بالرغم من تداعياته السلبية في كافة الإتجاهات، إلا أنّ فيروس كورونا خلق أنماطاً جديدة للتفكير داخل المجتمعات، تتمحور حول فكرة "البطولة" والأبطال ... هم أبطال بسبب عملهم اليومي، أم أنّ الظروف العملية لمكافحة الوباء جعلتهم أبطالا؟ وما الفرق بين البطولة وبين أداء الواجب؟ وما هي المعايير التي تفصل بين الواجب والبطولة؟
لقد باتت فكرة البطل، فكرة عالمية، بعد تبنّي الحكومات هذا المصطلح .
فرزت معركة كورونا رجال يستحقون هذا ان نقول عنهم ابطال ومن كان في الخطوط الاولى في مواجهة هذا الوباء اللعين وهم الاطباء ورجال المهن الصحية الذي ابدوا بصمودهم وتحدياتهم امام هذا الوباء اللعين حيث امظى ساعات متواصلة من العمل تجاوزت احدى عشر ساعة او اكثر ورغم كل المتاعب الا انهم كانوا مستمرين في عملهم .
اما في الميادين الاخرى في مواجهة هذا الوباء التي لاتقل اهميتها عن رجال الصحة فهناك من انخرط في برامج خدمية مكملة في المواجهة متطوعين العمل الانساني .
فوضعت ولاية ميشيغان الامريكية خططها لمواجهة هذا الوباء ومن خلال برنامج الاغلاق التام وكانت هذه القيود تسمح للمتطوعين في العمل الانساني استثنائهم من هذه القيود ومن بين هولاء كان المتطوع ثائر سلمان الذي شاركة اخوته في برنامج توزيع الاغذية التي تبنته المراكز الدينية وبالتعاون مع جهات التربية والتعليم في الولاية ويعد المركز الاسلامي في دترويت .
(آي ، سي ، دي ) من أبرزالمراكز التي قامت بتوزيع واسع النطاق على مختلف الجاليات العربية وغير العربية ،الى جانب تنسيق الجهود مع مراكز دينية أخرى مثل مركز الجمهور الحسيني الكائن في ديترويت، الذي تسلم كميات من الوجبات الغذائية وقام بتوزيعها.
يقول السلمان منذ بدء هذا البرنامج سارعت للعمل به كمتطوع ومساهمتي هو جزء من الدافع الوطني والانساني لخدمت ابناء هذه الولاية وبما اني احد افراد هذه الولاية وكوني احد ابناء هذا الطن وطن الحرية واكرامة والانسانية فيتحتم علينا واجبا وطنيا .
علمت انك لديك معانات كبيرة لاتزال تعاني منها بعدم حصولك على الاوراق الرسمية لانتمائك لهذا الوطن؟
نعم المعانات التي تتكلم عنها لن تكن عائق امام مشاعري الانسانية والشعور بالانتماء لهذا الوطن ... ورغم عدم اكتمال اوراقي الرسمية لدية احساس اني جزء من ابناء هذه الولاية ومن مواطني هذا البلد كوني عشت فترة زمنية كبيرة في ظل هذا الوطن وعلينا ان نرد الجميل للوطن الذي نعيش به الان وعلينا ان نكون افياء وان تعرض هذا الوطن الى تهديد فيجب نقف بوجه هذا التهديد ... واليوم انا اقف بكل اخلاص اما هذا الخطر الذي تمر به الولاية خطر جائحة كورونا ... كما تعلم اني اعمل في اكثر من مركز ومن خلال هذا البرنامج برنامج الغذاء الذي نقدم من خلاله وجبات غذائية للاطفال وكبار السن .
اما المتطوع حبيب العادلي الذي لا تختلف قصته عن زميله ثائر فيقول العادلي
انني اليوم ادي واجب وطني وانساني في عملي هذا حيث اقف مع بناء ولايتي ولاية ميشيغان الامريكية لانني فرد من افراد هذه الولاية ويتحتم علينا واجب وطني كبير في الوقوف في وجه اي تحدي او اي مخاطر امام هذا الوطن الذي نعيش به ... وان خطر جائحة كورونا جعلني ان اكون احد المتطوعين في صد هذا الخطر ومن موقعي اي ما اقوم به الان وحتى في المستقبل هو جزء من وفائي وحبي لهذا الوطن العزيز الذي نعيش به فهذا واجب علينا ... ويواصل العادلي قائلا اني احس بفظل هذا الوطن نحن نعيش بامان وسلام وانني اقدم التضحية لهذا الوطن اكثر من وطني الام كوني اشعر بوجودي وانتمائي لهذا الوطن من خلال ما تمتع به من امتيازات كبيرة وخدمات عديدة منها خدمات صحية وغيرها لن احصل عليها بوطني الام .
علمت ان اوراقك الرسمية لن تكتمل لحد الان رغم انك تعيش بهذه الولاية منذ سنوات عديدة؟
العادلي :- نعم لن تكتمل اوراقي لحد الان لكن انني الان اتمتع بكافة حقوق المواطن الذي يعيش بهذا الوطن ... ومثلما نتمتع بحقوق علينا نقدم واجبات لهذا الوطن واي وجابات تتحتم علينا تقديمها علينا ن نسارع مهما كانت تلك الوجبات ... واليوم انا واحد من المتطوعين في برنامج الغذاء في زمن جائحة كورونا ... واليو احسست اني اقدم واجباتي اتجاه وطني .
هولاء هم الرجال الذي يتولد لديهم حب الوطن ... هولاء الرجال يقدمون خدمات لبلد يكاد ان يكونوا احد افراده او يرحلون عنه في يوم ماء ظمن القانون يعرفون كل هذا وهم لا يتهاونون في خدمة هذا الوطن .
علاء السوداني