إعادة “دمشق” إلى أحضان “الجامعة العربية”.. عودة منتصرة تمهد لإخراج القوات المحتلة من سوريا
    

بعد هدوء عاصفة الغبار لآخر العروض الإردوغانية في الشمال السوري، يتبلور تدريجيًا مشهد جديد لـ”الشام” خال من المحتل الأجنبي.

إذ شهد هذا الأسبوع؛ وفي إطار التطورات المتسارعة؛ ليس فقط فيما يخص تقويض مجالات المداخلات العسكرية المتزايدة من “تركيا” و”الولايات المتحدة” وعملاءهم في شمال وشرق “سوريا”، وإنما أيضًا على صعيد المباحثات الهامة التي تستهدف وحدة الأراضي السورية مجددًا والعودة السريعة إلى “الجامعة العربية” والتحالفات الإقليمية والدولية. بحسب صحيفة (وطن آمروز) الأصولية الإيرانية.

والواقع أن العودة السورية إلى “الجامعة العربية”، هو بمثابة عودة منتصرة نتيجة الفوز في الحرب الأهلية بين الجيش والحكومة السورية، المدعومة من “محور المقاومة”؛ في مواجهة جيش “الولايات المتحدة” وحلفاءها بالمنطقة والعالم؛ بداية بـ”تركيا والسعودية” وحتى الدول الأوروبية في حلف الـ (ناتو) و”إسرائيل” والعناصر الإرهابية في (داعش) و(القاعدة).

في الوقت نفسه، فإن آفاق هكذا عودة بمنزلة إجبار لقوات الاحتلال الأميركية والتركية على الخروج من “الشام”.مجموع هذه الأحداث المتوازية برز في تخفيف حدة التهديدات التركية بشأن الهجوم على الشمال السوري. في حين أن الرئيس، “رجب طيب إردوغان”، كان يضرب، خلال الأسابيع الماضية؛ على طبول الحرب في “إدلب” والمناطق الكُردية، وأدعى بإرسال تعزيزات إلى “إدلب” أن حصل على الضوء الأخضر من قيادة حلف الـ (ناتو)؛ بعد لقاء الرئيس الأميركي، “جو بايدن”، في اجتماعات “مجموعة العشرين”، بالعاصمة “روما”.

ولكن مع اقتراب موعد هذه الحملة واجهت عمليات القوات التركية والإرهابية في الشمال السوري سد منيع، في الوقت نفسه أوفدت القوات الكُردية في “سوريا”، المعروفة باسم: (قسد)، بعض أعضاءها إلى “موسكو” بعد اليأس من دعم القوات الأميركية، وهو ما يعتبر بداية مباحثات الأكراد للعودة إلى إطار السلطة السورية.

مهمة الإمارات في دمشق..

في أعقاب استقبال “دمشق” وفد إماراتي رفيع المستوى، ضم وفق بعض المصادر العربية؛ ولي عهد “أبوظبي” ووزير الخارجية، ونائب القائد العام للقوات المسلحة.

وقبل ذلك؛ كانت بعض المصادر المقربة من “الإمارات” قد كشفت عن بشرى سعيدة للحكومة السورية دون المزيد من التفاصيل.

وغرّد “أمجد طه”، رئيس مركز دراسات الشرق الأوسط بـ”إنكلترا”؛ على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي (تويتر): “تقود الإمارات دبلوماسية عربية جديدة تستهدف إلى استعادة العقلانية في المنطقة، وفي هذا الإطار سوف نشهد المزيد من الزيارات الجيدة”.

ويبدو فعلًا هذا هو الحال في “الإمارات” حاليًا؛ إذ تسارع بعد قرابة عقد من الزمن إلى زيارة الرئيس السوري، “بشار الأسد”.

ووفق التوقعات تتطلع “الإمارات” لإعادة “سوريا” إلى أحضان “الجامعة العربية”.

وكانت الدول الأعضاء في “الجامعة العربية”، عدا “العراق” و”الجزائر”؛ قد علّقت وجمّدت قبل 10 سنوات؛ عضوية “دمشق” بالتوازي مع بداية الحرب المفروضة في هذا البلد. مع هذا؛ كانت “الإمارات” من أوائل الممالك العربية التي سعت، خلال العام الماضي، إلى تطبيع العلاقات مع “سوريا” وإعادة فتح المقار الدبلوماسية في “دمشق”.

وقبل 03 أسابيع طالب ولي العهد، “محمد بن زايد”، في ثاني اتصال هاتفي مع، “بشار الأسد”، خلال 06 أشهر؛ بتطوير العلاقات بين البلدين.

بدوره رحب “عبدالله بن زايد”، وزير الخارجية الإماراتي؛ في مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي، “سيرغي لافروف”، بعودة “سوريا” إلى أحضان “الجامعة العربية”.

عودة سوريا إلى الجامعة العربية عبر “الجزائر”..

بالتوازي مع زيارة وفد إماراتي رفيع المستوى إلى “دمشق”، أعلنت حكومة “الجزائر” استضافة الاجتماع المقبل لـ”الجامعة العربية”، واحتمالات طرح مسألة عودة “سوريا” إلى أهم المنظمات الدولية بالعالم العربي.

ووفق تقرير موقع (العين) الإماراتي، فقد قررت “الجامعة العربية”، في تشرين ثان/نوفمبر 2011م، تجميد مقعد “سوريا” تحت وطأة الضغوط الغربية بدعوى حماية الحريات، ثم تبين بعد ذلك أنها عناصر إرهابية تكفيرية.

ويبدو النظام القانوني لـ”الجمهورية العربية السورية”، بقيادة الرئيس المنتخب، “بشار الأسد”، أكثر الأنظمة العربية استقرارًا.

ويبدو أن المساعي الجزائرية المدعومة من الجوانب الروسية، والإيرانية، والعراقية، واللبنانية، والأردنية وأخيرًا المصرية، والقطرية، والإماراتية، بشأن عودة “سوريا” إلى “الجماعة العربية” سوف تؤتي ثمارها في القمة: الـ 35 بـ”الجزائر”.

يُذكر أن “أحمد أبوالغيط” كان قد سمى في لقاء مع فضائية، (صدى البلد)، أسماء بعض الدول العربية التي تُطالب بتحسين العلاقات مع “سوريا”؛ قبل أن يستدرك: “لكن لم أرصد أنا شخصيًا كأمين عام أي طلب رسمي أو غير رسمي بشأن بدء إجراءات العودة لشغل المقعد”.

وأضاف: “آلية العودة تتمثل في إقرار المجلس الوزاري للجامعة مشروع قرار يرفع من المندوبين ويوضع أمام القمة للتصديق”.

وبحسب قوله: “حال مشاركة مندوب الحكومة السورية في قمة الجزائر، قد يُفضي إلى بلورة توافق عربي”.

محرر الموقع : 2021 - 11 - 11