في مؤسسة الامام المنتظر (ع) في السويد .. ممثل المرجعية العليا في اوربا : يوم الغدير يوم الضمانة للامة، وبوصلة المسيرة الاسلامية، ومعيار الحق
    

برعاية ممثل المرجعية الدينية العليا في أوربا ، سماحة العلامة السيد مرتضى الكشميري ، وبحضور أصحاب السماحة والفضيلة ، وجمهــور كبيــر من أبناء الجالية العـراقية والاسلامية من مدينة مالمو والمدن الاخرى السويدية وكذلك من الدنمارك ، أقيم في مؤسسة الامام المنتظر (عج) ، أحتفالا دينيا بهجيا ، تضمن العديد من الفقرات التالية .
1- أستهل الاحتفال ، بقراءة آيات من القرآن الكريم ، من قبل الحاج هاشم .
2- كلمة رئيس المجلس الشيعي الأعلى في المانيا ، ومدير مركز التراث في برلين ،فضيلة الدكتور السيد محمد عامر .
3- كلمة ممثل المرجعية الدينية العليا ،والامين العام لمؤسسة الامام المنتظر (عج) ، سماحة السيد مرتضى الكشميري .
4- قصيدة شعرية بمناسبة عيد الغدير الاغر ، للخطيب والشاعرالشيخ عبد الستار الكاظمي .
5- قصيدة بالمناسبة ، لشاعر أهل البيت (ع) الحاج أبو كرار الكعبي.
6- كلمة لخطيب مؤسسة الكوثر الثقافية في هولندا ، سماحة السيد علي السعبري .
7- تواشيح إسلامية لفرقة أهل البيت من الدنمارك .
8- مشاركة بأسم أهالي يتوبوري الكرام ، القاها السيد عقيل الخطيب .
9- وأخيرا كلمة مؤسسة الامام المنتظر (عج) القاها ، سماحة الشيخ غموس الزيادي .
التي تحدث فيها عن حديث رسول الله (ص) الذي يجمع على نص العامة والخاصة ، ياعلي لايعرفك الا الله وانا ولايعرف الله انا وانت ،ولايعرفني الا الله وانت ، ولعظمة منزلته ، حوصر عليا من التاريخ والرواية والحديث ،ومن كل شي ، وان الامور منسجمة مع علي وضربته لعمر يوم الخندق تعادل عبادة الثقلين ،وغير ذلك من مواقفه العظيمة التي يعجز اللسان عن ذكرها ووصفها .
وتضمنت كلمة السيد محمد عامر ، التحليل الدقيق لواقعة الغدير والتناقضات التي وقع فيها المؤرخون ،والتأويلات التي لاوجه لها ، مستندا في تحليله الى مصادر عامة المسلمين ،والتي تثبت بان الولاية التي اعلنها النبي محمد (ص) للوصي علي بن ابي طالب عليه السلام ،هي الولاية الدينية والسياسية من بعده ، لاكما يأولها البعض بان المراد بها المحبة والصاحب والنصير وغير ذلك من التخرصات التي لاتنسجم مع ضروف الواقعة وكيفية التبليغ سوى ماذكر.
واليكم نص كلمة ممثل المرجعية الدينية العليا في أوربا التي قال فيها :-
• هو يوم الارشاد الى خلافة وامامة مولى الموحدين امير المؤمنين علي بن طالب (ع)
• يوم الغدير يوم الضمانة للامة، وبوصلة المسيرة الاسلامية، ومعيار الحق
• يوم الغدير يرتبط باصل الدين وكيانه استمراره، واعياد الفطر والاضحى والجمعة ترتبط بفروعه


جاء حديثه هذا في الاحتفال الكبير الذي اقيم في مؤسسة الامام المنتظر (عج) في مالمو السويدية وبحضور جمع غفير من ابناء الجاليات الاسلامية مهنئا جميع المسلمين بهذا اليوم المبارك، وقائلا:
ان عيد الغدير هو اليوم المسمى في السماء بيوم العهد المعهود وفي الارض يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود، وهو عيد الله الأكبر وعيد آل محمد (ص) هو يوم البلاغ ويوم كمال الدين وتمام النعمة . قال ابو الفتح الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل 1/163) " ومثل ماجرى في كمال الاسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى (( يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته)) فلما وصل غدير خم أمر بالدوحات فقممن ونادوا بالصلاة جامعة ، ثم قال عليه الصلاة والسلام وهو على الرحال: من كنت مولاه فعليٌ مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله وأدر الحق معه حيث دار . ألا هل بلّغت ثلاثا ".

وروى جلال الدين السيوطي في تفسيره (الدر المنثور 2/298) بسنده عن أبي سعيد الخدري ، قال : نزلت هذه الآية ((يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك)) على رسول الله (ص) يوم غدير خم في علي بن ابي طالب ، وروى عنه أيضاً انه قال في (2/259) (لما نصب رسول الله (ص) عليّا يوم غدير خمّ فنادى له بالولاية هبط جبرئيل بهذه الآية (( اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام ديناً)) . وروى الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد 8/284) والحافظ الحسكاني في (شواهد التنزيل 1/200) وابن عساكر في (تاريخ دمشق 42/284) وغيرهم بأسانيد متعددة عن أبي هريرة قال : من صام يوم ثماني عشر من ذي الحجة كتب الله له صيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خمّ . لمّا أخذ النبي (ص) بيد علي بن أبي طالب فقال: ألستُ ولي المؤمنين، قالوا: بلى يارسول الله. قال: من كنت مولاه فعلي مولاه. فقال عمر ابن الخطاب بخ بخ يا أبن ابي طالب أصبحت مولاي ومولى كل مسلم فأنزل الله عز وجل ((اليوم اكملت لكم دينكم ...))

وروى حيدث الغدير مئة وعشرة من الصحابة واربع وثمانين من التابعين، وذكره علماء الجمهور بعشرات الروايات بما فيها صحاح القوم ومسانيدهم، وقد جمع بعض علمائهم كالطبري المؤرخ في كتابه (الولاية) فبلغت طرقه ونصوصه مجلدين، وكذلك ذكر ابن عقدة وابن عساكر وغيرهم، وكل الروايات تنص على ان النبي (ص) دعا عليا (ع) واصعده معه على المنبر ورفع يده حتى بان بياض ابطيهما، وبلغ الامة بما امره الله تعالى قائلا (من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ...) وامر المسلمين بان يهنؤه وان يبايعوه، فجاءه عمر بن الخطاب قائلا (بخ بخ لك يابن ابي طالب اصبحت ومولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة).
هذا وقد احصى الشيخ الاميني (قده) في موسوعته (الغدير في الكتاب والسنة والادب) ثلاثين مصدرا من المصادر العامة، وتعتبر هذه هي موسوعة الولاية الكبرى والذي أطراه المؤالف والمخالف وأتى بما يقطع العذر من النصوص والأدلة والحجج ممّا رواه علماء الاسلام من مختلف المذاهب .

فلذا وغيره نهنئ المسلمين بهذا اليوم الذي قام فيه الرسول الاعظم بوضع خطّة الاستمرار للرسالة الاسلامية بعد ان أنهى مرحلة التأسيس لها، شأنه في ذلك شأن السابقين من الانبياء والمرسلين مامضى منهم أحد إلا وعهد الله بمهمته الإلهية الى وصيٍ مرتضى ليقوم بالامر بعده وليطمئن بأن الشريعة باتت بيد أمينة تحفظها من كل سوء يراد بها وتحميها من كل هجوم يُشنّ عليها من كافر محارب أو منافق مشاغب، وتحرسها من عدو خارجي يهدد كيانها وداخلي يحاول تحريف مفاهيمها ومضمونها. فهذا اليوم: هو يوم ضمانة البقاء للاسلام ويوم ارشاد الأمة الى صمّام الأمان وبوصلة المسيرة الاسلامية ومعيار الحق ، يوم الارشاد الى امامة وخلافة مولى الموحّدين أمير المؤمنين علي بن ابي طالب لذا كان حقاً عيد الله الاكبر ، فالجمعة والأضحى والفطر هي أعياد لكنها ترتبط بفروع الدين من الصلاة والحج والصيام، وهذا اليوم يرتبط بأصل الدين وكيانه واستمراره، لذا روي عن مولانا الصادق جعفر بن محمد (ع) أنه سُئل هل للمسلمين عيد غير الجمعة والأضحى والفطر؟ قال (ع): نعم أعظمها حرمة . قال الراوي : أيُّ عيد هو؟ قال (ع) : اليوم الذي نصب فيه رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين (ع) وقال : من كنت مولاه فعليٌ مولاه وهو يوم ثماني عشر من ذي الحجة. قال الراوي: وماينبغي لنا ان نفعل في ذلك اليوم. قال (ع): الصيام والعبادة والذكر لمحمد وآل محمد عليهم السلام والصلاة. وأوصى رسول الله صلى الله عليه وآله أمير المؤمنين (ع) أن يتخذ ذلك اليوم عيداً. وافرز له خيمة بيضاء خاصة وامر المسلمين بان يبايعوه ويسلموا عليه بأمرة المؤمنين ففعلوا وامتثلوا قول رسول الله (ص).

كما وردت في فضل هذا اليوم روايات كثيرة عن ائمة اهل البيت (ع) تشجع بالاحتفاء به، ويستحب للانسان المؤمن ان يصافح اخاه المؤمن يوم الغدير ويقول (اَلْحَمْدُ للهِ الّذى جَعَلَنا مِنَ الْمُتَمَسِّكينَ بِوِلايَةِ اَميرِ الْمُؤْمِنينَ وَالاَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ) ويقول أيضا (اَلْحَمْدُ للهِ الَّذى اَكْرَمَنا بِهذَا الْيَوْمِ وَجَعَلَنا مِنَ الْمُوفينَ، بِعَهْدِهِ اِلَيْنا وَميثاقِهِ الّذى واثَقَنا بِهِ مِنْ وِلايَةِ وُلاةِ اَمْرِهِ وَالْقَوّامِ بِقِسْطِهِ، وَلَمْ يَجْعَلْنا مِنَ الْجاحِدينَ وَالْمُكَذِّبينَ بِيَوْمِ الدِّينَ)، الى غير ذلك من الاحاديث المعتبرة.
نسال من المولى سبحانه ان يجعلنا من المتمسكين بهذه الولاية والسائرين على هديها ونهجها انه ولي التوفيق.

 

محرر الموقع : 2015 - 10 - 03