المرجعية الدينية العليا تشدد على ضرورة الاسراع لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام
    

دعا المرجع الديني الاعلى السيد علي الحسيني السيستاني مسؤولي السلطات الثلاث (التشريعية والقضائية والتنفيذية) الى المضي قدما في إجراء الاصلاحات الضرورية بالبلاد والاسراع لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام،محذرا بالوقت نفسه ان تُنسينا معركة الاصلاحات هذه عن المعركة المصيرية التي يخوضها ابناء قواتنا المسلحة ومعهم المتطوعين ضد الدواعش،داعيا الى دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلا.

وقال ممثل المرجع السيستاني وخطيب جمعة الصحن الحسيني الشريف السيد احمد الصافي خلال الخطبة الثانية اليوم الجمعة 5/ذي القعدة/1436هـ الموافق 21/8/2015م ما نصه "تتواصل المعارك الضارية التي يخوضها أعزاءنا في القوات المسلحة ومن معهم من المتطوعين الابطال وابناء العشائر الغيارى في مختلف الجبهات مع عناصر تنظيم داعش الارهابي،مبينا ان المعركة مع هؤلاء الارهابيين تمثّل اشرف المعارك واحقّها لأنها تجري دفاعاً عن وجودنا ومستقبلنا كشعب وعن عزتنا وكرامتنا ومقدساتنا "

واضاف الصافي "لقد تابع الجميع ما جرى ويجري في المناطق التي سيطر عليها الارهابيون من اعمال وحشية لا تمت الى الانسانية بصلة من استرقاق النساء واغتصابهن وقتل الابرياء بأبشع الصور وأفظعها وتشريد مئات الالاف من المواطنين وهدم وازالة الكثير من شواهد الحضارة العراقية العريقة فالمعركة مع الارهابيين الدواعش هي معركة مصيرية بكل ما لهذه الكلمة من معنى.،وان ابنائنا الميامين الذين يستبسلون في جبهات القتال انما يقومون بالمهمة الاصعب والاسمى في هذه المعركة وعلى الاخرين حكومة وشعباً ان يقدّموا كل ما باستطاعتهم في سبيل اسناد المقاتلين ودعمهم وتقوية عزائمهم وتعزيز معنوياتهم ورعاية عوائلهم.مشيرا ان ما ننعم به من امن واستقرار في مدننا ومناطقنا انما هو نتيجة جهود وتضحيات هؤلاء الابطال فلا ينبغي ان تُنسينا معركة الاصلاحات عن المعركة التي يخوضها هؤلاء الاعزّة بدمائهم وارواحهم بل ينبغي ان يكون دعمهم تسليحاً وتدريباً وتنظيماً وتمويلا ً من أهم ما يدعو اليه المطالبون بالإصلاح اينما كانوا "

واعتبر السيد احمد الصافي خلال خطبته الثانية من الصحن الحسيني الشريف وحضرتها وكالة نون الخبرية ان معركة الاصلاحات التي نخوضها في هذه الأيام هي ايضاً معركة مصيرية تحدّد مستبقلنا ومستقبل بلدنا ولا خيار لنا شعباً وحكومة الا الانتصار فيها، ولكنه يحتاج الى صبر وأناة وتظافر جهود كل المخلصين من أبناء هذا الشعب،فبعد سنوات طويلة من تفاقم الفساد وتجذّره وتشعبه وترهل الجهاز الاداري للدولة وغير ذلك من اوجه الفساد سواء على مستوى الاشخاص او النظام العام للدولة لا يمكن الوصول الى الاصلاح المنشود في ايام قلائل ولكن في الوقت نفسه لابد من عدم التواني في القيام بإجراءات حقيقية وصارمة بهذا الاتجاه "

وجدد ممثل المرجع السيستاني تاكيده مرة اخرى على ضرورة العمل لإصلاح الجهاز القضائي للقيام بمهامه على الوجه الصحيح واننا لا نريد الاستغراق في بيان أوجه الفساد والتقصير في عمل هذا الجهاز المهم خلال السنوات الماضية ولكن نشير الى ان ما يلاحظ من تكاثر الفاسدين من لصوص المال العام وعصابات الخطف والابتزاز وشيوع ثقافة الرشاوى في كافة مفاصل الدولة والمجتمع هو من نتائج تخلّف الكثير من المسؤولين في هذا الجهاز عن القيام بأداء واجباتهم القانونية.

كما وجددت المرجعية العليا تاكيدها على ان الخطوات الاصلاحية يجب ان تتم وفق الاجراءات القانونية حتى لا يبقى مجال للمتضررين منها الى التقدّم بشكاوى الى المحاكم لإبطالها بذريعة مخالفتها للدستور او القانون فتتحول هذه الخطوات الى حبر على ورق،موضحا ان من الخطوات الاصلاحية ما يتطلب تعديلاً قانونياً او تشريع قانون جديد فمن الضروري ان تقوم الحكومة بتقديم مشاريع لهذا الغرض الى مجلس النواب ليتم اقرارها فلا يبقى منفذ الى التراجع عنها لاحقاً "

واكد السيد احمد الصافي على انه ليس للمسؤولين في السلطات الثلاث التشريعية والقضائية والتنفيذية ليس لهم خيار سوى المضي قدما ً في إجراء الاصلاحات الضرورية ولابد من الاسراع في القيام بالخطوات اللازمة لمحاسبة كبار الفاسدين من سُرّاق المال العام،ولابد من دعم المكلّفين بأداء هذه المهمة وحمايتهم من ان يمسّهم سوء من قبل اولئك الفاسدين واتباعهم،

وختم الصافي حديثه بقوله "اخذ الله تعالى بأيدي الخيرين المخلصين الى ما فيه الصلاح بحق محمد وآله الاطهار "..

محرر الموقع : 2015 - 08 - 21