نادية مراد بحفلِ تسليمها جائزة نوبل للسلام ...النخاسة لعبة سياسية والعنف يفصل الانسان عن آدميتهِ
    

 

 

 

 

الاعلامي علي موسى الموسوي
أوسلو / النرويج
 
نخاسة التطرف الدينيّ ودكاكينه السياسية المارقة، هزّت العالم المتفرج بصرختها الصامتة وجسدها النحيل الذي لّف بأنكسارهِ العالم ليفضح ثعالب الفكر الدمويّ المخزون بين طيات الفتاوى، مختزلة بذلك مأساة مدن مدمرة وفتيات تم بيعهنّ بسوقِ الدولار تحت عناوين "سبايا العصر الحديث" نادية مراد لم تكن قضيّة فتاة عراقية، وانمّا هي قصة وطن مطعون بخنجر التطرف العرقي والديني الذي يفصل الانسان عن ادميتهِ.
ولأنها المرة الاولى التي تُسلم فيها هذه الجائزة لشخصية عراقية ويدخل اسم العراق عن طريق "نادية مراد" التي نجت من تنظيم داعش الإرهابي، واصرت انّ تكافح منذ هروبها إلى هذا اليوم من أجل محاربة العنف والتعذيب الجنسي الذي ذاقته صبراً بعد ان اغُتصبت وعُذبت وبيعت، ومن ثم اخذت تجوب العالم والمحافل الدولية لتشرح للجميع ماحلّ ببلادها من فضائع وابادات عرقيّة ودينية وانسانية، واخيراً وبعد انّ اثبتت للعالم من خلالِ محنتها، منهجيّة التنظيمات الداعشيّة في تدمير الذات الانسانية، تمكنت الناشطة نادية مراد الى جانب الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي من الحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2018 ، حيث تم تسليمها الجائزة في حفل ملوكي كبير، بالعاصمة النرويجية"اوسلو".
 
بروتوكول الملوك
انطلق حفل نوبل بمقر قصر بلدية العاصمة النرويجية أوسلو، عند الساعة الواحدة بعد الظهر حيث امتلأت قاعة الحفلِ بأهمِ الشخصيات السياسية البارزة والتي من بينهم رئيسة وزراء النرويج "آيرنا سولبارغ" وعدد من أعضاء الحكومة والشخصيات الرسمية و البرلمانيين حيث ناهز عدد الحاضرين الألف شخص، وصلّ الحائزون على الجائزة إلى مقر قصر البلدية، قادمين مباشرة من القصر الملكي بعد اجتماع قصير مع ملك وملكة النرويج حيث كانّ في استقبالهم رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل وكاتبها العام وعدد من الحائزين على جائزة نوبل سابقا وأعضاء من المجلس البلدي لأوسلو، ثم وقع الحائزون على جائزة نوبل للسلام على السجل الذهبي لقصر بلدية أسلو، بعدها وصل أفراد العائلة المالكة النرويجية إلى قصر بلدية أوسلو وهم: الملك هارال الخامس والملكة سونيا و ولي العهد الأمير هوكون وزوجته الأميرة ميت ماري وكان في استقبالهم رئيس مؤسسة جائزة نوبل وكاتبها العام ومع وصول العائلة المالكة تم قرع جرس قصر البلدية، حيث قامت فرقة من أربعة أفراد من البحرية النرويجية بعزف السلام المصاحب لدخول الحائزين على جائزة نوبل للسلام إلى الباحة الوسطى لمبنى قصر بلدية أوسلو، يرافقهم عدد من أعضاء اللجنة النرويجية لجائزة نوبل، ثم دخل القاعة أفراد العائلة المالكة على أنغام السلام الشرفي الملكي حيث انطلق الحفل بمعزوفة فنية، بعدها افتتح رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل الحفل والقى كلمة، ثم قام رئيس اللجنة النرويجية لجائزة نوبل بدعوة الحائزين على جائزة نوبل للسلام إلى الالتحاق به بالمنصة الشرفية ليحصلوا على شهادة جائزة نوبل للسلام و على الميدالية، ويذكر أنه في كل سنة يعهد إلى فنان تشكيلي نرويجي بتصميم شهادة الجائزة.
 
 
الفتاة الاخيرة
ولدت نادية مراد لاسرةٍ عراقية ايزيدية في قرية كوجو قضاء سنجار عام 1993 وفي عام 2014 اختطفها تنظيم داعش بعد أن قتلوا سيطروا على قريتها وقتلوا ستة من أشقائها بعد انّ تعرضت على أيديهم للاغتصاب، ومعها كثير من الفتيات الأخريات في قريتها للسبي من قبل داعش الذين باعوهن كسبايا واحدة تلو الأخرى ضمن تجارة الرقيق التي مارسها التنظيم الارهابي فكراً وسلوكاً، وفي النهاية تمكنت من الهربِ بمساعدة أسرة مسلمة في الموصل وصارت بعد ذلك مدافعة عن حقوق اليزيديين في مختلف أنحاء العالم، وفي عام 2017 نشرت مذكراتها عن المحنة التي تعرضت لها مجموعة في كتاب بعنوان "الفتاة الأخيرة"، حيث كتبت في المذكرات كلّ التفاصيل المروعة للشهور التي قضتها في السبي وهروبها ومن ثم رحلتها كناشطة عالمية.
 
 
جرأة عالمية
في سبتمبر عام 2016 عينتها الأمم المتحدة سفيرة لمكافحة المخدرات والجريمة للنوايا الحسنة، وقالت المنظمة الأممية إن تعيينها هو "الأول من نوعه لواحدة من الناجيات من تلك المجازر" التي شهدها العراق، كما قالت الأمم المتحدة إن مراد ركزت في هذا المنصب على دعم المبادرات الجديدة والدفاع عنها، والتوعية بمخاطر تهريب البشر، والنساء والفتيات واللاجئين، وكانت مراد قد فازت في أكتوبر عام 2016 بجائزة سخاروف، وهي أرقى جائزة أوروبية في مجال حقوق الإنسان، وتمكنت الناشطة نادية مراد اليوم الى جانب الطبيب الكونغولي دينيس موكويغي من الحصول على جائزة نوبل للسلام لعام 2018، وفي أغسطس عام 2018 تزوجت من العراقي، عابد شمدين، في مدينة توتغاد بألمانيا.
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏‏ليل‏ و‏نشاطات في أماكن مفتوحة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏شخص واحد‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Ali Almousawi‎‏‏، و‏‏وقوف‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، و‏‏وقوف‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏‎Ali Almousawi‎‏‏، و‏‏‏جلوس‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص أو أكثر‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏أشخاص يبتسمون‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏‏أشخاص يقفون‏ و‏بدلة‏‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٢‏ شخصان‏، و‏‏بما في ذلك ‏‎Ali Almousawi‎‏‏، و‏‏‏أشخاص يجلسون‏ و‏منظر داخلي‏‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏٣‏ أشخاص‏، و‏‏أشخاص يبتسمون‏، و‏‏أشخاص يقفون‏‏‏‏
ربما تحتوي الصورة على: ‏‏‏شخص أو أكثر‏ و‏حشد‏‏‏
 

 

 

 

محرر الموقع : 2018 - 12 - 12