ممثل المرجعية العليا في أوروبا يهنئ العالم الاسلامي بذكرى ولادة الإمام الحسن (ع)ويعتبر التحريف والتزوير في نقل ما يرتبط بالنبي (ص) والعترة الطاهرة (ع) سببا لإساءة الغربيين لنبي الاسلام.
    

ممثل المرجعية العليا في أوروبا يهنئ  العالم الاسلامي بولادة الإمام الحسن السبط عليه السلام ويدعو:

•           المبلغين و المرشدين في هذا الشهر الفضيل  إلى التركيز في خطاباتهم على الوحدة و الألفة و نبذ الفرقة

•           يؤكد على اعادة كتابة التاريخ لما فيه من امور تجانب الحقيقة والواقع.

•           يعتبر التحريف والتزوير في نقل ما يرتبط بالنبي (ص) والعترة الطاهرة (ع) سببا لإساءة الغربيين لنبي الاسلام (ص).

•           يلقي باللائمة على البعض ممن ينبش دفائن التاريخ ليسمم بها أفكار الشباب فيزهقوا أرواحهم بسببها.

•           يؤكد على الشباب التمسك بالكتاب و العترة الطاهرة (ع) و الالتزام بالسير على نهجهم

•           أن يكون الشباب على وعي و بصيرة لما يستمعون له لأنه من استمع إلى ناطق فقد عبده.

 

 

تطل علينا في هذه الأيام ذكرى ولادة الإمام أبي محمد الحسن الزكي (ع) أول الأسباط الأحد عشر من نسل محمد (ص) سيد الأنبياء و نسل علي (ع) سيد الاوصياء، وأول من اجتمع فيه نور النبوة و الإمامة فكان مجمع النورين وأحد النيرين و ملتقى البحرين (( مرج البحرين يلتقيان ... يخرج منهما اللؤلؤ و المرجان)) علي بحر نور الإمامة و فاطمة بحر نور النبوة و الكرامة .

 هذا الإمام العظيم ذو الشأن الكبير سيد شباب أهل الجنة قد افترى عليه الأعداء افتراءات كبيرة و خطيرة لغرض تضعيف شخصيته (ع) أمام خصومه و مناوئيه. وقد نقلها بعض كتاب العصر الحديث في كتبهم وأرسلوها إرسال المسلمات دون التثبت من مصادرها و حقيقتها و دوافعها والغاية التي وضعت من أجلها.

و لهذا فنحن مع أؤلئك الذين يدعون إلى إعادة كتابة التاريخ الاسلامي بموضوعية و أياد أمينة بعيدة عن التعصب و النصب لأن تاريخ المسلمين ومن المؤسف قد كتب وفق أمزجة حكام العصر و أهوائهم من أمويين و عباسيين و غيرهم، وجاء المتأخر من المؤرخين ينقل عن المتقدمين دون أن يبحث عن دوافع من كتب و ما كتب خصوصا في ما يرتبط بتاريخ النبي(ص) و العترة الطاهرة من أهل بيته و أتباعهم.

 و لهذا السبب نجد بعض الغربيين استندوا في إساءتهم إلى النبي (ص) إلى هذه الخزعبلات الموضوعة من أن النبي (ص) كان يستمع إلى الغناء و كان يرقص مع بعض أزواجه و انه كسائر البشر له حالة الرضا و الغضب و أنه يسهو و يخطأ و غيرها مما جرأ هؤلاء على رسم ما يريدون.

 و نحن لا ننسى دور كعب الأحبار و وهب بن منبه و المنافقين في نشر الأكاذيب في تاريخ المسلمين و تفاسيرهم و دس السموم الفتاكة فيها ووضعها كقنابل موقوتة تنفجر في حينها. 

حتى جاء المتأخرون من أنصاف رجال الدين  يبحثون عن ضالتهم في هذه الملفات المزورة  ليتخذوا منها زادا يغذون بها شباب العصر و ناشئته و يصورون لهم بأن من يقتل و يحرق و يغرق ويفجر و يفتك بالمسلمين و أتباع أهل البيت (ع) هو من المقربين إلى الله و إلى رسوله و معه في الجنة.

 فوظيفة الشباب في هذه الأيام أن يكونوا على وعي تام لما يستمعون إليه لأنه من استمع إلى ناطق فقد عبده فإن كان الناطق عن الله فقد عبد الله و إن كان الناطق  عن الشيطان فقد عبد الشيطان.

 فعلى الشباب الواعي أن يتمسك بالعروتين الوثيقتين الهاديتين إلى الصراط المستقيم كتاب الله و العترة الطاهرة فإن المتمسك بهما لن يضل عن الطريق لأنهما حبل الله المتين و العروة الوثقى التي أمرنا باتباعها و إليهما الإشارة بقوله (ص) ( أوصيكم بكتاب الله و عترتي اهل بيتي ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا) و قوله (ص) لعمار في ما يرويه الفخر الرازي ( يا عمار من اقتدى بعلي فقد اهتدى : يا عمار إذا سلك الناس واديا و سلك علي واديا فاسلك وادي علي فإنه لا يخرجك من هداية و لا يدخلك في ضلالة).

 

فعلى الوعاظ و المبلغين في هذا الشهر الفضيل و غيره أن يكونوا دعاة للوحدة و نبذ الفرقة فإن في سيرة النبي (ص) و العترة الطاهرة (ع) وأصحابه المتقين  من الأحاديث والقضايا والقصص ما يوحد كلمة المسلمين ويؤلف ما بين قلوبهم.

وعلينا أن ننقل إليهم محاسن كلامهم و حسن أخلاقهم و تعاملهم مع أعدائهم فإنهم إن استمعوا إليها أحبوا الإسلام و تمسكوا به.  و لنا في سيرة الامام الحسن بن علي (ع)  و كرم أخلاقه ما يكون قدوة  لنا و عظة وعبرة لأبنائنا  فقد ذكر المؤرخون بأنه اجتاز عليه شخص شامي ممن تربى على غلظة الأخلاق و خشونتها فجعل يكيل  للإمام (ع) السب و الشتم و الإمام ساكت لم يرد عليه شيئا من مقالته و بعد الفراغ التفت إليه الإمام مخاطبا إياه بناعم  القول و قابله ببسمة فياضة بالبشر قائلا ( أيها الشيخ أظنك غريبا لو سألتنا أعطيناك و لو استرشدتنا أرشدتنا و لو استحملتنا حملناك و إن كنت جائعا أطعمناك و إن كنت محتاجا أغنيناك و إن كنت طريدا آويناك ) و ما زال يلاطف الشامي بهذا و مثله ليقلع روح العداء و الشر من نفسه حتى ذهل و لم يطق رد الكلام و بقي حائرا خجلا كيف يعتذر للإمام و كيف يمحو ذنبه و طفق يقول ( الله أعلم حيث يجعل رسالته فيمن يشاء).

 

و إليك لقطة ثانية من كرم أخلاقه؛ فقد كانت عنده شاة فوجدها يوما قد كسرت رجلها فقال (ع) لغلامه ( من فعل هذا بها؟) قال ( أنا ) فقال (ع) ( لم فعلت ذلك ؟) قال الغلام ( لأجلب لك الهم و الغم ) فتبسم الإمام (ع) و قال ( لأسرنك) فأعتق الغلام و أجزل له العطاء.

 

 و هكذا كان (ع) مثالا للإنسانية الكريمة و رمزا للخلق النبيل لا يثيره الغضب و لا يزعجه المكروه، قد وضع نصب عينيه قوله تعالى (( ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك و بينه و عداوة كأنه ولي حميم)).

   و قد قابل جميع ما لاقاه من سوء و أذى و مكروه من الحاقدين عليه بالصفح الجميل حتى اعترف ألد أعدائه مروان بن الحكم بسمو حلمه و عظيم خلقه و ذلك حينما انتقل الإمام الحسن (ع) إلى الرفيق الأعلى فبادر مروان إلى حمل جثمانه فقال له سيد الشهداء (ع) ( تحمل اليوم سريره وقد كنت بالأمس تجرعه الغيظ؟!!)  قال ( إني كنت أفعل ذلك بمن يوازي حلمه الجبال).

 

 لقد كان الإمام كجده الرسول (ص) في سعة حلمه  و عظيم أخلاقه و صفحه عمن أساء إليه و قد روى التاريخ بوادر كثيرة من أخلاقه دلت على أنه في طليعة المساهمين في بناء الأخلاق و الآداب في دنيا المسلمين.

 

 هذا غيض من فيض و لو تتبعنا سيرة أعلام النبوة و الصحابة الأجلاء لرأينا فيها من العظات و العبر ما يكون زادا لحاضرنا ومستقبلنا و لأنفسنا وأبنائنا.

 

 نسأل من المولى سبحانه وتعالى بعظمة هذا الشهر  وببركة كريم اهل البيت (ع) أن يجعلنا من السائرين على هديه هدي النبوة و المقتفين أثره إنه ولي التوفيق.

 

محرر الموقع : 2015 - 06 - 30