مركز الامام الرضا (ع) ليفربول أحياء اليلة ٢٧ رمضان ١٤٣٩ هـ ‎
    
بسم الله الرحمن الرحيم 
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) 
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم
اقام مركز الامام الرضا (ع) في مدينة ليفربول برنامج أحياء  ليلة ٢٧  من رمضان ١٤٣٩ هـ وذلك الساعة السابعة والنصف ٣٠ :٧ مساء . وتشرف المركز باستضافة سماحة الخطيب السيد سيد مصطفى دياباري  اعزه الله ؛ امام وخطيب مركز التوحيد الإيراني 
تضمن  البرنامج التالي : 
*تلاوة عطرة من آيات القران الكريم تلاها الاستاذ عبد الحسن السعيدي 
*دعاء الافتتاح بصوت الدكتور عبد الهادي الدهنين
*المحاضرة الدينية ارتقئ المنبر الخطيب سماحة الشيخ ناظم الوائلي 
 أيها الأخوة الكرام، موضوع اليوم المثال في القران الكريم ، والآية اليوم:
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ *وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾
[ سورة التحريم: 10-11]
ا يها الأخوة، هاتان الآيتان توضحان حقيقة خطيرة جداً، أي أنه مهما تكن العلاقات في الدنيا وشيجة، وهل من علاقة أمتن من علاقة الزوجين؟ أي اندماج كامل، ما من علاقة اندماجية كاملة مستمرة بين إنسانين كعلاقة الزوجين، هذه العلاقة الحميمة، المتينة، الثابتة، المصيرية، لم تشفع لأحدهما إن كان كافراً، لذلك 
الأمثال  
عادة العرب استعمال الأمثال لأنها أبلغ في توصيل المطلوب إلي السامع ومن العرب الذين قاموا بتسجيل هذه الأمثال: الزمخشري. والأمثال: جمع مثل، والمثل والمثل والمثيل: كالشبه والشبه والشبيه لفظا ومعنى. عندما جاء القرآن تحدي العرب - وهم بالفعل أرباب البلاغة - ببلاغته الخاصة وخصوصا في ضرب الأمثال - موضوع البحث -، وفي الحقيقة؛ فإن أمثال القرآن لها بلاغة خاصة وتذوق جميل لا يحس بها إلا العارف لأسرار اللغة العربية:
وهي طريقة اتبعها القران الكريم وجعل للحقائق مصاديق خارجية  لتقريب المعني ونقله من شي الي شي اخر 
ضرب الله في هذه الآيات أمثال محض الكفر ومحض الإيمان بغض النظر عن البيئةً التي ولدت فيها او انتسب اليها 
  لا تتحدث عن نسبك إطلاقاً، إذا كنت مؤمناً نقول لك: هذا النسب تاج تتوج به، إن كنت غير مؤمن فالنسب لا يقدم ولا يؤخر، والخيانة هنا خيانة دعوة لا خيانة فراش:
﴿ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ ﴾
[ سورة التحريم: 10]
 
وبالمقابل، إنسان مؤمن لو شاءت حكمة الله أن يكون على علاقة نسبية حميمة مع كافر، لا يتأثر بكفره إطلاقاً، وله الجنة.
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ ﴾
كانت زوجة أكبر جبابرة الأرض، لأن هذا الفرعون قال:
﴿ أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ﴾
[ سورة النازعات الآية : 24]
والذي قال :
﴿ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي ﴾
[ سورة القصص الآية : 38 ]
وزوجته أقرب الناس إليه، تعيش معه في فراش واحد، ومع ذلك لها عند الله مكافأة، لا علاقة لهذه المكافأة بأنها زوجة فرعون أكفر كفار الأرض:
﴿ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آَمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ﴾
[ سورة التحريم: 11]
في هذه الآية استنباط خطير جداً أن المرأة مستقلة في دينها . والنعيم ورقة الحياة اختارت الإيمان والشهادة وهيه السعادة الابدية 
وكذلك مريم بنت عمران(ع)  التي أحصنت فرجها حيث كانت الفاحشة شائعة في بني اسرائيل في ذلك الزمان  !  كانت تعيش في هذه البيئة  التي تشيع فيها الفاحشة لكن الله أكرمها بمعجزة المسيح (ع) 
ورغم هذه البئة التي عاشتا فيهما  امراءة فرعون ومريم إنهما كانتا صالحتان 
 
فلا ملازمة بين البيئة و والإيمان الكفر 
وهذا لايمنع ان تكون هناك ملازمة وخير وزواج الأنبياء والأئمة بالكافرات مثال ارتباط الامام الحسن (ع) بحعدة بنت الأشعت 
يلفت الانتباه ان الأنبياء والأئمة (ع)  لايتزوجون بالاعتماد علئ المغيبات 
يجب علئ الانسان الاقتداء بالأنبياء والأئمة والتسامح والعمل بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بيت الزوجية . 
لان الطلاق يؤدي الئ مشاكل اجتماعية واقتصادية خطيرة وعليه كثير من الأنبياء والأئمة (ع) يحتفضون بنسائهم رغم وجود الكثير مما يعبهنام الفضل زوجة الجواد(ع)  كانت تعامل أم الامام  رضوان الله عليها كونها من الموالي وكانت هي ذات حسب 
 
توفي النبي(ص)  عن ٩ نساء وليس هناك اثنان يشتركان بنفس السبب  الذي تزوجها  النبي لأجلة ؛ من اجل عشيرتها او مقام والدها او عطفا عليها لإعالتها ، كثير منهن استفادن من هذا ألجوا وتعلمن منه الكثير 
وكذلك أمير المؤمنين بعد الزهراء(ع)  عندما تزوج نساء ومعلوم كل ضرة تعامل أبناء ضرتها معاملة مختلفة  ولكن السيدة ام البنين سلام الله عليها كانت تعامل أبناء الزهراء (ع) 
م تحضر أم البنين واقعة الطف ، إلاّ أنّها واست أهل البيت ( عليهم السلام ) و ضحَّت من أجل الدفاع عن الدين الإسلامي بتقديم أولادها الأبطال الأربعة فداءً للحسين ( عليه السَّلام ) و لأهدافه السامية .
ثم واصلت جهادها الإعلامي بعد مقتل سيد الشهداء و وصول أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى المدينة المنورة ، فكانت تخرج كل يوم إلى مقبرة البقيع و معها عبيد الله ولد ولدها العباس ، فتندب أبناءها الأربعة أشجى ندبة ، فيجتمع الناس إليها فيسمعون بكاءها و ندبتها و يشاركوها العزاء ، كما كانت تقيم مجالس العزاء في بيتها فتنوح و تبكي على الحسين ( عليه السَّلام ) و على أبنائها الشهداء الأربعة ، و لم تزل حالتها هذه حتى التحقت بالرفيق الأعلى
لا تَدعـونِّي ويـكِ اُم ّ البنين *** تُـذكّرينـي بليـوث العَرين
كانت بنـون لـي اُدعى بهم *** و اليوم أصبحتُ و لا من بنين
أربعـةُ مـثل نسـور الرُبـى *** قد واصلوا الموت بقطع الوتين
تُنـازع الخرصـان أشـلاءَ‌هم *** فكلُّهـم أمـسى صريعاً طعين
يـا ليت شعـري أ كما أخبروا *** بـأن عبّـاساً قطيـع اليميـن
 
وحين ارتفع عويل الحاضرين بالبكاء مواسين للزهراء (ع) ختم المجلس بادعاء وتعجيل الفرج الشريف 
مركز الامام الرضا (ع) ليفربول
image1.jpeg
 
image2.jpeg
 
image3.jpeg
 
image4.jpeg

 

محرر الموقع : 2018 - 06 - 11