لاجئون عراقيون في سورية يرفضون العودة إذا لم تتعهد الحكومة إعادة أملاكهم وعدم ملاحقتهم
    

 

على رغم تعهد الحكومة العراقية تسوية قضية املاك العائدين من سورية، الا ان بعضهم رفض العودة، مطالباً باستعادة ما استولى عليه ضباط وموظفون كبار.

وأعلن احد اعضاء غرفة العمليات المشرفة على تنظم العودة من سورية لـ «الحياة» ان «مشكلة العقارات ليست وليدة الساعة بل بدأت منذ عام 2003 حين فر آلاف العائلات من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب الى دول الجوار، بخاصة الاردن وسورية، إما لأنهم من كبار اعضاء حزب البعث، او ضباط مخابرات او اجهزة امنية اخرى». وتابع ان «الفئة الثانية هي التي تركت منازلها بعد احداث سامراء عام 2006 وتفجر الصراع الطائفي، وهي ايضاً اعداد ليست قليلة».

وأوضح ان «وزارة الهجرة وهيئة العمليات في بغداد والمحافظات شرعت، منذ تطبيق مشروع العودة عام 2009 بإخلاء أي دار يقدم مواطن نازح او مهاجر دعوى لاستردادها، ونعطي الشخص المتجاوز مهلة ثلاثة ايام فقط للاخلاء».

وقال طه الشهابي في اتصال مع «الحياة» من منفذ الوليد انه تحمل وعائلته «أقسى الظروف في سورية. وكان ثلاثة منهم يعملون في اجهزة امنية ايام النظام السابق».

وتابع: «فقدنا عقارين في بغداد والآخر في محافظة جنوبية، ونخشى العودة، فحتى إذا عدنا وطالبنا من استولى على الدار باخلائها سيرفض وربما يلجأ الى تصفيتنا باعتبارنا صداميين».

وقالت زوجة الشهابي انها غير مستعدة للعودة الا بعد ضمانات تقدمها الحكومة.

وسبق ان أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس عن قلقه المتزايد إزاء الأعداد الهائلة للذين يفرون من منازلهم في سورية. وأعرب عن قلقه على وضع عشرات الآلاف من اللاجئين العراقيين في دمشق.

وقد تم الأسبوع الماضي العثور على سبعة قتلى من أسرة عراقية لاجئة وقتل ثلاثة آخرون.

وأكدت المفوضية أن هناك أكثر من 88 ألف لاجئ عراقي مسجلين، غالبيتهم من المقيمين في دمشق، إضافة إلى 8 آلاف من دول أخرى. وقد غادر ما يزيد على 13000 لاجئ عراقي سورية في النصف الأول من عام 2012.

إلى ذلك، اعلن محافظ دهوك تمر رمضان في تصريح الى «الحياة» ان «اعداد النازحين إلى اقليم كردستان في تصاعد لافت للنظر».

وتابع ان عائلات عراقية لجأت الى الاقليم، وهي متخوفة من العودة الى بغداد، لأسباب كثيرة بينها خوفها من الملاحقات والتصفيات.

وزاد ان حكومة الاقليم أوعزت بفتح الابواب على مصراعيها لكل العراقيين بغض النظر عن قوميتهم او انتمائهم السياسي. «نحن نتعامل مع الامر من جانب انساني وهذا عراقي ونفضله على أي جنسية اخرى».

وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين أنها تستقبل حوالى ألف عراقي يومياً عبر معبر الوليد الحدودي في محافظة الانبار من خلال لجنة أرسلتها لتقديم الخدمات والإرشادات للعائدين.

وقال وكيل الوزارة الدكتور سلام الخفاجي «استقبلنا منذ الأربعاء الماضي حتى الأحد 6977 عائداً عراقياً».

وأضاف: «تم إرسال لجنة طوارئ وزارية إلى منفذ الوليد الحدودي تضم موظفين من فروع الوزارة في محافظة الانبار لتقديم الخدمات الممكنة إلى العائدين وإرشادهم وحضهم على التسجيل بغية شمولهم بالمنح والامتيازات وتثبيت حقوقهم».

وأشار إلى أن «الوزارة تنسق مع المنظمات الدولية لتأمين نقل العراقيين من داخل سورية الى الحدود وهناك اقتراحات لتوفير السكن للعائدين ممن لا يملكون مأوى».

محرر الموقع : 2012 - 07 - 24