واشنطن بوست: أوروبا بين مطرقة حرائق الغابات وسندان أزمة الطاقة
    

قال الكاتب إشان ثارور في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إنه في الوقت الذي تتعرض فيه الدول الأوروبية لخطر الحرائق بسبب موجة الحر العاتية التي تجتاح العديد من المناطق في العالم مازالت القارة الأوروبية تسابق الزمن للحصول على موارد للطاقة تحسبًا للفترة القادمة.

وأضاف ثارور -في مقاله- أن دول الاتحاد الأوروبي تسابق الزمن من أجل السيطرة على تلك الحرائق بسبب موجة الحر الحالية تزامنًا مع موجة جفاف واسعة النطاق ما أدى إلى مرور القارة الأوروبية بفصل صيف مدمر وملتهب.

وتشير إحصائيات جهاز معلومات حرائق الغابات الأوروبي، كما يقول الكاتب، إلى أن حرائق هذا العام في أوروبا تسببت في تدمير 1.6 مليون هكتار أو ما يوازي ثمانية أضعاف مساحة مدينة نيويورك.

ويستطرد الكاتب أن تلك الأرقام تمثل ارتفاعًا ملحوظًا في الخسائر التي تسببت فيها الحرائق في أوروبا مقارنة بالأعوام السابقة حيث تجاوزت ما يزيد على الضعف مقارنة بمتوسط الخسائر في الفترة ما بين عامي 2006 و2021.

ويضيف الكاتب أن موجة الحر تلك تسببت في مصرع الآلاف في رومانيا والبرتغال وأسبانيا بينما تسببت في تدمير آلاف من الهكتارات من أشجار الصنوبر في فرنسا.

ويتوقع المحللون، كما يشير الكاتب، أن نمط الحرائق سوف يستمر في أوروبا على مدار فصول الصيف القادمة حيث تشير تقارير اللجنة الأوروبية أن معدلات تغير المناخ للأسوأ سوف ترتفع مما يعرض الدول الأوروبية لمزيد من حرائق الغابات.

ويقول الكاتب أنه مما يزيد الموقف سوءًا تزامن تلك الحرائق مع أزمة أخرى ترتفع وتيرتها يومًا بعد يوم وهي أزمة تراجع واردات الطاقة الروسية إلى الدول الأوروبية على خلفية العقوبات الغربية المفروضة على موسكو بسبب حرب أوكرانيا وهو ما دفع الحكومات الأوروبية لطرح خطط عاجلة للاستغناء عن واردات الطاقة الروسية والبحث عن مصادر بديلة للوفاء باحتياجاتها ولاسيما في فصل الشتاء.

غير أن تلك الخطط المطروحة من جانب الحكومات الأوروبية سوف تحتاج لوقت ليس بالقصير من أجل تنفيذها وهو ما يعني أنها لن تتمكن من إنقاذ القارة الأوروبية من أزمة طاقة في موسم الشتاء القادم مما يعني أنه على الشعوب الأوروبية التأهب لمزيد من ارتفاع كبير في أسعار التدفئة خلال فصل الشتاء القادم.

ويضيف الكاتب أن أسعار الغاز في أوروبا تشهد حاليًا ارتفاعًا كبيرًا يصل إلى أربعة أضعاف سعره قبل بداية الحرب في أوكرانيا وهو ما ألقى بظلاله الكثيفة على قطاعات هامة مثل قطاع الصناعة في أوروبا.

ويشير الكاتب إلى ما نشره موقع "بلومبرج" للأخبار أن أزمة المناخ والتي لا تقل أهمية عن أزمة الطاقة تسببت في جفاف شديد للعديد من الأنهار عبر القارة الأوروبية وهو ما سوف يؤدي بدوره إلى تفاقم أزمة الطاقة بسبب انخفاض منسوب المياه في تلك الأنهار وبالتالي عدم قدرة وسائل المواصلات النهرية التي تحمل الفحم والسلع الأساسية الأخرى على الإبحار في تلك الأنهار والاعتماد على وسائل مواصلات برية وبالتالي استخدام المزيد من الغاز.

ويختتم الكاتب مقاله موضحًا أن موجة الحر تلك التي تجتاح أوروبا يجب أن تنبه الدول الأوروبية للمخاطر التي يمثلها تغير المناخ وما يستتبعه من ارتفاع رهيب في أسعار الوقود في فصل شتاء قارس البرودة وهو ما ينذر بمزيد من الانقسامات بين الدول الأوروبية.

محرر الموقع : 2022 - 08 - 17