فشل شامل للاساليب الخليفية وسقوط مشروع الانتخابات التضليلي
    


 مهما سعى الخليفيون لتسويق نظامهم، فقد اثبت فشله على كافة الصعدان، ولن يستطيعوا استعادة مصداقية تؤهلهم للبقاء طويلا بعد ان قال الشعب كلمته الحاسمة: الشعب يريد اسقاط النظام. وثمة اجماع على ان ثورة البحرين هي الاطول مدى، والاوضح خطا، والانقى انتماء من بين المحاولات العربية للتغيير، ولذلك بدأت النظرة العربية والدولية تجاه هذه الثورة تتغير تدريجيا. وفي المقابل فان فشل رموز الحكم الخليفي في الرقي بخطابهم او تطوير نظامهم اصبح يحاصرهم تدريجيا. ويكفي هذا الحكم فضيحة ما اطلقه وزير خارجيتهم من تصريحات متناقضة في يوم واحد. ففي يوم الاحد 14 سبتمبر قال على حسابه في تويتر: ان من الضروري اشتراك ايران في ما سمي "التحالف الدولي" ضد داعش. وبعد ان استلم توبيخا من اسياده في لندن وواشنطن والرياض، أرغم على تغيير خطابه قائلا ان ايران لا تصلح ان تكون شريكا. لقد أثبت نفسه طبلا لا يعرف ما يقول وانما يكرر ما يطلب منه داعموه والمدافعون عنه وعن العصابة التي ينتمي اليها. وكذلك هزم الخليفيون مرة اخرى عندما ارغموا على تسليم مذكرة للجمعيات السياسية يدعون فيها انهم سيوزعون الدوائر الانتخابية بشكل عادل، وانهم سيمنحون مجلسهم الصوري "صلاحيات اكبر" من بينها مساءلة الوزراء والتصويت على برنامج رئيس الوزراء الذي سيعينه الديكتاتور. ومع ان القوى الثورية تجمع على رفض بقاء هذه العصابة في الحكم الا ان رضوخها امام الضغوط الغربية لتقديم شيء ما للمعارضة يؤكد تراجعها وبداية سقوطها.

شعب البحرين الثائر قطع شوطا طويلا في اثبات وجوده برغم القمع الرهيب الذي يمارس بحق ابنائه. وما التنكيل المتواصل بالنشطاء خصوصا مريم الخواجة ووالدها الا تاكيد لصمود ابطال البلاد وقدرتهم على مواصلة مشوار التغيير فترة طويلة انشاء الله. هذه الحقيقة ساهمت في بقاء الثورة التي اصبحت احتمالات انتصارها اكثر ترجيحا من اي وقت مضى، خصوصا مع تداعي النفوذ السعودي في المنطقة وتصدع مجلس التعاون الخليجي من الداخل. ومن المؤكد ان التحرش الخليفي بقطر والتحالف مع السعودية ضدها سيؤدي للمزيد من المتاعب للعصابة الخليفية، لانها الحلقة الاضعف في  المعادلة الخليجية. فبالاضافة لصغر الاقتصاد البحراني يعاني الحكم الخليفي من عزلة على الصعيد المحلي ولا يتمتع رمزه باية شعبية، بل انه منبوذ من الشعب الذي يخرج ليليا ليهتف: يسقط حمد. حكام الخليج الآخرون يعرفون طبيعة الخليفيين، ويحملونهم جانبا كبيرا من تدهور اوضاعهم السياسية بسبب سياساتهم غير العادلة. وبلغ الامر ان قرر اولئك الحكام التوقف عن دعم العائلة ماليا واصروا ان تكون مساعداتهم للبحرين محصورة بتنفيذ مشاريع تنموية كبناء المدارس والمستشفيات، وعدم تسليم الاموال لرموز الحكم لانهم يستحوذون عليها ولا ينفقونها على الشعب. ويعرف العالم ان بقاء الحكم الخليفي اصبح معتمدا بشكل اساس على جهات ثلاث: الدعم العسكري والمالي السعودي، والدعم السياسي والامني من بريطانيا و "اسرائيل". هذا الدعم الثلاثة مكن الخليفيين من البقاء في الحكم، وبدا وكأنهم سيطروا على الوضع برهة. ولكن سرعان ما اظهر الشعب مفاصلته الكاملة مع العصابة الحاكمة، فاصبحت قضية البحرين مستعصية على الحل. ويوما بعد آخر يزداد الوضع تعقيدا. فالخليفيون يعلمون ان اي "اصلاح" حقيقي سيعجل بسقوط نظامهم الذي فقد شرعية وجوده وبقي معتمدا على الدعم المذكور.

وجاء اعتقال الناشطة مريم الخواجة ليسلط الاضواء مجددا على الوضع البحراني، وليزيد الوضع تعقيدا. فقد تصاعدت الاصوات هذا الاسبوع في قاعات مجلس حقوق الانسان الذي تنعقد دورته الحالية في جنيف، ضد الانتهاكات الفظيعة لحقوق الانسان في هذا البلد الخليجي الصغير. وثمة اشارات الى احتمال رفع قضية البحرين لمجلس الامن الدولي بعد ان ازكمت الانتهاكات انوف العالم. فمريم الخواجة لم ترتكب اية مخالفة قانونية بنشاطها الحقوقي حين دعت لمحاكمة مرتكبي جرائم التعذيب، فهذا مطلب دولي لان التعذيب جريمة ضد الانسانية ولا يمكن السكوت عليها ايا كان مرتكبوها. الخليفيون يدركون ان محاكمة اي معذب سيؤدي لامتناع الآخرين عن اداء دورهم القذر في التعذيب والتنكيل، الامر الذي سيشجع المواطنين على مواصلة النضال وعدم الخشية من السجن. يعتمد الخليفيون في بقائهم على الجلاوزة الذين يسعون لادخال الرعب في قلوب المواطنين بالتعذيب والمداهمات الليليلة للمنازل في كافة مناطق البحرين، كما حدث هذا الاسبوع في سترة وبني جمرة والدراز وجنوسان وسواها من البلدات. هذا العقاب الجماعي ساهم كثيرا في حالة استقطاب غير مسبوقة، فأجمع المواطنون على التصدي للحكم الخليفي واسقاطه، رافضين التعايش مع حكم قبلي جائر ارتكب الجرائم بحق السكان الاصليين. ويعرف الطاغية وجلاوزته ان محاولته تضليل العالم بمشروع انتخاباته الصورية لن ينجح هذه المرة لان هناك اجماعا على مقاطعة تلك الانتخابات والعمل على افشالها بكافة الوسائل السلمية. وجاء اجتماع ولي العهد الخليفي، الذي اصبح هو الآخر رمزا للفساد، مرفوضا من قبل الشعب، ليكشف عمق الفشل الخليفي في محاولتهم التضليليلة لاجراء الانتخابات بدون القيام باية اصلاحات تذكر. جاء اجتماعه مع بعض المواطنين الهامشيين ليكشف حالة  العزلة التي يعاني منها الحكم الخليفي والتي دفعته لاسترضاء بعض المتملقين والانتهازيين الذين لن يستفيد منهم بعد ان فقدوا قيمتهم الاجتماعية. فالشعب هذه المرة قرر مقاطعة من تسول له نفسه بالانحياز لاعداء الشعب والوطن، او المشاركة في مشاريعهم الهادفة لكسر شوكة الثورة وتجاوز دماء الشهداء. وستكون المقاطعة الاجتماعية  الشاملة السلاح الاقوى ضد من يستغل مقاطعة الجمعيات السياسية ليشارك في مشروع الانتخابات الخليفية.

لقد اصيب جلاود النظام بصدمة كبيرة عندما ظهر للعيان انه قدم للجمعيات السياسية ورقة مكتوبة تظهر بعض التنازلات غير الجوهرية، الامر الذي رأوا فيه بداية لبيعهم بثمن بخس حين تشتد الامور عليه. الخليفيون مستعدون لبيع حلفائهم وجلاوزتهم اذا اقتضى بقاؤهم ذلك، واثبتوا مرة بعد اخرى عدم وفائهم لمن يتحالف معهم من المواطنين. وعليه ادرك الجميع ان من يقف مع نظام جائر لن يجني سوى الخسارة والسقوط الاخلاقي والقيمي، وان الشعب سينتصر بعون الله تعالى لانه صاحب الحق والقرار وهو الذي سيقرر مصيره ويكتب دستوره بايدي ابنائه ويقيم نظامه السياسي المؤسس على مبدأ "لكل مواطن صوت". هذا هو عهد الشهداء والاحرار والسجناء والمشردين، وعهد للاستاذ عبد الهادي الخواجة المضرب عن الطعام، وبقية رموز الشعب والوطن بان الثورة مستمرة حتى النصر المحتوم انشاء الله.

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفقك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

محرر الموقع : 2014 - 09 - 20