ثلاثة دمرنَّ العراق وقتلنَّ شعبه وثلاثة ستنجيه
    

الغاية الحقيقية التي نتطلع لها في إجراء الإنتخابات هو تغير الواقع الذي تفرضه علينا الظروف السئية التي تحيط بالعراق وشعبه ، هذه الظروف التي خلقتها الكثير من العوامل والتي أدت الى هذه الفوضى التي يعيشها المواطن العراقي الذي عانا ما عانا على أيدي الأنظمة الدكتاتورية المستبدة ، فقدم هذا الشعب الكثير من التضحيات لكي يحصل على النظام الديمقراطي الذي يريد من تطبيقه السعادة المرجوة التي تعيشها أغلب الدول الديمقراطية في العالم ، ولكن الأسس التي قامت عليها العملية السياسية فرضت ظروف على هذه العملية جعلتها تسير عرجاء وأجوائها مملؤة بالضباب الذي يمنع قرأت مستقبل هذا البلد بل يجعلك تعيش في قلق كبير نتيجة عدم الإستقرار وغياب الأمن وسوء الخدمات وتوقف المشاريع الحيوية التي تنعش أستقرار البلد بالإضافة الى الإزمات السياسية التي تهز البلد في كل لحظة  حتى أصبح العراق أضعف دولة في المنطقة بل أصبح هدف ضعيف لجميع المواقف العدائية من دول كانت ترتجف من أسم العراق وشعبه كالسعودية وقطر ، هذا الوضع المآساوي الذي نعيشه جميعاً يتطلب منا أن نوحد الكلمة ويدعم بعضنا بعضا حتى نواجه التحديات الكبيرة التي تقف أمام سعادة هذا الشعب المظلوم : ومن أهم هذه التحديات :
الإرهاب : هذه الآفة التي قتلت وتقتل من الشعب العراقي يومياً بل جعلت من هذا الشعب ضحية سهلة تحصد منه من تشاء في أي وقت وأي مكان تختار ، وهذا الإرهاب دعمته ثلاث عوامل :
الأول : خارجي إن كان مادياً ومعنوياً وإعلامياً ، فهذه دول الخليج وخصوصاً السعودية وقطر التي تصرح علناً على دعمها للإرهاب في العراق من أجل تدمير العملية السياسية وإرجاع النظام الدكتاتوري وحكم الأقلية وقد بذلت المليارات من أجل تحقيق هذا الأمر الخطير والمفجع ، فبالإضافة الى الدعم المادي فقد هئيت العشرات من وعاظ السلاطين الذي يدفعون الشباب المغرر بهم بفتاوي جاهزة تطبق حسب ما تريده السلطات التي تحكم تلك البلدان ، وقد وضعت هذه الأنظمة جميع مفاصل أعلامها في خدمة الإرهابيين ووعاظ السلاطين .
الثاني : داخلي : وجود الحواضن التي هئيت القواعد التي ينطلق منها الأرهاب بالإتجاه الشعب المسالم ، وهذه الحواضن مدعومة من كبار السياسيين الذين يشاركون في العملية السياسية بالإضافة الى الفضائيات المأجورة التي تدعمهم إعلامياً.
التوافقية : هذا المصطلح الذي وقَّفَ كل شيء في العراق بل أصبح خطره أكثر من الإرهاب ، لأن الإرهاب يقتل ويدمر ولكن يمكن القضاء عليه بمواجهته بشكل قوي ومدروس من خلال تدمير جميع القواعد الحاضنة ومن يلوذ بها وبسط القانون في تلك المناطق ، ولكن الذي يحمي الإرهاب من هذه المواجهة هو التوافقية والذي يعطل إصدار جميع القوانيين الإساسية في بناء أي بلد هو التوافقية فهذه الموازنة لم يصادق عليها ونحن في الشهر الرابع من السنة فأي بلدٍ في العالم ميزانيته لا يصادق عليها الى هذه الفترة فكم خسر العراق من جراء تأخير الموازنة والذي يعرقل إيصال الخدمات بالشكل الصحيح الى المواطن هو التوافقية ، وكل ما يمر فيه العراق من مآسي السبب الأول له هو التوافقية ، فالتوافقية والإرهاب وجهان لعملة واحدة هذا يقتل بالسلاح وهذا يقتل بالتعطيل وحماية الإرهاب من الملاحقة القانونية والعسكرية .
فقدان الوعي السياسي : وظيفة السياسي التفكير في المصلحة العليا للبلد وتهئية الظروف والعوامل التي تحافظ على هذه المصلحة ، ولكن أحدى مصائب العراق وصول الكثير ممن لايملكون هذا الوعي الى مصادر القرار والسيطرة على مراكز حساسة في العملية السياسية إن كانت تنفيذية أو تشريعية مما أدى الى تخلخل الأوضاع بشكل عام ، فهذه قبة البرلمان كم مرة كمل النصاب أقول كم مرة كمل النصاب وليس لم يكمل لأن الطبيعي أصبح عدم أكتمال النصاب ، فأين الأمانة التي قلدها الشعب لأعضاء البرلمان ألم يكن عضو البرلمان وكيلا عن قواعده الشعبية التي أنتخبته فأين الضميروأين الأمانة ، إذا كانت هكذا الأمانة تخان فهل هكذا خائن سوف يدافع عن المصلحة العليا للبلد وهل هكذا برلماني عنده وعي سياسي ، فبوصول هكذا أشخاص يفتشون ويتقاتلون من أجل مصالحهم الشخصية والحزبية قد جعل البلد في فوضى حقيقية من توقف بناء العراق في شتى المجالات الخدمية والإقتصادية والأمنية وسرقة خيراته وثرواته لأنها هدف ومبتغى مثل هؤلاء السياسيون .
هذه العوامل الإرهاب والتوافقية وفقدان الوعي السياسي قد تسببا في معظم الظروف المأساوية التي يعيشها المواطن العراقي وللقضاء عليها والحد منها علينا أن نقوم بما يلي :
أولاً : مواجهة الإرهاب بشكل قوي من خلال تجفيف جميع حواضنه وعدم المبالات لجميع الأصوات الإرهابية التي تدافع عنه وتدعي أنها عراقية وتدافع عن الذين جعلوا شوارع بغداد العزيزة وبقية المحافظات تسبح بالدماء وجعلوا المواطن العراقي قلق في طريقه الى العمل أو البيت أو حتى في عمله نتيجة الإستهتار بهذه الدماء الطاهرة ، ومواجهة الدول التي تدعم الإرهاب قضائياً وسياسياً وأقتصادياً وحتى أن تطلب الأمر قطع العلاقات فيجب أن تقطع لأن الدم العراقي فوق كل العلاقات ووظيفة الحكومة توفير الأمن وليس العكس من أجل أنظمة تفتقر لأبسط المفاهيم الإنسانية وهو التعايش السلمي ، ودعم الحكومة في إستيراد مختلف أنواع السلاح من أجل التصدي لهؤلاء القتلة المجرمين ، فكيف بحكومة تحمي شعبها وهي لا تمتلك للأسلحة القوية الفتاكة .
ثانياً : حكومة الأغلبية : هذا العامل من أهم العوامل التي تقود البلدان الى التقدم والأزدهار ، فهكذا حكومة يمكن لها إقرار المشاريع المهمة التي تحتاجها البنية التحتية وتنفيذها وتوفير الخدمات وتبني خطط أستراتيجية للحاضر والسمتقبل ، فهذه الحكومة إذا أخطأت يمكن محاسبتها وإذا فسدت يمكن تحجب الثقة عنها وهكذا ، أما الحكومة التوافقية فالجميع مشارك فيها والجميع يصرخ الحكومة فاسدة إذا كنتم أنتم الذين تكونون الحكومة إذن أنتم الفاسدون ، لهذا إذا كان الشعب العراقي يريد الإستقرار والأمان والرفاهية وعراق قوي عليه بحكومة الأغلبية فهي مفتاح كل معضلة وبندقية تواجه كل إرهابي وقانون يلاحق كل فاسد وضعيف نفس.
ثالثاً: أختيار الأنسب والأصلح لهذه المهمة العظيمة والخطيرة نتيجة ما يواجه العراق وشعبه من مخاطر ، فنتيجة أختيار الفاسدين والذين لايمتلكون الوعي السياسي ولا يعيرون وزناً للمصلحة العليا للبلد وشعبه جعلنا جميعاً نعيش المآسي من يوم التغير عام 2003 الى هذه اللحظة لهذا يجب أن نختار الأنسب والأصلح  الذي يتخذ من قبة البرلمان سكناً ومعيشةً حتى يسهر في إقرار جميع القوانين التي تهم المواطن وفي نفس الوقت رفض كل قانون يضر في هذه المصلحة وهذا ما أكدت عليه المرجعية التي نكن لها كل الإحترام والود ، هذه المرجعية التي سهرت من اجل المحافظة على مصالح الشعب بشكل عام والأغلبية بشكل خاص ، هذه المرجعية التي حافظت ودافعت عن هذه العملية السياسية بكل ما أوتية من قوة بل قدمت أروع الأمثلة لجميع الحكومات والمسؤولين في العالم على كيفية يكون المتصدي ، فكانت هذه المرجعية كالأب الحنون على أولاده دافعت عنهم في أقسى الظروف وأحبطت جميع المخططات التي أرادت أن تهدم هذه العملية السياسية ، فكانت نصائحها أحكم النصائح وأرجحها في شتى المجالات التي تتطلبت نصائج المرجعية الرشيدة ، فوجود المرجع الديني الأعلى السيد السستاني كألماء الذي يروي العطشان وفي نفس الوقت تخمد به النيران فوجود هذا السيد فوق رؤوسنا قد جعلنا أكثر عزة وقوة ومنعة فنحن تحت أمرته وكل!
 نا آذان صائغة وسامعة لنصائحه وأوامره فهو الأب الذي يجب أن يحترم وتنفذ أوامره أليس هم وكلاء الأئمة عليهم السلام ورسول الله (ص) يقول ( أنا وأنت يا علي أبوا هذه الأمة) .
فبهذه النقاط الثلاث أعلاه يمكن لنا أن نهزم الإرهاب ونبني العراق وننشر الأمن والسلام في ربوعه ونجعل السعادة تخترق كل أبوابه .
خضير العواد

محرر الموقع : 2014 - 04 - 15