هل أربك اعتزال الصدر المشهد السياسي؟!.
    

ينبئ المشهد السياسي الراهن عن تغيرات كبرى ستشهدها العملية السياسية برمتها، وفي مقدمات التغيير، كان لإقرار قانون التقاعد بفقراته المخزية، المتعلقة بامتيازات البرلمانيين، والرئاسات الثلاث، وأصحاب الدرجات الخاصة، دور القشة التي تقصم ظهر البعير.
فقد أتضح الأمر للمواطن، أن الساسة المتصديين لصوص علنيين، مما أضطر قيادة سياسية ودينية، بوزن السيد مقتدى الصدر، الذي فاجئ الجميع، بقراره اعتزال العمل السياسي، نتيجة ما ألت أليه الأمور من المفاسد، التي يقوم بها ضعاف النفوس مستغلين أسم أل الصدر، لذلك قراره، جاء ردا على هذه الأساليب، التي لا تليق باسم بن المرجعية ووريث أل الصدر (قدس سرهم)، أنقسم الشارع السياسي، على نفسه بين مؤيد، وبين معارض.
إزاء ذلك ارتبكت الصورة في جانب جمهور التيار الصدري، فهناك بمن يشيد بقرار السيد مقتدى الصدر، ومنهم المعارض لهذا القرار، معلل السبب قرب الانتخابات.
بانسحاب الصدر سيفقد المكون الشيعي ركنا أساسيا، من أركان العملية السياسية، وسيكون الترتيب الثنائي صعب، بين طرفي، كتلة المواطن ودولة القانون، خصوصا بعد التشظي، الذي سيحصل بأصوات الصدرين، والذي سيحظى بالكثير منها (المجلس الأعلى)، وهذا خلل في التوازن والتركيبة الجديدة، قد يعاني منها فريق السلطة، وهذا الأمر يدركه الصدر والصدرين.
مما لا شك فيه أن أصوات الصدرين، ستذهب في عدة اتجاهات، فمنهم من يفضل العزوف عن الانتخابات، وبذلك سيبقى الفساد والمفسدين، ولم يتغير الواقع، وقد تذهب بعض أصواتهم إلى باقي القوائم، ويفقد الصدرين قوتهم، ولهم شعبيتهم العريضة في عالم السياسة، ومنهم من يتجه نحو التصويت، لكتلة المواطن، بقيادة الحكيم لأنهم الأقرب إليهم، خصوصا بعد التقارب الكبير بين الحكيم والصدر في الآونة الأخيرة، وحتى من حيث المنهج العقائدي متقاربين فيما بينهم.
واقع الحال يفيد بأن الصدريين سيمنحون قسما كبيرا من  أصواتهم, إلى ائتلاف الحكيم, لأنهم الأقرب إلى مشروعهم, هذا بنص تصريحات السيد الصدر, ولان بينهم مشتركات, منها أبناء مرجعيات, كبيرة ومهمة, ومن أسر نجفيه عريقة, أعطوا تضحيات, وشهداء ودماء روت ارض العراق, لا يمكن, تجاهلها, أضافه يتمتعون أل الحكيم وال الصدر بأرث كبير, لأنهم عوائل علمائيه, شاركت ورسمت التاريخ السياسي العراقي, الحديث والمعاصر, ولهم بصمتهم بذلك لا تخفى على الجميع, والاهم ما في الأمر أنهم قيادات شابة, ولديهم مشترك واحد, هو عدم رضاهم على سياسة السيد المالكي.

سالم العامري

محرر الموقع : 2014 - 04 - 17