بيان حركة أنصار ثورة 14 فبراير حول تحالف أمريكا راعية الإرهاب مع سائر رعاة الإرهاب ومموليه للحرب على صنيعتهم داعش
    

بسم الله الرحمن الرحيم
((ومكروا ومكر الله والله خير الماكرين)) صدق الله العلي العظيم

تحوم شكوك كثيرة حول التحالف الدولي الذي شكلته مؤاخرا الولايات المتحدة
والتي هي الراعية الأولى للإرهاب لتنفيذ خطة الرئيس باراك أوباما في حربه
على الإرهاب الداعشي والذي هو صنيعة واشنطن والغرب ونظام القبيلة الفاسد
في الرياض وقطر والإمارات والممول من بعض شيوخ التكفير وأصحاب المال في
الدول الخليجية وعلى رأسها الكويت.
وقد إدعى التحالف الأربعيني المشئوم والذي رفضت إيران المشاركة فيه بأنه
عازم على تقديم المساعدات اللازمة للحكومة العراقية الجديدة للتصدي
للإرهاب الذي سيطر خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على مساحات واسعة من
العراق.
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير قد أكدت قبل عدة شهور في بيانات لها بأن
هناك تحالف أمريكي غربي صهيوني صليبي مع الحكومات القبلية الفاسدة في
الرياض وقطر والإمارات وتركية من أجل ضرب خط وتيار المقاومة والممانعة في
المنطقة إبتداءً من الأراضي الفلسطينية مرورا بلبنان وسوريا والعراق
والبحرين واليمن وإيران وسائر الدول العربية والإسلامية ، حيث أن تيار
المقاومة وجبهة الممانعة والتي ترعاها إيران الثورة أصبحت شوكة في عيون
الشيطان الأكبر أمريكا وعيون الكيان الصهيوني والغربيين والدول الرجعية
في المنطقة ، والتي قامت بتمويل الإرهابيين والقوى التكفيرية والبعثية
الصدامية بالمليارات من الدولارات لإسقاط قلعة المقاومة في سوريا وحركة
المقاومة وحزب الله في لبنان ومن ثم العراق وأخيرا تهديدا لقلعة المقاومة
إيران الثورة المدافعة عن قضايا الأمة المصيرية وعلى رأسها القضية
الفلسطينية.
واليوم وبعد عدة شهور ها نحن نرى بأن السيناريو المريب والخطير للحرب
الصليبية الصهيونية يراد له التنفيذ بعد أن أن هزمت إسرائيل في غزة ولذلك
ها نحن نرى تآمر  أمريكا مع إسرائيل والحكومات القبلية الفاسدة في
المنطقة بالإيعاز إلى عملائهم في داعش وأيتام صدام المقبور لإحتلال
الموصل وأجزاء كبيرة من المحافظات الغربية في العراق في ظل خيانة من
قيادات الجيش العراقي ومخابراته المتآمرين من أيتام صدام المقبور من أجل
إسقاط العملية السياسية الجديدة وإسقاط النظام السياسي الفتي في بغداد.
وقد جاءت فتوى المرجعية الدينية العليا في العراق المتمثلة في آية الله
العظمى السيد علي السيستاني وبعده سائر المرجعيات الدينية في العراق إلى
إفشال المخطط الجهنمي الكبير على العراق وعلى منطقة الشرق الأوسط. ولما
رأت أمريكا الإنتصارات الكبيرة للجيش وقوات الحشد الشعبي في سامراء
وتكريت والأنبار وتلغفر وجرف الصخر وغيرها وأخيرا تحرير مدينة آمرلي من
قوات داعش والبعثيين الصداميين ، وقيام عملائها في داعش بإعدام رهائن
أمريكان وبريطانيين ، فقامت متذرعة بإيجاد تحالف دولي مشئوم خارج إطار
قوانين ومقررات الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل تنفيذ مخططات جهنمية
لإعادة تحجيم تنظيم داعش والقيام بحرب صليبية صهيونية جديدة لإعادة رسم
خريطة الشرق الأوسط والمنطقة في ظل إتفاقية سايكس بيكو جديدة لتقسيم
المقسم وتجزية المجزأ ، وذلك بمحاولة إسقاط نظام بشار الأسد والعودة إلى
إحتلال العراق بصور مختلفة وإرتهان العملية السياسية والنظام السياسي
الجديد ، وكذلك محاولات لضرب قلعة المقاومة في إيران وضرب حزب الله في
لبنان وتواجده في سوريا.
إن البيت الأبيض يفكر في توجيه ضربات جوية للإرهابيين في سوريا ، طبعا
دون التنسيق أو حتى إعلام القيادة السورية ، ولا حتى إستجازة الأمم
المتحدة ومجلس الأمن ، ولذلك فإننا نرى أن هناك خطة مبيتة لضرب الجيش
السوري وأنظمة الدفاع الجوي السورية وإفساح المجال للقوى المتعاونة مع
هذا التحالف للزحف نحو المدن والعاصمة السورية ومحاولات إسقاط النظام
السياسي في سوريا ، وما تصريحات باراك أوباما ومسئولي نظام القبيلة
الفاسد بدعم المعارضة السورية لبشار الأسد وتقديم نصف مليون دولار
وتدريبهم في السعودية وتدريب أكثر من 5000 آلاف معارض سوري لبشار الأسد ،
إلا تنفيذا لسيناريو جديد لإسقاط الحكم السوري والتمدد بإتجاه ضرب محور
المقاومة لحزب الله وأخيرا إرتهان النظام السياسي الجديد في بغداد وضرب
محور المقاومة في هذا البلد والتخندق بالقرب من الأراضي الإيرانية لتهديد
الأمن القومي لإيران الثورة وإبتزازها في الملف النووي ومحاولات إركاعها
لأجندة ومخططات هذا التحالف المشئوم.

يا جماهير الأمة الإسلامية ..
يا أحرار وشرفاء العالم ..

إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير إذ تحذر الأمة الأسلامية والعربية من
المخطط الجهنمي الجديد لواشنطن وحلفائها الغربيين الصليبيين والصهاينة
ومن ورائهم من العملاء في الرياض وقطر والإمارات وتركية ، فإننا نرى بأن
بوادر حرب كونية وحرب عالمية ثالثة تلوح في الأفق ، والتي سوف تأكل
الأخضر واليابس وتسقط أنظمة وحكومات في الشرق الأوسط وخصوصا شيوخ النفط ،
وذلك بسبب تغطرس واشنطن وإصرارها على حكم العالم والسيطرة عليه بعنجهية
ووقاحة ، وهي في الوقت نفسه تريد تحجيم الدور الروسي والصيني والإيراني
في العالم وفي المنطقة.
من هنا فإننا نؤكد على دعمنا لتصريحات قائد الثورة الإسلامية الإمام
السيد علي الخامنئي بعد خروجه من المستشفى متعافيا ، بـ:"أن من قصم ظهر
داعش هو الجيش العراقي والشعب العراقي وقوات الحشد الشعبي وليس أمريكا".
ولقد وصف قائد الثورة الإسلامية مواقف المسؤولين الأمريكيين في خصوص
تشكيل إئتلاف دولي لمكافحة داعش بأنها مواقف خاوية ومغرضة مشيرا إلى
تصريحات وزير الخارجية الأمريكي القاضية بأن بلاده لن توجه الدعوة إلى
إيران للمشاركة في مكافحة داعش قائلا:"إن لمن دواعي فخرنا أن تشعر أمريكا
باليأس منا حيال المشاركة في عمل خاطىء ، ولا نجد مفخرة أكبر من هذا".
وشدد قائد الثورة الإسلامية على أن هدف أمريكا من طرح موضوع مكافحة تنظيم
داعش ما هو إلا ذريعة لتواجد عسكري أوسع في المنطقة مستعرضا تفاصيل تكشف
عن زيف مزاعم المسؤولين الأمريكيين وتكشف تناقض إداعاءاتهم ومواقفهم
وسلوكياتهم في خصوص مسأل دعوة إيران لهذا الإئتلاف وقال سماحته:"خلال
الأيام العصيبة التي كان العراق يتعرض لها إلى هجمة شرسة من قبل تنظيم
داعش ، طلب السفير الأمريكي في العراق من سفيرنا عقد إجتماع ثنائي بين
البلدين للتعاون والتنسيق في خصوص طلب مكافحة تنظيم داعش. وقد جرى نقل
هذا الطلب من قبل سفيرنا إلى الجهات المعنية ، ورغم أن المسؤولين لم
يبدوا أي معارضة لهذا الطلب ولكنني رفضته وقلت ، بأننا لن نواكب أمريكا
في هذه القضية لأن نواياها مشوبة ويدها ملوثة ،فكيف يمكننا في مثل هذه
الظروف أن نتعاون معها.
وشدد قائد الثورة الإسلامية على أن الأمريكيين وفي وقت سابق أيضا شكلوا
إئتلافا معاديا لسوريا يتكون من بعض الدول وطبلوا لهذا الإئتلاف ولكنهم
في النهاية لم يحققوا أي شيء. وأضاف سماحته وفي خصوص العراق أيضا فإن
الوضع لن يختلف عن ما سواه ، مؤكدا بأن الأمريكيين لا ينوون القيام بأي
تحرك جاد ضد داعش قائلا :"الحقيقة هي أن الأمريكيين يبحثون عن ذريعة لكي
يقوموا في العراق وسوريا بما يقومون به في باكستان ، حيث هناك حكومة
مستقرة وجيش قوي ولكنهم رغم ذلك وبدون الحصول على أي أذن يقومون بقصف
مختلف لمناطق هذا البلد".
وأكد قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى السيد علي الخامنئي
قائلا:"على الأمريكيين أن يعلموا بأنهم سيواجهون نفس المشاكل التي
واجهوها خلال الأعوام العشرة الماضية في العراق ، إن قاموا بمثل هذه
الخطوة".
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير في الوقت الذي ترى بأن داعش صنيعة أمريكية
فإنها كذلك تثمن مواقف القوى السياسية العراقية التي رفضت التدخل
الأمريكي في العراق ورفضت السماح بدخول قوات أجنبية على الأراضي العراقية
، حيث أن جماعة "داعش" صنيعة أمريكية هدفها تقسيم المنطقة وإيجاد "دولة
يهودية" ، وقد إعترفت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون
في جلسة إستماع رسمية بالكونغرس أن أمريكا هي التي صنعت الوجه الأول
للتنظيمات التكفيرية" ، وتنظيم داعش هو أحد أوجه تلك التنظيمات.
إن داعش نمت وتطورت في ظل ظروف أوجدها الشيطان الأكبر أمريكا والغرب وأن
بعض أنظمة القبيلة الفاسد في الرياض وقطر والإمارات وتركية شاركت في
إيجاد وتسهيل هذه الظروف في سوريا ، وهدف تشكيل هذا التنظيم التكفيري
الخبيث هو تقسيم المنطقة إلى دويلات جديدة لإيجاد دولة يهودية من الناحية
الإثنية واسرائيلية من الناحية القومية".
إن حركة أنصار ثورة 14 فبراير تطالب شعوب العالم وأحراره وشرفائه وكذلك
شعوب العالم العربي والإسلامي بالخروج في مظاهرات عارمة إستنكارا للتدخل
الأمريكي الصليبي الجديد في العراق والحد من قيام حرب عالمية ثالثة ،
ونطالب السياسيين الشرفاء في العالم إلى إتخاذ مواقف وطنية تقاوم التمدد
الأمريكي الصهيوني الصليبي في العالم ، كما ونطالب الوطنيين وشرفاء
العراق وأحراره إلى إتخاذ موقف وطني يتناسب مع تاريخهم المشرف ، وأن
يقفوا خلف المرجعية العليا للإمام السيد السيستاني ويفعلوا فتوى الجهاد
التي أطلقها ويحرروا أراضيهم من تنظيم داعش وأيتام صدام ويرفضوا التدخل
الأمريكي الذي يريد إرتهان العراق والحكم السياسي الجديد لسياساته
ومؤامراته الخبيثة.
كما وتطالب حركة أنصار ثورة 14 فبراير الحكومة العراقية ورئيس الوزراء
العراقي الجديد حيدر العبادي وكذلك رئيس الجمهورية فؤاد معصوم أن لا
ينجروا إلى التحالف الأمريكي البغيض إلى أبعد الحدود والذي يهدف إلى غزو
وإستعمار العراق مرة أخرى ، والإعتماد على الله عز وجل وعلى قوة
المرجعيات الدينية وقوة الشعب العراقي وقوات الحشد الشعبي التي هي
القادرة ولوحدها يأذن الله على إجتثاث جذور الإرهاب البعثي الصدامي وقوات
داعش ، وإن الإستقلالية والإعتماد على قوة المرجعية المعنوية وقوة الشعب
وقوات الحشد الشعبي والجيش العراقي القوي هي الكفيلة بتحرير المناطق
المحتلة من لوث داعش وأيتام صدام وبناء نظام سياسي قوي ومستقل بعيدا عن
الهيمنة الأمريكية الغربية الصهيونية.
وأخيرا فإن على الولايات المتحدة أن تدرك بأن العراق ليس لقمة سائغة
لإحتلاله مرة أخرى بحجة محاربة الإرهاب الذي رعته ، فالشعب العراقي وقواه
الشعبية ستقاوم الغزو الأمريكي الصليبي الصهيوني الرجعي بالسير على نهج
المرجعية الدينية وإستلهاما من أبي الأحرار والثوار الإمام الحسين عليه
السلام وشهداء الطف ، والشعب العراقي العظيم قد عرف بمواقفه ضد الإستعمار
البريطاني وأخيرا الإستعمار الصليبي الأمريكي ، ولن يسمح لعودة قوى
الإستكبار العالمي للعراق من جديد.
ومرة أخرى فإننا نثمن مواقف القوى الثورية العراقية وعلى رأسها عصائب أهل
الحق ومواقف التيار الصدري وسائر مواقف القوى السياسية العراقية التي
رفضت التدخل الأمريكي في العراق بذريعة القضاء على الإرهاب وصنيعتهم داعش
، وإننا نرى بأن أمريكا تسعى لتحجيم داعش والمجيء بالبعثيين الصداميين
المتواجدين المناطق الغربية المحتلة من قبل داعش وقبلهم ، وكذلك في
الأردن وسائر الدول الخليجية للسلطة بمسمى المصالحة الوطنية من أجل
الحصول على مواطىء قدم لها في العملية السياسية الجديدة.
هذا وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هدد يوم الإثنين 15 أيلول 2014م
بإستهداف القوات الأمريكية إذا عادت للعراق ، فيما وجه "المجاهدين"
بالإنسحاب من مناطقهم في حال تدخل تلك القوات "برا أو بحرا بشكل مباشر أو
غير مباشر"، معربا عن أمله بخروج تظاهرات شعبية تعبر عن "رأي الشعب
الحقيقي" بشأن ذلك.
كما هددت كتائب حزب الله ، الإثنين الماضي كذلك ، بترك قواطع العمليات في
محافظات بابل وصلاح الدين وبغداد في حال إشراك القوات الأمريكية بقتال
"داعش" ، وفيما أكدت أنها لن تكون مع أمريكا في مكان واحد "إلا في حالة
قتال" ،واعتبرت الإستعانة بواشنطن في الحرب ضد التنظيم مصادرة لجهود
العراقيين.

حركة أنصار ثورة 14 فبراير
المنامة – البحرين
18 أيلول/سبتمبر 2014م

محرر الموقع : 2014 - 09 - 18