الـقـاتل الــذي يــفـضـلـه الـكـثـيـرون ..التدخين يزيد نسبة الوفيات بالتهاب القصبات وانتفاخ الرئة خمسة أضعاف ويضاعف نسبة الحوادث الوعائية الدماغية (الشلل) بمقدار (50 %)
    

 

 

 

تنتشر عادة التدخين في العالم وتأخذ اشكالا عديدة، وهي، السكائر، السيكار  النركيلة، الشيشة، الغليون، مضغ اوراق التبغ، وتساهم الشركات التجارية في نشر هذه العادة لغرض الحصول على ارباح مادية كبيرة، حتى ان الشركات الكبرى أخذت تتوجه في دعاياتها الى جمهور المستهلكين المراهقين وحتى الاطفال في بعض الدعايات، ما يسبب تزايد انتشار هذه العادة في اعمار مبكرة، حيث تزداد خطورتها على المجتمع بشكل عام. 
سموم
وتشير الاحصائيات في الدول المتقدمة، الى ان (70%) من المدخنين يبدأون بالتدخين قبل سن (18) سنة، وبذلك فان البالغ الذي يدخن يقوم بتخريب انسجة جسمه المتكونة سابقا، اما المراهق والطفل، فانهم يدخلون السموم الناتجة عن التدخين في تكوين انسجتهم التي لا تزال في طور النمو، متسببين لانفسهم باخطر الامراض في اعمار مبكرة جدا.
 موت محقق
المدخّن عبد السلام محمد ولي (55) سنة، يؤكد بالقول انه قد اصيب بعدة امراض في الجهاز التنفسي، منها التهاب حاد ومزمن في القصبات الهوائية، وامراض الرئة، ما دفعه باصرار على ترك عادة التدخين التي كان قد استمر عليها لاكثر من (25) سنة، مشيرا الى انه قد عزم على ترك التدخين بعد ان تأكد له ان سيفقد حياته اذا لم يتوقف عن التدخين. داعيا المدخنين من كل الاعمار الى ترك هذه العادة السلبية، التي تشكل خطرا محدقا بحياة كل منهم، كما انها تؤثر سلبا على صحة المحيطين بالمدخن من الذين يستنشقون دخان السكائر، منوها الى ان ترك هذه العادة من السهولة فيما اذا صمم المدخن على ترك التدخين بعزم وارادة. 
 منظمة الصحة العالمية
ظاهرة التدخين مازالت تحظى باهتمام عالمي، من جانب مكافحتها، وما زالت الدراسات الحديثة تؤكد ان مخاطر التدخين على صحة الانسان لا يمكن حصرها، حيث ان نبتة التبغ تعد من اكثر النباتات اثارة للنقاش والاختلاف، وقد خضعت هذه النبتة الصغيرة للكثير من الدراسات العلمية والتحاليل المختبرية، وتعمل منظمة الصحة العالمية والمنظمات الدولية والمحلية المعنية بصحة الانسان في اغلب دول العالم، على مكافحة التدخين بشتى الوسائل، وابراز المخاطر الصحية المرتبطة بتعاطي التبغ والدعوة الى وضع سياسات فعالة للحد من استهلاكه الذي يودي بحياة مايقارب (6) ملايين شخص سنويا، منهم أكثر من (600,000) شخص من غير المدخنين الذين يموتون، بسبب استنشاق الدخان بشكل مباشر.
واذا لم تتخذ التدابير اللازمة لمكافحة التدخين، فسيزهق هذا الوباء ارواح اكثر من (8) ملايين شخص سنويا حتى عام 2030، وستسجل نسبة (80%) من هذه الوفيات التي يمكن الوقاية منها، من ضمن الاشخاص الذين يعيشون في البلدان المنخفضة ومتوسطة الدخل.
 اتفاقية عالمية
يقول الحقوقي، فاضل كاظم: تلزم اتفاقية منظمة الصحة العالمية الاطارية بشأن مكافحة تعاطي التبغ، جميع الاطراف الموقعة على هذه المعاهدة، بفرض حظر شامل على جميع اشكال الاعلان عن التبغ والترويج له ورعاية صناعته لمدة خمس سنوات، من موعد دخول الاتفاقية حيز التنفيذ بالنسبة الى الطرف المعني، وتدل البيانات على ان الحظر الشامل للاعلان عن التبغ يؤدي الى خفض عدد الاشخاص الذين يشرعون في التدخين او يستمرون فيه، وتشير الاحصائيات الى ان حظر الاعلان عن التبغ ورعايته هو من بين اكثر الطرق فعالية من حيث التكاليف لخفض الطلب على التبغ، وبالتالي فانه افضل الخيارات لمكافحة التدخين. واضاف كاظم: ويكمن الهدف النهائي في الحملة السنوية للامتناع عن التدخين، التي تقوم بها منظمة الصحة العالمية، هو المساهمة في حماية الاجيال الحالية والمقبلة من هذه العواقب الصحية المدمرة، فضلا عن التخلص من المشاكل  الاجتماعية والبيئية والاقتصادية لتعاطي التبغ والتعرض لدخانه.
 امراض التدخين
واجمع عدد من الاطباء الاختصاصيين، على ان التدخين، هو السبب الاول للامراض المميتة في العالم، حيث يسبب امراضا خطيرة كثيرة، منها، سرطان الرئة، حيث تكون نسبة الوفيات الناتجة عنه لدى المدخنين أكثر بـ(32) مرة عنها لدى غير المدخنين، سرطان الفم، سرطان الحنجرة، سرطان المريء، سرطان المرارة، سرطان البنكرياس، سرطان الكلية و البروستات، يزيد نسبة الوفيات بالتهاب القصبات وانتفاخ الرئة خمسة أضعاف، يضاعف نسبة الاصابة والوفيات بامراض القلب، يزيد نسبة الحوادث الوعائية الدماغية (الشلل) بمقدار (50 %)، يؤدي الى تضييق الشرايين المحيطية الذي قد يتطور الى بتر الاطراف، يزيد نسبة الولادات المبكرة والاطفال قليلي الوزن لدى الامهات المدخنات، كما يؤدي ان يكون اطفال تلك الامهات، اقل ذكاء من المتوقع، كما يكون هؤلاء الاطفال اكثر عرضة للموت المفاجئ اثناء فترة الرضاعة. 
وتدل الدراسات الحديثة، على ان هذه الاضرار لا تختلف باختلاف طريقة التدخين، وهي متماثلة بالنسبة للسيكارة والغليون (البايب) والنرجيلة، وقد لا تحدث كل هذه الاعراض معا وقد تختلف فيما بينها في الشدة، ولكن كل هذه الاعراض تختفي بسرعة عند بدء العلاج.
 انخفاض استهلاك السكائر
شهد تاريخ التدخين ومدى انتشار هذه العادة السلبية في العالم، عبر التاريخ ازدهارا كبيرا ثم تراجعا حادا، فقد دلت الدراسات ان عقد السبعينات من القرن الماضي هو العقد الذهبي لانتشار هذه العادة الخطيرة في العالم، ونظرا لزيادة الوعي الصحي، وارتفاع الأصوات عالميا للمطالبة بضرورة محاربة هذه الآفة الخطيرة، فقد انخفض بشكل حاد استهلاك السكائر عالميا بالمقارنة بعدد السكان.

 

 

 

محرر الموقع : 2014 - 09 - 20