لنحص معاً منجزات السفير العراقي لدى فنلندا السيد عبد الكريم طعمة مهدي كعب بمناسبة نهاية عام 2012
    

يتداول المتابعون من ابناء الجالية العراقية المقيمة في فنلندا شأن البعثة الدبلوماسية العراقية في هلسنكي التي تحيطها مزاعم التغيرات الهيكلية المرتقبة والتي من المحتمل ان تطرأ قريباً على إدارة البعثة الدبلوماسية في اطار الرقابة على العمل الحكومي، وكذلك بهدف تصحيح الخلل القائم في بعض البعثات ومعالجة مسبباته الرئيسة التي لا تتوافق مع أعلى معايير الأداء وبمستوى دون الكفاءة والفاعلية.

ومنذ اسابيع يتداول ابناء الجالية العراقية المقيمة في فنلندا خبر امكانية سحب الحكومة العراقية سفيرها الاستاذ عبد الكريم طعمة مهدي كعب الى مركز الوزارة قبل انتهاء هذا العام وفقاً لمعطيات المخطط الهيكلي العام والدور الرقابي الذي تضطلع به وزارة الخارجية العراقية. مما دعى مجموعة من ابناء الجالية العراقية توديع السفير وتقديم الشكر لكافة كادر السفارة على مجمل الخدمات رغم وجود تحفظات على بعض الامور العالقة والتي ودّ ابناء الجالية من سفيرها ان يعمل على وضع حلول مرضية للجميع  قبل انهاء مهامه قريباً.    

وقد تطرق السفير كعب موجزا لأهم المنجزات التي تم تحقيقها منذ ترأسه مهام البعثة الدبلوماسية في فنلندا خلال اللقاء الذي جمعه مع لفيف من ابناء الجالية، حيث تكمن اهمية هذا اللقاء لاحتمال ان يكون الاخير له مع ابناء الجالية.  كما تطرق السفير كعب ساهباً لأهم التحديات التي تواجه مهام البعثة وخاصة بالمشكلات المتعلقة بالنظم الإدارية الخاصة بوزارة الخارجية العراقية وخدمات شؤون القنصلية المتصلة بمصالح ابناء الجالية، وعلاقة ابناء الجالية بالبعثة الدبلوماسية التي تتفاوت درجات التقارب والتباعد فيما بينها وبين فئة وفئة من اطياف ابناء الجالية بين الحين والآخر. وقد شدد السفير كعب في خطابه على اهمية التواصل بين ابناء الجالية بما يخدم تطلعاتهم وبما يحفظ مكانة السفارة وبالاخص رئيس بعثتها وبكل السبل. إذ لم يتوان السفير عبد الكريم طعمة مهدي كعب عن الارتجال كالمعتاد بشكل غير موضوعي وتكرار عملية سرد تفاصيل منجزاته الذي تتسم معظم محاورها بالأمنيات وليس بالنتائج الملموسة او بالطرق المنهجية السائدة، باستثناء ما تم انجازه فعلياً يعود الفضل الاكبر في تحقيق معظمها الى جهود كوادر مهنية عالية الكفاءة سبقت مجئ السفير  للبعثة بفترات زمنية طويلة او تزامنت مع وجوده.  

ومن الجدير بالذكر ، لم يتطرق السفير كعب او ضيوفه عن مجمل الاتهامات الموجهة له بالخروقات القانونية، كونها لا تدخل ضمن جدول اعمال اللقاء او مقاصده، لكنه اشار الى وجود افراد يعملون ضمن اطار تعاون مشبوه مع شخصيات ذات مستوى رفيع تعمل داخل الوزارة يسعون الى النيل منه والتقليل من اهمية مكانته الدبلوماسية والتشكيك بما يدعيها ويكنّها منجزاته حسب ادعاءه وهي كالاتي:

 

اولاً: زيارة معالي وزير التجارة الدكتور خير الله حسن بابكر الى فنلندا عام 2012: يكرر السفير في لقاءات عدة مع شخصيات عراقية او عربية او اجنبية عن دوره الفعّال والمتميّز  في تعزيز العلاقات الثنائية العراقية الفنلندية وتتويجها بزيارة معالي وزير التجارة الدكتور خير الله حسن بابكر الى فنلندا، رغم ان هذا الحدث جاء نتاجاً طبيعياً لمبادرة معالي الوزير  نفسه بزيارة فنلندا خلال لقاءه وزير التجارة الخارجية الفنلندي الدكتور بافو فارونن الذي زار بغداد مع وفد رفيع المستوى من رجال الاعمال عام 2011. وجدير بالذكر ، ان من ساهم بنجاح زيارة الوفد الفنلندي الى بغداد برئاسة وزير التجارة الخارجية بافو فارونن هي جهود بعض ابناء الجالية العراقية المقيمة في فنلندا التي ترتبط بأتصالات مباشرة مع مجلس الوزراء بعد فشل السفير بتذليل العقبات التي واجهت زيارة الوفد الفنلندي. وكانت زيارة الوفد الفنلندي استجابة لدعوة معالي وزير الصناعة العراقي فوزي فرانسو الحريري بدوره الذي زار فنلندا عام 2009 استجابة لدعوة وجهها له نظيره الفنلندي الدكتور بافو فارونن من اجل تفعيل لجنة الصداقة الفنلندية العراقية المشتركة على الصعيد الاقتصادي والتي كان اخر اجتماع لها عام 1986. ولا ننسى هنا ذكر الجهود العظيمة التي بذلها القائم بالاعمال آنذاك الاستاذ غسان فتاح (وزير مفوض) خلال فترة رئاسته للبعثة. وكان الوزير الفنلندي نفسه بافو فارونن قد خطط آخر ايامه السياسية لزيارة العراق لغايات انتخابية عام 2011 كان يأمل منها حصد اصوات تدعمه في الانتخابات، ولكنه اخفق وانتهت مهامه واصبح ماض لا يتجدد.

 

ثانياً: دورات جامعة هلسنكي الصيفية: ومثلما كان السفير يردد في كل المناسبات عن دوره المتميز في ما تم تحقيقه من منجزات على صعيد تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين في مجالات شتى، لا تقل دورات جامعة هلسنكي الصيفية اهميتها وتجييرها لصالح نشاطات السفير كعب شخصياً رغم ان الحقيقة تكمن في ان الدورات كانت موجودة اصلاً ضمن فعاليات جامعة هلسنكي وعلى مدى سنين ضمن البرنامج التربوي العالي للنظام التعليمي الفنلندي. وكان قد اقترح عدد من ابناء الجالية العراقية من ذوي الاختصاصات العلمية العالية والعاملة في مجال التعليم على إدارة جامعة هلسنكي مشروع استقطاب متدربين من العراق وحجز مقاعد لهم في دورات متتالية. وقد لاقى هذا المقترح ترحيب طيب من قبل الجانب الفنلندي. لكن يعزو فشل تنفيذه الى عملية تجيير هذه المسعى واستغلاله في درج اسماء غير كفوءة من قبل اطراف عراقية عدة لغرض الاستفادة من هذه الفرصة حال دون استمرارها مما ادى الى رفض الجانب الفنلندي طلبات تاشيرة الدخول (الفيزا) جميع  الاسماء المقبولة للدورة، لعدم كفاءتها وقدرتها اللغوية ومن ضمنهم شقيق السفير شخصياً وزوجته. ولم يحظ بفرصة المشاركة من الجانب العراقي سوى الدكتورة خولة الكوفي حرم السفير التي لم تكمل الدورة وتراجع ابنة السفير عن الدورة بعد جهود مضنية لقبولها في الدورة.

 

ثالثاً: استعادة الآثار العراقية: اما هذا الجانب من المنجزات، فلم تدخل قط ضمن اهتمامات السفير او تدخل جدول اعماله رغم محاولات السفير الاخيرة  لتجييرها لصالح نشاطاته. ان لعملية استعادة الاثار  خصوصية يعود تاريخ متابعتها من قبلي شخصياً منذ عام 1992. وقد تكللت هذه الجهود بأقناع احد الفنلنديين من اصل اربعة على تسليمها مباشرة بعد عملي في السفارة عام 2010. واتذكر ابتهاج السفير حينها بالتقرير المقدم من قبلي والخاص عن ظروف القطع الآثارية وعملية تسليمها المرتقبة. وكان السفير حينها يتطاير فرحاً كالطفل من شدة المفاجئة. ولكن اصرار السفير على تجيير الموضوع عن طريق البهرجة الاعلامية لصالح السفير كان سبباً رئيس لتراجع البقية من تسليم ما بحوزتهم من آثار . وجدير بالذكر ان وزارة الخارجية كافأتني للجهود المتميزة التي انتج عنها تسليم الاثار العراقية. ولا ننسى هنا من ذكر الدور الجبار الذي يلعبه السيد احمد حمزة (سكرتير ثالث) الدائرة القانونية / وزارة الخارجية  في تذيل العقبات والاستمرار في جهوده لغرض تتويج العمل بتسلم ما تبقى من آثار عراقية متواجدة بحوزة افراد ومؤسسات فنلندية. علماً من المحتمل قريبا سيتم تسليم قطع آثارية جديدة بحوزة فنلنديين مباشرة الى المتحف الوطني العراقي.

رابعاً: المنحة الدراسية (BABYLON GRAND):  وايضا يأتي هذا النشاط كمنجز حقيقي من بناة افكار بعض ابناء الجالية العراقية الذين ساهموا في تقديم هذا المقترح جاهزا والذي يحاول السفير تجييره وشخصنته وافشاله بسبب روح الغلبة وتعزيز صفة (الانا) على حساب المصلحة العامة.

 

اما عن المنجزات الحقيقية التي تم تحقيقها من قبل السفير كعب  منذ تسنمه مهام رئيس البعثة هي كالاتي:

 

اولا: التسجيل الصوتي السري للقاءات الرسمية والودية الذي شهدها السفير كعب في اغلب المناسبات ومنها تسجيل حورات دارات في منزل سعادة سفير المملكة المغربية الدكتورة مينا تونسي من دون علم الحاضرين او حتى طلب الاذن المسبق لذلك، وكذلك تسجيله  لمعظم الحوارات التي دارت مع شخصيات اخرى في السفارة وخارجها بالطريقة ذاتها مما اثار استهجان وغضب العراقيين جميعهم للممارسات المرفوضة كهذه، يمارسها اعلى صفة دبلوماسية تمثل الحكومة العراقية. وقد تنكر السفير لهذا العمل مبررا من ان التسجيل جاء على اثر تنصيب مجسات او منصات تجسسية من قبل وكالة الاستخبارات الروسية الـ (كي جي بي) و وكالة الاستخبارات الامريكية الــ (سي آي أي)، متناسيا خطورة ادعاء من هذا النوع الذي يمكن ان يحدث شرخا غير محموم عقباه بين العلاقات الثنائية الفنلندية العراقية من جهة، وبين العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة الامريكية والروسية على حد سواء، لان هذا الادعاء بالتالي يعني اتهام فنلندا بشكل مباشر بموافقتها وادارتها التقنية على تنصيب هذه المجسات او المنصات التجسسية لصالح البلدين المذكورين اعلاه، ضد سفير جمهورية العراق لدى فنلندا. وعلى اثر هذا الادعاء سيتم مفاتحة الخارجية العراقية من قبل الخارجية الفنلندية لغرض تبيان موقف الحكومة العراقية من ادعاء سفيرها واتهامه للحكومة الفنلندية بالتجسس لصالح دول اخرى، حيث يرى الجانب الفنلندي حيال هذا الأمر تحفظات صريحة بهذا الشأن!

 

ثانياً: اصدار قرارات ارتجالية غير مدروسة جلبت الضرر لابناء الجالية العراقية المقيمة في فنلندا كـــ (مذكرة المطار) على سبيل المثال وليس الحصر، يتحمل مسؤوليتها السفير شخصياً وقنصله الاسبق السيد عبد الحفيظ نوري، حيث بموجب هذه المذكرة، اتخذت السلطات الفنلندية مؤخراً قرار سحب وثيقة السفر  الممنوحة الى اللاجئين العراقيين من اربعة اشخاص حتى الان على اعتبار انتفاء اسباب اللجوء بدليل سفرهم الى العراق وبمذكرة تأييد صادرة من السفارة العراقية في هلسنكي.

 

ثالثاً: تجيير فعاليات معرض هلسنكي الدولي الثاني عشر للكتاب لصالح ابنة السفير وتسويق كتابها الذي يحمل كل شروط الفشل الادبي والفني على حساب الارث الثقافي العراقي على مدى آلاف السنين.

 

رابعاً: استخدام الصفة الدبلوماسية ومهامها في الحصول على تأشيرة الدخول سمة شنكن لصالح اخو السفير الذي عبُد له الطريق لطلب اللجوء في احدى الدول الاوربية.

 

سادساً: تحريض ابناء الجالية على التعرض للمستخدمين المحليين العاملين سابقاً ومحاسبتهم بدعاوي الاساءة لشخص السفير بعد كشفهم بعض الخروقات والتجاوزات القانونية  واتهام السفير  بضلوعه بدراية مع سبق الاصرار والتخطيط المسبق لجميع هذه الخروقات. واعتبار محاولات انتقاد اداء السفير وكشف حالات الفساد ومطالبة المتضررين شخصياً من قرارات السفير بتوضيح رسمي عن دواعي قرارته ، تعد بمثابة تجاوز يستحق العقاب ويحل عليه القصاص بشتى السبل، كما يدعو لها السفير  في الاونة الاخيرة.

 

 

          ضياء ليلوة

هلسنكي 5/12/2012

محرر الموقع : 2012 - 12 - 06