مــن لنــدن ... ندوة حول (الحراك الشعبي بين الفوضى والمطالب المشروعة)
    

 

 

استضافت حسينية الرسول الاعظم (ص) في لندن الكاتب والسياسي الاستاذ جواد العطار في ندوة بعنوان (الحراك الشعبي في العراق بين الفوضى والمطالب المشروعة) ، وذلك مساء يوم امس الجمعة المصادف 22 /11 /2019 وبحضور مميز من ابناء الجالية العراقية هناك.

وتحدث الاستاذ العطار عن الاوضاع السياسية والاقتصادية والخدمية في العراق طوال المراحل السابقة طارحا عدة تساؤلات جديدة منها:

- هل من قبيل المصادفة اندلاع التظاهرات في العراق اولا؛ ومن ثم لبنان وبعدها ايران... وليس في دول مجاورة مثل الأردن او الكويت... ولماذا طبيعة التظاهرات ذات خلفية اقتصادية وليست سياسية.

واضاف: الأسئلة اعلاه لا تبخس حق الشعوب الحرة في التظاهر السلمي والمطالبة بالحقوق المشروعة في كل البلدان عموما والعراق خصوصا ، التي يطالب بها الشعب بحياة حرة كريمة وفرص عمل وخدمات وإنهاء المحاصصة والفساد اللذان خربا البلاد.

واشار العطار: هناك اتجاه خفي يدفع الى تحقيق جانبين على درجة كبيرة من الخطورة:

الاول - الخروج بالمطالب عن المشروعية ، من مظاهرات مطلبية خدمية الى مطالب سياسية غير مشروعة تهدف الى إسقاط النظام والعملية السياسية وكافة الرموز برمتها ودون استثناء.

الثاني - الخروج بالمظاهرات عن السلمية ، من خلال احراق بعض المؤسسات الحكومية مثل مباني مجالس المحافظات ( وهي تعود للدولة ) ، وبعض الممتلكات الخاصة في شارع الرشيد وساحة الخلاني مثلا اخر؛ والصدام مع القوات الأمنية... وهنا مكمن الخطر لانه خلف دماء زكية وشهداء أزهقت أرواحهم الطاهرة هباءا وجرحى بالآلاف.

إذن نحن بين شقين من المتظاهرين: اغلبية تنشد الاصلاح والتغيير عبر الآليات الدستورية والديمقراطية وتسعى الى تحقيق مطالب اقتصادية عبر الطرق السلمية... وأقلية دخيلة تسعى الى الفوضى عبر الدعوة لإسقاط كل العملية السياسية والاتجاه الى التخريب والحرق.

وختم العطار محاضرته بدعوة الدولة الى الامساك بالخيط الرفيع الذي يفصل بين تظاهرات الاصلاح والفوضى ، من خلال:

- الاصلاح السياسي بتغيير الوجوه والاتجاه الى استيزار التكنوقراط والكفاءات بعيدا عن المحسوبية والمنسوبية والحزبية ومحاسبة الفاسدين على مختلف مشاربهم ومواشيهم... وفي هذا تأخرت الحكومة والبرلمان كثيرا في التجاوب مع مطالب المتظاهرين السياسية بالإصلاح والتغيير وتركيزها على الجوانب الاقتصادية الشكلية فقط. فكان الأحرى التعجيل بتغيير قانون الانتخابات والمفوضية العليا للانتخابات منذ الايام الاولى للتظاهرات.

- القوات الأمنية التي تتحمل مسؤولية فرز المتظاهرين السلميين وحمايتهم والامساك بالمخربين والمشاغبين ومحاسبتهم ، اضافة الى ديمومة استمرار الحياة العامة.

ان العراق على مفترق طرق ، فالعراق كما قالت المرجعية الدينية بعد اكتوبر يختلف كثيرا عما بعد اكتوبر وما جرى من احداث تحتاج الى وقفة تأمل وإعادة دراسة تشتمل تحديد مكامن الخلل والأخطاء والتوجه الى المواطن وسماع شكواه ، وكل ذلك لن يتحقق اذا لم تغير الطبقة السياسية من سلوكها وتفكيرها الى آفاق جديدة تتجاوب فيها السلطة مع آمال وتطلعات ومطالب شعبها المشروعة.

يذكر ان الاستاذ جواد العطار لبى دعوة من مؤسسات دينية ومراكز بحوث ودراسات في بعض العواصم الاوربية للتحدث حول الاوضاع الراهنة في العراق والتطورات الاخيرة.

 

محرر الموقع : 2019 - 11 - 23