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ ۚ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ ۖ فَنِعْمَ الْمَوْلَىٰ وَنِعْمَ النَّصِيرُ ).

 

وأشار إلى أن الإنسان المؤمن ملزم بان تكون عقيدته صافية وكذلك أن تكون عقيدته صافية وواضحة بالنبي (ص)، بمنهجه وقناعاته وسلوكه وطريقته وتعاملاته، وما الهدف من رسالته لاسيما إن هناك حوالي 400 آية قرآنية تتحدث من بشارة الأنبياء (وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ۖ) آيات البشارة والبعثة وبعدها والهجرة ولماذا حارب ومتى حارب وكيف حارب، وكيف تعامل مع أهله، والتعرف على كل سلوكياته.

محرر الموقع : 2017 - 11 - 19