“الغاز الإيراني” أصبح مشكلة سياسية بين وإيران والعراق بسبب أمريكا
    

 

 

 

فيما انتقد وزير النفط الإيراني، طريقة دفع العراق مستحقات الغاز الإيراني المصدر إليه، عدت لجنة الكهرباء والطاقة، أن الغاز الإيراني بات مشكلة سياسية بين واشنطن وطهران والعراق، داعية إلى حل هذه العقبة السياسية سريعًا.

وقال عضو اللجنة، داخل راضي، إن “الإنتاج الحالي من الطاقة الكهربائية يصل من 18.5 إلى 19 ألف ميغاواط يومياً، لكن هناك عقبات في إيصال مستحقات الغاز الإيراني عبر المصرف العراقي للتجارة، وهذه مشكلة رئيسة”.

وأوضح، أن “إيران تجهّز العراق بالكمية المطلوبة من الغاز مقابل ثمن، وهذا الثمن تضعه وزارة الكهرباء في المصرف العراقي للتجارة، لكن المشكلة في عملية التحويل، فلا تصل المبالغ إلى إيران”.

مشيرًا إلى أن “الغاز الإيراني تحوّل إلى مشكلة سياسية بين الولايات المتحدة وإيران والعراق”.

وأكد، أن “العراق بحاجة من 28 – 30 ألف ميغاواط، ولكن إذا توفّر الغاز الإيراني فمن المتوقع أن يصل الإنتاج من 22 – 23 ألف ميغاواط، وهذه النسبة تغطي مساحة كافية من كل المحافظات بالتجهيز من 16 إلى 18 ساعة يومياً”.

معربًا عن أمله بحل مشكلة الغاز في الوقت القريب.

ودعا عضو لجنة الكهرباء إلى “حل مشكلة الغاز الإيراني بطريقة سياسية وسريعة، نظراً لعدم وجود بديل عن الغاز الإيراني للبلاد على المدى القريب، وكل الدول التي تجهّز البلاد بالغاز يتم عن طريق البواخر، أما الغاز الإيراني فهو يصل عن طريق الأنابيب، لذلك يعدّ الأسرع والأنسب من حيث الجودة والسعر”.

من جانب آخر، لفت راضي إلى “وجود مذكرات تفاهم وعقود مع شركات في أكثر من محافظة عراقية بما يخص استثمار الطاقة الشمسية وشراء الطاقة من دول الجوار، وتحاول الحكومة ديمومة التيار الكهربائي لكل المحافظات ولو بنسبة 16 – 18 ساعة تشغيل يوميًا”.

وبيّن، أن “المحطات التي كانت تحت الصيانة اكتملت ودخلت الخدمة، وتزود الآن الشبكة الوطنية بالطاقة، كما كان قبل أيام افتتاح لمحطات ودخلت المنظومة الوطنية”.

وأكد راضي، أن “رئيس الوزراء لديه اهتمام خاص بموضوع الطاقة، بشقيها الطاقة المتجددة (الطاقة النظيفة)، وأيضًا بالنسبة للمحطات الغازية والبخارية، وشراء طاقة وخطوط نقل وتوزيع”.

قطع الغاز اﻹيراني عن العراق احتجاجًا على طريقة السداد

على صعيد متصل انتقد وزير النفط الإيراني جواد أوجي، اليوم الجمعة، طريقة دفع العراق مستحقات الغاز الإيراني المصدر إليه.

قائلًا إن الحكومة العراقية تشترط دفع هذه المستحقات من خلال إرسال الأدوية والمواد الغذائية. في حين أعلنت وزارة الكهرباء العراقية عن توقف إمدادات الغاز إلى المنطقة الجنوبية والمنطقة الوسطى.

وأضاف أوجي، في تصريحات للتلفزيون الإيراني، أن بلاده تمارس ضغوط على بغداد للحصول على عوائد هذه الصادرات بالطريقة التي يختارها الجانب الإيراني، كما يحصل مع عوائد صادراتها الغازية إلى تركيا.

وتحولت مدفوعات الصادرات الإيرانية إلى العراق منذ عام 2018، بعد فرض واشنطن عقوبات مشددة على طهران، إلى مسألة معقدة، حيث تقول بغداد إنه لا يمكنها تسديد المدفوعات بالنقد الأجنبي بسبب الضغوط والعقوبات الأميركية.

لكن طهران ترفض ذلك.

وفي السياق، أكدت وزارة الكهرباء العراقية أن الحكومة تتحرك دبلوماسيًا لإنهاء مشكلة تأخر المدفوعات بسبب العقوبات الأميركية على إيران.

إيقاف إمدادات الغاز الإيراني

وقال أحمد موسى، المتحدث باسم الوزارة، في تصريحات للتلفزيون العراقي مساء الأربعاء، إن تراجع ساعات التجهيز يعود لتوقف إمدادات الغاز الإيراني عن المنطقة الجنوبية بالكامل وبمقدار 10 ملايين متر مكعب.

إذ تأثرت محطات الرميلة الغازية والاستثمارية ومحطة النجف الغازية وتوقفت محطة خور الزبير في البصرة (جنوب العراق).

وأضاف موسى: “فوجئنا بإيقاف إمدادات الغاز الإيراني عن المنطقة الوسطى وأيضاً بمقدار 10 ملايين متر مكعب، ما يعني إيقاف 20 مليون متر مكعب في الوسط والجنوب.

مبينًا إن ذلك “أخفض الإنتاج بمقدار 5 آلاف ميغاواط، وأضيف إليها إيقاف خطوط نقل الطاقة من إيران ميرساد- ديالى وبصرة- كرمنشاه وعمارة- كرخة، ويبلغ مجموع إنتاجها 1100 ميغاواط، ما يعني حدوث انخفاض كلي يزيد عن 6 آلاف ميغاواط، فيما يبلغ الإنتاج الكلي حاليًا 20 ألف ميغاواط”.

وأكد أن “سبب التوقف هو ديون الغاز الإيراني التي يصعب دفعها من قبل المصرف العراقي للتجارة بسبب العقوبات الأميركية على طهران، وهناك متابعة حكومية وتحرك دبلوماسي لإيجاد حل نهائي للموضوع”.

وتصدر إيران سنويًا 4 آلاف ميغاواط كهرباء إلى العراق.

وخلال مارس/آذار الماضي، سمحت الولايات المتحدة للعراق بتسديد نصف مليار دولار من مجموع المستحقات الإيرانية لديه والبالغة نحو 18 مليار دولار.

وكان وزير النفط الإيراني جواد أوجي قد أعلن، يوم السبت 13 من شهر أيار الماضي، تمديد عقدين يخصان صادرات بلاده من الغاز إلى محطتي كهرباء في العاصمة بغداد ومحافظة البصرة وذلك بناءً على اتفاق بين إيران والعراق.

ويعتمد العراق بشكل كبير على واردات الغاز الإيراني لتغذية شبكة الكهرباء، إذ تولد البلاد نحو 14 ألف ميغاواط من الشبكة المحلية، إلى جانب ما يقارب أربعة آلاف ميغاواط إضافية عن طريق استيراد الغاز والطاقة.

البحث عن مصادر جديدة للطاقة

والعراق المستورد الأساسي لأكثر من 80 في المئة من صادرات إيران من الكهرباء خلال السنوات القليلة الماضية، وفقا لبيانات سابقة لوزارة الطاقة الإيرانية.

ويعاني العراق أزمة نقص كهرباء مزمنة منذ عقود من جرّاءِ الحصار والحروب المتتالية.

ويحتج السكان منذ سنوات طويلة على الانقطاع المتكرر للكهرباء ولا سيما في فصل الصيف، إذا تصل درجات الحرارات أحيانًا إلى 50 مئوية.

ويجري العراق مباحثات مع دول خليجية وعلى رأسها السعودية لاستيراد الكهرباء منها عبر ربط منظمتها مع منظومة الخليج.

وذلك بعد أن كان يعتمد على إيران لوحدها خلال السنوات الماضية عبر استيراد 1200 ميغاواط وكذلك وقود الغاز لتغذية محطات الطاقة الكهربائية المحلية.

كما يعتزم العراق استيراد الكهرباء من الأردن وتركيا، في مسعى من بغداد لسد النقص لحين بناء محطات طاقة تكون قادرة على تلبية الاستهلاك المحلي.

شفق نيوز– العربي الجديد

 

 

 

محرر الموقع : 2023 - 06 - 02