هل ستفرز الأنتخابات عن مفاجئة في الصف الشيعي؟!
    

سعيد دحدوح
منذ أن تشكلت حكومة المالكي بنسختها الثانية، و السيد الصدر لم يتوقف عن وصف المالكي بالفشل والدكتاتورية, فيما رد السيد المالكي, باتهام التيار بالفساد والفشل, ناهيك عن تهم تأسيس مليشيا للقتل, وغيرها من التهم..إلا أن ما كان يفترض أن يغير تلك اللعبة, هو انسحاب السيد مقتدى الصدر من اللعبة السياسية, لغضبه من ممثلي تياره في الحياة السياسية عموما \"كما نقل\", وهذا جعل أصوات التيار الصدري طافية, فقلة منهم ستصوت لممثلين غضب عليهم قائد التيار وعنفهم وبشكل علني.
ولذلك يمكن القول أن السمة البارزة في وضعنا السياسي, هي الخصام بين السيد المالكي والتيار الصدري, فرغم أن من رجح كفة السيد المالكي, ولدورتين انتخابيتين كانت أصوات ممثلي التيار الصدري, إلا أن الفترة الأخيرة, شهدت خصاما خرج عن القواعد وآداب التنافس بينهما.
في هذا الصدد ثمة حقيقة علمية ،تقول أن الأنظمة الديمقراطية والسياسية تدور, على مبدأ التنافس ومحاولة جذب المؤيدين, وإقناع الجمهور وخصوصا خلال الانتخابات.
هذا التنافس يدور حول شرح البرامج الانتخابية و فعاليتها, و النجاح في تقديم الخدمات, أو النهوض الاقتصادي,أو الاستقرار الأمني, أو التقدم في مكانة الدولة على المستويين الدبلوماسي أو السياسي, وهناك هدف أخر لهذا التنافس, هو كسب جمهور المنافس واستمالتهم, لزيادة الأصوات, وتقليل أصوات المنافس..كل ذلك يدور ضمن أسس وقواعد وأعراف, تقنن هذا التنافس, ولا يخرج هذا التنافس عن هذه الأسس, إلا ما ندر.
العملية السياسية في العراق لم تحظ بفرصة زمنية كافية, ناهيك عن وجود نماذج لا تستحق أن تكون, جزءا من عملية سياسية تليق ببلد مثل العراق, وهذا أدى إلى ظهور تنافس قذر, خارج إطار المألوف أو المقبول حتى!, فصار التنافس يشمل على تسقيط الخصم, ومحاولة مهاجمته بكل ضراوة بما فيه من عيوب.. وما ليس فيه!.
ما حصل فعلا أن السيد المالكي, استمر بهجومه على التيار الصدري, وعلى قائدهم تحديدا,وبشكل خرج عن إطار الحكمة والعرف السياسي, ما استفز جمهور التيار الصدري, ودفع جمهور التيار الصدري بعيدا عنه,وما حصل خلال اليومين الماضيين لا يحتاج لشرح.. فما الذي يفعله السيد المالكي؟.
الواقعية تقول أن أصوات التيار الصدري ستبقى ضمن البيت الشيعي, فكان يتوقع أن يقاتل السيد المالكي لان يكسب أصوات التيار الصدري لجانبه, وخصوصا أن منافسه الانتخابي وهو كتلة المواطن, من اقرب الجهات للتيار الصدري, وخصوصا بعد المواقف الأخيرة التي جمعتهما أخيرا في مواجهة السيد المالكي وأخطائه حسب وجهة نظرهما, وموقف قائد التيار الصدري في الدعوة إلى التلاحم والتماسك بل والتحالف بينهما.
هل هو فعلا لا حاجة له بهم أو بأصواتهم, إلى درجة أن يستخف بهم وبقيادتهم بهذه الطريقة الجارحة؟, أم أن التيار الصدري سياسيا أصبح لا وزن له أو لجمهوره ولا أثر, حتى لو اندفع للتصويت لكتلة المواطن لقربها منهم ونكاية بالسيد المالكي؟
هل كان تصرف السيد المالكي حكيما من الناحية السياسية؟ أم أن جمهور التيار الصدري, سيكون مفاجأة البيت الشيعي, ويقلب الموازين؟

محرر الموقع : 2014 - 04 - 20