تضمن برنامج الحفل تلاوة آيات من الذكر الحكيم، وقراءة سورة الفاتحة ترحماً على صاحب الذكرى وشهداء العراق اجمع. ثم القى سماحة السيد الصالح كلمة اشار فيها الى فضائل السيد الصدر (ق س) ومميزات شخصيته، مؤكداً ان تأثير دوره لم يقتصر على المجتمع الاسلامي، وانما امتد ذلك التأثير الى الجانب الاكاديمي والعلمي عالمياً، مشدداً على ضرورة العودة الى التاريخ من اجل تفادي اخطاء السلف، والنظر الى جهاد النفس كهدف سامي من اجل ازالة الظلم وتحقيق العدالة الاجتماعية، فضلاً عن مواجهة اغراءات السلطة والأمور التي من شأنها ان تحرف المتصدي للمسؤولية عن المسار الصحيح.
كما القى سعادة السفير كلمة بالمناسبة استهلها بقوله تعالى "كنتم خير امة اخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله" مشيراً الى ان المجتمعات تهتم بتخليد تراث وذكرى عظمائها ومفكريها بأشكال مختلفة، تقديراً لعطاءهم ودورهم في التأثير بالحياة الانسانية، مؤكداً ان السيد الصدر انفتح على هموم عصره واستفاد من التجارب البشرية مما ساعده في تقديم نظريات إسلامية جمعت بين الشمولية والأصالة والتجديد، مشيراً الى صفاته وفكره وعلمه وجهاده وتضحياته والاخلاقيات التي كان يحملها،
مشدداً على اهمية استذكارها لتقييم المرحلة التي تلت مرحلة سقوط النظام الصدامي بشكل موضوعي، والاستفادة من تجارب الدول في سعيها لتطبيق مبادئ الحكم الرشيد، وتحقيق دولة العدل والرفاه الاجتماعي، وبناء مؤسسات فاعلة تقدم افضل الخدمات للمواطنين دون تفريق بينهم، فضلاً عن الحاجة الى تشخيص الامور الايجابية التي حدثت طيلة الفترة الماضية التي اعقبت سقوط النظام البائد، وكذلك تشخيص القصور ومواطن الخلل والضعف، لرسم خارطة طريق لبناء نظام ديمقراطي ناضج وتحقيق التنمية الشاملة.
كما اشار سعادته الى اهمية ماأنجزه الشهيد الصدر (رض) من خلال تأليفه لكتاب "الأسس المنطقية للاستقراء" وتأكيده على ما يفضي إليه الدليل المنطقي الإستقرائي من الارتباط بين الإيمان والعلم، مع الاشارة إلى تأكيدات القرآن الكريم على هذا اللون من الإستدلال الخاص بوجود الله تعالى والإيمان به، ووضع الأسس العامة لإثبات مختلف قضايا المعرفة البشرية بطريقة الإستقراء، كإثبات العلوم الطبيعية والعقائد والقضايا الفلسفية...
هذا وقد اختتم سعادته الكلمة بتقديم شهادة تقديرية الى السيد حيدر الموسوي، من ابناء الجالية العراقية، نظراً لجهوده بين اوساطها، ولما تعرض له من اضطهاد وعائلته ابان النظام الصدامي، الذي بدوره تحدث عن قصة اعتقاله ووالديه واخوانه وأعمامه في عام 1980، والتعذيب الذي اصابهم نتيجة معارضتهم لهذا النظام.