غالبيتهم يعانون من ضغوط نفسية.. العراقيون ثاني الجنسيات لطالبي اللجوء في المانيا
    

العراقيون هم ثاني الجنسيات التي حصلت على حق اللجوء في ألمانيا بعد السوريين وقبل الأفغان، بحسب ما كشفته إحصائية نشرها مكتب الإحصاء الاتحادي في ألمانيا مؤخرا.

 
وبينت الإحصائية أن نحو 138 ألف عراقي حصلوا على حق الحماية في ألمانيا.
 
وذكر المكتب أن "الأسباب الإنسانية هي أكثر ما يدفع الباحثين عن حماية للقدوم إلى ألمانيا، حيث حصل نحو 1.3 مليون منهم من أصل 1.8 مليون وصلوا البلاد لغاية نهاية 2018 على أحد أنواع الحماية"، بحسب الإحصائية.
 
ويروي اللاجئ العراقي عارف العبيدي (41 عاما) تجربته في اللجوء ل‍ألمانيا التي استغرقت أشهرا بعد هروبه وعائلته من العراق عام 2014 عقب سيطرة تنظيم "داعش" على مناطق واسعة من البلاد، وبعد تعرضه لمضايقات من جماعات مسلحة وصلت إلى حد التهديد بالقتل اضطر للهرب من البلاد
 
ونتيجة لتلك الممارسات -التي شكلت خطرا عليه وعلى زوجته وأطفاله- قرر العبيدي في تشرين الثاني 2014 مغادرة البلاد إلى أوروبا عبر تركيا التي أقام فيها شهرا، قبل أن يبدأ رحلة الموت.
 
وبحسب الجزيرة نت، فأن الرحلة -التي بدأت في العشرين من كانون الأول 2014 من مدينة أدرنة التركية للعاصمة البلغارية صوفيا ثم إلى بلغراد فبودابست- لم تخلُ من ظروف أقل ما يقال عنها إنها غير إنسانية، فقد عانى وعائلته، ولا سيما طفلته الصغيرة التي لم تتجاوز حينها ثلاثة أشهر، وتهددها الموت جوعا لنقص الحليب لثلاثة أيام كاملة، فضلا عن عشرات الآلاف من الدولارات التي أنفقها العبيدي وصولا ل‍ألمانيا.
 
وفي ألمانيا التي وصلها في 24 آذار 2015 مع بدء توافد اللاجئين، وجد العبيدي ضالته بظروف أكثر إنسانية من دول أوروبية أخرى، إلا أنه بقي يعاني لأشهر عدة نتيجة رفض طلب لجوئه، قبل أن يطعن على القرار، ويقدم الإثباتات اللازمة بشأن تعرضه للخطر باعتباره معارضا، لكونه كان رئيس تحرير صحيفة حتى حصل على حق اللجوء السياسي في نهاية 2016.
 
وبعد سنوات من الإقامة في ألمانيا، يشعر العبيدي بالأمن والاستقرار بعيدا عن المخاطر والتهديدات التي تعرض لها في العراق، وتعلم اللغة الألمانية، وأتم متطلبات الاندماج، ويعمل حاليا بتصدير الأجهزة الكهربائية، كما إنه ينشط طوعيا من خلال مؤسسة بابليون التي أسسها للدفاع عن حقوق العراقيين المرفوضين من خلال تنظيمه مظاهرات في دول أوروبية عدة.
 
وبحسب إحصاءات منظمة حقوق الإنسان العراق في ألمانيا، بلغ عدد اللاجئين العراقيين حتى عام 2019 نحو ثلاثمئة ألف لاجئ، أغلبيتهم من شريحة الشباب.
 
وبلغت نسبة اللاجئين الذين تم قبولهم من العراقيين -بحسب المنظمة- نحو 40%، وأغلبيتهم من الطائفة الإيزيدية والمسيحيين والشبك والصابئة، في حين أتت النسبة الأقل من المسلمين.
 
وانتقد الأمين العام لمنظمة حقوق الإنسان الألمانية العراقية في برلين مصطفى العلي القيسي تعامل مكتب الهجرة الاتحادي مع ملف اللاجئين العراقيين، سواء برفض أعداد كبيرة منهم أو الانتقائية التي يتبعها في قراراته.
 
وقال القيسي لـ الجزيرة نت، إن "التعامل مع ملف اللاجئين العراقيين سيئ، ولم يخلُ من أخطاء جسيمة وصلت لحد الفضائح".
 
وأضاف أن "عراقيين يأتون من مناطق معروفة بالخطيرة كمحافظة ديالى التي تنتشر فيها الجماعات المسلحة، رفضت طلبات لجوئهم، في حين منح حق اللجوء لأفراد قدموا من مناطق آمنة ب‍العراق".
 
وبشأن الطلبات التي تم قبولها، أوضح القيسي أن "أغلبية اللاجئين حصلوا على حماية فرعية من قانون اللجوء الإنساني حسب المادة 60، وهو ما يحتم عليهم العودة للبلاد حال تغير تصنيف الوضع هناك، في حين أن القليل قد حصلوا على اللجوء السياسي".
 
أما فيما يتعلق باللاجئين العراقيين المرفوضة طلباتهم فيلفت القيسي إلى أن "كثيرين منهم يعانون من ضغوط نفسية، ويخشون من إرجاعهم عنوة إلى جحيم العراق، خصوصا أولئك الذين سيتعرضون للملاحقة".
 
ودعت منظمة حقوق الإنسان الألمانية العراقية الحكومة الألمانية إلى إعادة النظر في المرفوضين وإعطاء من يستحق منهم حق اللجوء الإنساني، والسماح لهم بلم شمل عائلاتهم والعمل على إدماجهم في المجتمع الألماني
محرر الموقع : 2019 - 07 - 27