ويسألونك عن البدلة الزرقاء
    
يتطلب الحديث عن أي شي معرفة فكرته او مصدره او أول ظهوره .....لذلك فلا بد لنا من التحدث عن أي ظاهرة بحقيقتها
كون ان الحقيقة لا بد لها ان تنجلي ولا بد للقيد ان ينكسر ..فالحياة بالنسبة لأي متعقل منا وصاحب منطق لا تساوي أي شئ يذكر  ما لم تكن بدون خطيئة  ولا يوجد احد بيننا  بدون هذه الخطيئة .....فالكل عندما ينظر الى الماضي  يرى ان الاخطاء تحوم حوله فبعض منا يتحيز للعشيرة والبعض سلك طريق أرضاء الشيخ فقط والقلة منا زهد في الدنيا ....فترك الاملاك والقصور والعقارات .
لكن الكثير منا فضل الانحناء امام القاضي على حساب كرامته ....وهؤلاء الكثرة احبوا الكراسي ووصلوا الى مناصب عليا وما اكثرهم لانهم أصدقاء لنا وربما اقاربنا ولكن لنسأل انفسنا هل تركوا بصماتهم حين أستلموا المناصب الرفيعة ؟
هل نفذوا برنامجا يخدم سمعتهم  وسمعة الجهة التي ينتمون لها .....وهل حفروا اسماءا في ذاكرة الاجيال ؟
هل سمعوا او رددوا او طبقوا نصائح الاباء حين قالوا (دك الحجر بالحجر يطلع شرار ونار )    (وهز الشجر  بالشجر تنملي الكاع اثمار )   (او كرب نهر يم نهر تلكاه قوي التيار )
وهل كان المسؤول الذي انتخبناه بمستوى المسؤولية . هل كان يمثلنا فعلا   ولم يمثل نفسه ....هل شمر عن ساعده ليقدم خدمات جليلة لمدينة اختارته شخصية تخدمها   وتكون ممثلة لها  ومدرسة لتقديم الخدمات وبمستوى الطموح الامثل ...وهنا يبرز عنوان المقال هل ارتدى بدلة العمل (بدلة العامل البسيط )من اجل ان يعبر لجمهوره  قاتلا (انتم وضعتم ثقتكم بي لاكون خادما لكم )وهذا انا خادما وبأبسط صورة لكم ....مرتديا البدلة الزرقاء ليس منظرا فحسب  بل عملا متفانيا من اجل اعطاء صورة مثلى في العلاقة التبادلية بيني وبينكم لنجسد جميعا البيت الشعري الشائع (الناس للناس من بدو ومن حضر       بعض لبعض وان لم يشعر خدم )    اما عندما يسأل احد عن البدلة الزرقاء فأنها ميسانية بامتياز اقترن اسم هذه البدلة بمدينة العمارة وتحديدا بمحافظها السيد عادل مهودر والسيد علي دواي ليكون الثاني اكثر شهرة من الاول حيث قدم كل ما لديه من خلال منصبه التنفيذي الذي اعطاه ما يستحقه فعلا ليشكل بما بذله  مدرسة رائعة للمخلصين ومن مختلف الجهات او الكتل السياسية لان الاخلاص ليس حكرا لجهة دون اخرى ومن اجل الانصاف نقول ان جميع الكتل تملك من  المخلصين حصة لا بأس بها ولكن ستبقى البدلة الزرقاء وما تعنيه من قمة الاخلاص للوظيفة وللمهنة هي تلك المدرسة التي اسسها محافظ ميسان بنزاهته واخلاقه وعمله كي تكون شمعة مضيئة لدروب العطاء والمثابرة ومن كل الميادين وحتى الاسم (علي دواي )يذكرنا مرة اخرى بنصيحة الاباء (دك الصخر بالصخر يطلع شرار ونار )وهكذا تكون الرجال حين تصنع تاريخا مليئا بتلك الخصال  ............................
 
 بقلم..ادريس الحمداني
محرر الموقع : 2014 - 04 - 23