في ندوة لجمعية البيئة والصحة في العراق..السفير العراقي في لندن: يجب رفع مخلفات داعش والحروب
    

 

تحت عنوان (التدهور البيئي في العراق وتأثيره في صحة المواطن العراقي) نظمت جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة مؤتمراً، وبمشاركة السفارة العراقية. حضره عدد كبير من الأكاديميين والخبراء والباحثين العراقيين وممثلي الجمعيات العراقية في المملكة المتحدة وطلاب الدكتوراه المبعوثين. وقد افتتحت الدكتورة جيهان بابان، رئيسة جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة، المؤتمر بكلمة أكدت فيها على أهمية هذا المؤتمر بعناوينه ومحتواه العلمي، كما ثمنت جهود الأساتذة الذين شاركوا في التحضير والاعداد له من المتطوعات والمتطوعين الذين اسهموا في نجاحه، كما ورحّبت بالمبعوثين وطلبة الدراسات العليا المشاركين في المؤتمر الذي أغنوه ببحوثهم القيّمة، وأشارت الدكتورة جيهان الى صدور الكتاب الأول للمؤتمر الأول للجمعية والذي يعدُّ الآن مصدراً علمياً للباحثين خزن في مكتبة بودلن في جامعة اوكسفورد ومكتبة جامعة كيمبردج والمكتبة العالمية الاسكتلندية والمكتبة البريطانية والمكتبة العالمية الويلشية ومكتبة ترنتي كولج في دبلن. وشكرت الدكتورة جيهان سعادة السفير والسفارة العراقية لدعمهما المتواصل، وشكرت أيضاً طلاب الدكتوراه من المبعوثين والمشاركين في البوسترات العلمية وعلى انتسابهم للجمعية كأعضاء مساندين لها. وصرحت أن حُلم جمعيتنا الكبير هو رؤية بيئة نظيفة صحية خضراء خالية من التلوث والأمراض الوبائية والسرطانية في العراق .
فيما أكد سفير الجمهورية العراقية في لندن الدكتور صالح حسين التميمي، على ضرورة دراسة ومعالجة آثار الحروب المتعاقبة على العراق و الخراب البيئي من قبل عصابات داعش والتي تشكّل اليوم تحدياً كبيراً للبيئة العراقية والقطاع الصحي بشكل عام، مبيناً أن الحكومة العراقية اتخذت العديد من الإجراءات للحدّ من التلوثات البيئية التي تسهم في تدهور الواقع الصحي للمواطن العراقي، مشدداً على أهمية الخطط التي يطبّقها برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالتعاون مع الحكومة العراقية من أجل وضع خطط طويلة الأمد لتحسين الوضع البيئي والصحي في العراق. 
الدكتور ناهي يوسف ياسين الركابي، الملحق الثقافي العراقي في لندن، أكد من جانبه، أن التحديات البيئية تواجه كل العالم، وإن الحفاظ على بيئة آمنة وسليمة هي مهمة الجميع. وتناول بعدها أشكال ومخاطر التلوث البيئي خاصة تلك التي تؤثر في التركيب الجيني للإنسان. وأشار الى وجود معاهد بحثية في العراق متخصصة بالبيئة تعمل من أجل الوصول الى معالجات فعّالة للتلوث البيئي في العراق، مؤكداً أهمية تواصل جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة مع هذه المعاهد والجامعات العراقية وبناء جسور للتعاون المثمر والفعّال. واختتم كلمته بمقترحات منها أهمية عرض الحلول والمعالجات للمشكلات البيئية وضرورة التوعية الجماهيرية حول التصدي للتلوث وتحسين البيئة في العراق. 
من جانبه أشاد السيد اياز الراشدي مدير المكتب الصحي في السفارة العراقية في لندن، بانعقاد المؤتمر في الوقت الذي تواجه العراق والعالم تحديات بيئية تترك أثرها في صحة المواطنين، وأشار أيضاً الى أن 20% من الوفيات في العالم سببها التلوث، وأكد على ضرورة التعاون مع المنظمات الدولية والأكاديميين والعلماء والأطباء في وضع السياقات الوطنية للتصدي للتلوث البيئي، موكداً على دعم الملحقية الصحيّة ووزارة الصحة والبيئة العراقية إلى جمعية البيئة والصحة العراقية في المملكة المتحدة .
الدكتور عبد الحميد الصائح، عضو الهيئة الاستشارية العراقية للإعمار والتطوير في المملكة المتحدة، اعتبر أن أبرز المخاطر التي تواجه العراقيين هو التلوث البيئي الذي لا يقل خطورة عن التهديدين الأمني والمعيشي وخطر التطرف والإرهاب، كما أكد على الظروف الحرجة التي يُعقد فيها المؤتمر نتيجة آثار الاهمال والفساد وضعف معالجة الازمات الكبيرة، كأزمة المياه والتلوث الى جانب الآثار الناجمة عن استخدام الأسلحة المحرمة دولياً. وأشار أيضاً الى أهمية أن ينجح المؤتمر ببحوثه وتوصياته وأن يكون بمستوى موضوعه في تشخيص عوامل هذا التهديد البيئي وتوفير مستلزمات التخطيط والمعالجة العلمية الصحيحة واعداد الكوادر الكفوءة في مجال حماية البيئة، والتنسيق مع وسائل الاعلام للتثقيف الصحي واطلاع المواطنين على جدية الآثار التي يحدثها التلوث البيئي، ووضع تشريعات تتصل بمخاطر ذلك على المجتمع والأسرة والأطفال تحديداً. 
بعدها بدأت الجلسة الصباحية للمؤتمر وأدارها الدكتور باسل الساعاتي، والدكتور صلاح الدهش، وقدمت فيها محاضرة للأستاذ عادل شريف، أستاذ هندسة المياه ومدير مركز CORA في جامعة سري في لندن، بعنوان "مشكلة المياه في العراق، الأسباب وبعض الحلول المقترحة" تناول فيها أولاً، مشكلة المياه من منظور عالمي ومن ثم الأبعاد السياسية لمشكلات المياه في الشرق الأوسط. انتقل بعدها الى التحديات المائية التي تواجه العراق من ندرة وشح موارد المياه وانعكاسها على الأمن الغذائي والجوانب البيئية المتعلقة بتلوث المياه، اعقبها تفصيلات واحصاءات حول ذلك. واختتمت المحاضرة بجملة من المقترحات لمعالجة مشكلة العراق المائية وتطوير منظومات البزل والري ومنظومات تحلية المياه، وبمناقشة دور التكنولوجيات الحديثة في حل إشكالات شح المياه. 
تناولت محاضرة السيد ويم زوبجنبرج ، مدير مشروع نزع السلاح PAX في هولندا "التلوث نتيجة النزاعات في العراق" لدور داعش في تخريب آبار النفط والمنشآت الصناعية و النفطية و المناطق العمرانية والأبنية مع عرض أمثلة ملموسة للتخريب واثارها الصحية في المواطنين، كما تناول التقديرات الدولية لحجم الدمار نتيجة النزاعات. وقدّم بعدها جملة من المقترحات تناولت دور الحكومة و المجتمع الدولي والعلماء و الاكاديميين لمعالجة هذا الخراب البيئي الجسيم. 
و قدمت الأستاذة الدكتورة جيهان بابان، محاضرة بعنوان "كارثة التصحّر في العراق الأسباب والتبعات"، أوردت فيها التعريف العلمي للتصحر و اختلافه عن الأراضي الجافة، وحددت سببين مهمين، أولهما التغير المناخي ودور البشر نتيجة الاستخدام غير السليم للأرض ولتقنيات الزراعة وشح المياه، وأكدت أن العواصف الرملية والترابية الخطرة هي أحد تجليات التصحّر التي تسبّب تلوثاً خطيراً للبيئة وتدمّر النظام البيئي و تؤدي الى عواقب صحية وخيمة حادة ومزمنة، كما قدمت جملة من الإحصاءات العالمية عن العراق وعرضت التجربة الصينية في التصدي للتصحّر عبر بناء السور الأخضر الكبير من زراعة الأشجار، والذي يعتبر النموذج العالمي الأفضل للتصدي للتصحّر، ثم تطرقت الى ثلاث دراسات علمية اكاديمية من العراق، وأشارت الى اشكال من المعالجات للتقليل من خطر التصحر في العراق. 
اما الدكتورة ميس رحيم، وهي أستاذة باحثة في جامعة امبريال في لندن، فتناولت في محاضرتها عنوان "ما هو الذي لا نعرفه عن الخدمات الصحية النفسية في العراق" تأثير النزاعات والحروب على الصحة النفسية للمواطن العراقي وعدم وجود خدمات ترتقي الى هذه التحديات، وقد قامت الباحثة بدراسة وتقييم كل ما نشر ما بين 2003 الى 2010 من دراسات وبحوث علمية ومن ضمنها ما نشرته المنظمات الدولية، وأيضاً معلومات ميدانية من العراق وبالتحديد من البصرة والناصرية .
ثم عقدت جلسة مسائية أداراها الدكتور سعد الخلف والدكتورة سناء العمار، وتحدث فيها: 
الأستاذ البروفيسور سلمان الرواف، مدير مركز WHO Collaborating Centre في جامعة الإمبريال في لندن، أشار في محاضرة بعنوان "البيئة و الصحة في العراق، ماذا بعد؟" قدّم فيها استعراضاً و تحليلاً الى الكوارث البيئية التي تعرض لها العراق منذ الثمانينيات وما شهده من حروب ونزاعات وحصار اقتصادي شديد وتأثيرات ذلك في صحة المواطن العراقي، كما شدّد على الترابط بين الحروب والتدهور البيئي والصحة محدداً ثلاثة أسباب لتدمير البيئة، الطبيعي والمتعمد والإهمال، وقدّم امثلة توضيحية حول ذلك، وأيضاً حول المعدّل الواطئ لتقديرات عمر الانسان العراقي وثقل الأمراض على المواطنين للفترة من 2003-2016 معززاً ذلك بالإحصاءات والأمثلة، واختتم بحزمة من المقترحات والتوصيات. 
بعدها قدّم الدكتور مارك سالتر، خبير في الأمراض المتنقلة في وزارة الصحة البريطانية، تحليلاً للعلاقة بين تلوث المياه والأمراض الوبائية ونسبها العالمية ومعدلات الوفاة بسببها، وانتقل بعدها الى حوادث التلوث الكيمياوي أنواعها وأسبابها وسياقات التعامل معها حسب المعايير الدولية وكيفية الاستجابة لها وطنياً وإقليمياً ودولياً، ومنها القدرات الوطنية للتعامل مع حوادث كيمياوية قد تسبّب تلوثاً بيئياً خطيرا.
وقدّم الأستاذ البروفيسور سعد طاهر، الطبيب الاستشاري في الأمراض السرطانية في جامعة انكليا رسكن في بريطانيا، محاضرة بعنوان "السرطان في العراق قديماً وحاضراً" لمحة تاريخية عن مرض السرطان في العصور القديمة، اعقبتها احصاءات عن الإصابات السرطانية في العالم وبريطانية والعراق، كما استعرض أيضاً، خدمات علاج مرض السرطان منذ السبعينيات من أطباء ومراكز متخصصة، مشخّصاً النجاحات وأيضاً القصور والتحديات التي تواجه هذا التخصص الطبي المهم .

 

 

 

 
محرر الموقع : 2018 - 03 - 07