العدوان على غزة واحتلال البحرين ودعم انقلاب مصر: ابحث عن اليد السعودية
    


اصبح نظام الحكم الخليفي كالخرقة البالية، ما ان تثقب حتى تتمزق كلها. يعرف الطاغية هذه الحقيقة، وكذلك حلفاؤه وداعموه. ولذلك أصر على القيام باية خطوة اصلاحية حقيقية على المستوى السياسي، لانه يعلم ان هذه الخطوة كثقب الخرقة البالية الذي يتوسع ويمزق الخرقة تماما. فالسماح بحرية التعبير يعني تشجيع المواطنين على الحديث عن الفساد المالي والاداري ونهب الاراضي البرية والبحرية، ويفتح ملفات الفساد ونهب الاموال، ويجبر العصابة الخليفية على قبول مبدأ اشتراك المواطنين جميعا في ثروة البلاد، وانها ليست ملكا لها. ومنح مجلس الشورى صلاحيات اوسع سيؤدي الى محاصرة رموز العصابة الذين يترأسون الوزارات السيادية ويطالبهم بكشف كافة الاتفاقات مع الدول الاخرى مثل بريطانيا وامريكا والسعودية. والاصلاح الاقتصادي يعني قطع يد السراق الخليفيين الذين يستحوذون على عائدات الثروة النفطية، سواء التي ينتجها حقل البحرين ام حقل ابي سعفة ام التي تتوفر بتكرير النفط. ولو تم اصلاح جهاز القضاء قليلا لما سجن الابرياء، ولما تغاضى "القضاة" عن دعاوى التعذيب التي يقدمها الضحايا في المحاكم. ولاستطاع كل مواطن ان يقاضي اي خليفي يتجاوز حده في التعامل مع المواطنين او التجاوز على الحق العام. ولو تم اصلاح الاعلام قليلا وتم تحريره من هيمنة ا لعائلة الخليفية لفاحت روائح فساد الخليفيين ولبدأ الشعب يكتشف حجم الجرائم التي يمارسها رموز هذا الحكم الطاغوتي المقيت. ولذلك فاصلاح الحكم الخليفي مستحيل لا يمكن تحقيق شيئ منه. وحين يتداول بعض مسؤولي الجمعيات السياسية كالشيخ علي سلمان او رضي الموسوي العروض التي قدمها الخليفيون شفهيا او من خلال وسطاء، فانهم يعلمون ان ذلك ليس عرضا جادا اولا، وان الشعب لن يقبله ثانيا. فحين تبقى وزارة الخارجية بايديهم، فهذا يعني ان العلاقات مع اصدقاء العصابة الخليفية ستظل خافية عن الناس، وان كافة الاتفاقات مع الدول الغربية لن تجد طريقها للرأي العام. وحين يتربع خليفي على وزارة الداخلية، فهذا يعني ان السنوات الخمس المقبلة لن تختلف عن السنوات الخمس الماضية على صعيد التعذيب والتنكيل والاعتقال والعقاب الجماعي والهيمنة على المساجد والاوقاف. ويستحيل على الشعب قبول ذلك لان ذلك تمكين للخليفيين من رقاب البشر. وحين تقع وزارة  المالية بايدي عنصر خليفي فلن يستطيع احد ان يطرح السؤال: من اي لك هذا لاي من طغاتهم. فهل هذا ما قدم الشعب التضحيات من اجله؟

البعض يقول: الى متى تستمر الازمة ومعها التضحيات؟ ثمة نقاط عديدة للاجابة: اولها ان الثوار الشرفاء المرابطين في الساحات وعلى ثغور الوطن لا يتململون من طول المعاناة، بل يتمثلون دائما قول الله سبحانه "يا ايا الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا لله لعلكم تفلحون". وانما يسأل عن ذلك ذوو المصالح الذين يشعرون ان مصالحهم تضررت وان التوتر السياسي يؤثر سلبا عليها. ثانيها: ان المرابطين امام العدو ينطلقون وفق نص الآية الكريمة: "وما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء الذين يقولون ربنا اخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، واجعل لنا من لدنك وليا واجعل لنا من لدنك نصير". فهؤلاء يحركه القرآن فيتسجببون لاستغاثة ضحايا القمع الخليفي ولا يترددون في تلبية نداء الوطن الذي يطالب بتحريره من ايدي الفئة الباغية مهما كانت التكلفة. ثالثها ان المناضلين الشرفاء يتعبدون بمواقفهم الرافضة للظلم متمثلين قول الله تعالى "ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم". وتغيير النفس يتأسس على الصبر على المكاره والصمود امام التحديات، و التصدي لزحف اعداء الله. هؤلاء لا ينطلقون من مبدأ "تحقيق المصلحة" بل "أداء التكليف الشرعي"، فهم يشعرون بالنصر لانهم هزموا الشيطان في نفوسهم، ولم تحركهم مشاعر الرغبة في حصد النتائج. رابعها: ان الشعوب التي حققت امنياتها في التخلص من الظلم و الاستبداد صبرت وصمدت وقدمت التضحيات على مدى عقود، كما فعل شعب العراق، وايران وبقية الشعوب التي حدثت فيها الثورة. وقبلها صمد شعب جنوب افريقيا ضد النظام العنصري المدعوم من الغرب، حتى توفرت ظروف التغيير فسقط النظام العنصري الى غير رجعة. خامسها: ان حسم معركة التاريخ ليست بايدي الانسان، بل تخضع للظروف وتتدخل الارادة الالهية فيها، فهي من الخفايا التي لا يعلمها الا الله مثل الروح: "ويسألونك عن الروح، قل الروح من أمر ربي"، ويقول سبحانه: "ويقولون متى هو؟ قل عسى ان يكون قريبا". سادسا: مطلوب تعميق الايمان ببضع الحقائق: ان التغيير حتمي، وان الملك يبقى مع الكفر ولا يبقى مع الظلم، وان الله وعد عباده بالنصر "وكان حقا علينا نصر المؤمنين" وان دماء الشهداء تتحول مع الزمن الى طوفان يجرف عروش الظالمين.

مع استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة، اصبح واضحا ان قوى  الثورة المضادة استجمعت قواها وواصلت تنفيذ مشاريعها ضد امة العرب والمسلمين. وما يؤسف له استجابة البعض لشعارات تلك القوى، الامر الذي استدرجها للوقوع في شباك اعداء التغيير والتحرير. وتشير الادلة قاطبة الى الدور السعودي في قضايا عديدة في السنوات الاخيرة، ابتداء باجهاض ثورات الربيع العربي، مرورا بترويج المشروع الطائفي واستخدام الطائفية سلاحا ضد الامة، وتمويل الانقلاب العسكري ضد الاخوان في مصر، واخيرا تحريض الصهاينة لاستهداف  مشروع المقاومة. ومنذ ثلاثة اعوام روج الاعلام التابع لقوى الثورة المضادة مقولة ان "الشيعة اخطر من اليهود" لتبرير الصمت على الاحتلال السعودي للبحرين اولا، ثم التخطيط للانقلاب العسكري في مصر. وقد استدرجت عناصر كبيرة محسوبة  على الصحوة الاسلامية والمجموعات الحركية، للمشروع الطائفي والتصدي لمشروع المقاومة للاحتلال الاسرائيلي. وحين تم ذلك شنت قوات الاحتلال الاسرائيلية عدوانها على غزة، بتحريض سعودي متواصل، وتواطؤ من عسكر مصر. لقد اصبح واضحا ان هدف هذه القوى التطبيع مع الكيان الاسرائيلي باسقاط مشروع المقاومة، في مقابل دعم امني اسرائيلي وغربي لانظمة الاستبداد العربية. ولذلك فوجيء العالم بالصمت المخزي ازاء ما يجري لاهل غزة من تصفية شاملة، وهو صمت امتد الى اغلب البلدان العربية، ولم يشذ عنه الا داعمو المقاومة من دول ومنظمات. بدأ تراجع مشروع التغيير حين لاذ رواد التغيير بالصمت ازاء الاحتلال السعودي للبحرين قبل ثلاثة اعوام، وحين تحاشى "الاسلاميون" وضع النقاط على الحروف في ما يتعلق بالدور السعودي في وأد مشروع التغيير كاملا. وعندما كان بعض حكام العرب، ومن بينهم طاغبة البحرين، يلتقون الزعماء الاسرائيليين مثل شمعون بيريز، تحت عناوين شتى ويافطات مختلفة، كان الصمت سيد الموقف في صفوف قادة التغيير، الامر الذي شجع السعودية على الاستمرار في تنفيذ مشاريعها المعادية للتغيير والاصلاح، فاصبحت قادرة على التخطيط ضد الاخوان المسلمين في مصر والنهضة في تونس وحماس في فلسطين. وستواصل السعودية مشوارها التآمري ضد قوى التغيير لانه الخيار الوحيد امامها. ستستمر السعودية في التصدي للشعوب وتطلعاتها، والامل ان تشاطر الامة شعب البحرين معاناته تحت  الاحتلال الذي هدم المساجد وقتل المتظاهرين وعذب المناضلين وسعى لتغيير تركبية البلاد بتوزيع جنسيتها على الغرباء. مطلوب من الامة وعي تجربة السنوات الثلاث الماضية والانطلاق مجددا على طريق التغيير، لان الجمود لا يخدم القضية والتراجع ليس خيارا، لانه يعني الموت المحتوم للقطاعات الواعية من ابناء الامة

اللهم ارحم شهداءنا الابرار، واجعل لهم قدم صدق عندك، وفك قيد أسرانا يا رب العالمين

حركة احرار البحرين الاسلامية

محرر الموقع : 2014 - 08 - 01