من العاصمة النمساوية فينا .. ممثل المرجعية في أوربا : يقول ما يحصل اليوم من هجرة الشباب العراقي الى الخارج انما هي مؤامرة القصد منها اضعاف القوات الامنية والحشد الشعبي
    

ممثل المرجعية العليا في اوربا : يقول
• الامام علي (ع) هو نفس النبي (ص) بنص آيةالمباهلة لقوله تعالى (وانفسناوانفسكم ).

• اختلاف المسلمين وتشرذمهم وتسلط الاشرارعليهم هو نتيجة عدم االتزامهم بمنهج نفس النبي (ص) الذي هو منهج النبـوة.

• ما يحصل اليوم من هجرة الشباب العراقي الى الخارج انما هي مؤامرة القصد منها اضعاف القوات الامنية والحشد الشعبي، واليه نبهت المرجعية العليا عبر ممثليها عن مخاطر هذا التوجه المناهض للهوية الوطنية .



جاء حديثه هذا في خطبة الجمعة بمركز الامام علي (ع) في العاصمة النمساوية فـينا، وذلك بمناسبة شهر الولاية الذي تواترت فيه المناسبات الرئيسية لأهل البيت (ع)، من نزول سورة البراءة على النبي (ص)، لنزول الامر عليه (ص) بان (لا يبلغها الا انت أو رجل منك)، فقام النبي محمد (ص) بارسال عليّ (ع) كونه نفســه، وهذه الحادثة تعد دليل واضحا على منزلته (ع) من النبي (ص) واحدى خصائصه التي تميزه عن غيره .

واما المناسبة الثانية فهي نزول الايات الثلاثة في يوم الغدير .
أ- آية الابلاغ ((يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)).
ب- آية اكمال الدين ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا)).
ج- نزول سورة المعارج، بعد سؤال السائل للنبي (ص) هل كان نصبك لعلي اماما من بعدك.. منك أم من الله ، فاجابه النبي (ص) بل هو من الله ، فخرج مغضبا قائلا ، ان كان هذا من الله فأنزل علينا حجارة من السماء أو اتنا بعذاب أليم، فرمي بحجر على راسه وخرج من أخمسه وعندها نزلت هذه السورة ((سأل سائل بعذاب واقع ، للكافرين ليس له دافع ، من الله ذي المعارج ...)) .

والمناسبة الثالثة هي نزول آية المباهلة في الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة حينما جاء نصارى نجران بطوائفهم واساقفتهم مفضلين نبي الله عيسى (ع) على النبي محمد (ص) كونه ولد من غير أب ، فاجابهم النبي (ص)،أتعجبون من ذلك !.. فهناك نبي ولد من غير أم واب ثم تلى عليهم قوله تبارك وتعالى :- ((إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ...)) .

وأطالوا النقاش مع النبي (ص) ، ولم يقتنعوا بما أستدل به رسول الله (ص) ، فأمرالله نبيه (ص) بمبهالتهم ، لمعرفة الأحق من الفريقين وذلك بنزول الامر الالهي المتمثل بقوله ((فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ)) .
وعيّن موعدا للمباهلة في اليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة ، ضحى، وخرج النصارى بأبهتهم فقال العاقب لهم انظروا ان خرج محمد بالكثرة من اصحابه فباهلوه وان خرج بالقلة منهم فلاتباهلوه ، وخرج النبي محمد (ص) في اليوم الثاني عن يمينه علي (ع) والزهراء (ع) من خلفه، وقد احتضن الحسنين(ع) بحضنه فلما رائهم العاقب بهذه الهيئة والهيبة الالهية تعلوهم، قال العاقب، لاتباهلوا الرجل، والا فتهلكوا ولا يبقى على وجه الارض نصراني الى يوم القيامة لانه جائكم بوجوه لو سال الله ان يزيل جبلا من مكانه لأزاله ، وتصالحوا مع رسول الله على امور ذكرها المؤرخون في محلها، وقال النبي محمد (ص) معقبا على عدم المباهلة معهم، والذي نفسي بيده، لولا عنونا لمسخوا قردة وخنازير ولضطرم الوادي عليهم نار ولما حال الحول على النصارى حتى يهلكوا .

ومن هذه الاية نستدل بان عليا (ع) هو نفس النبي دون غيره والزهراء(ع) هي المفضلة على نساء العالمين جميعا، والحسن والحسين (ع) أبناء رسول الله ومنهما امتداد نسل النبي (ص) .

والمناسبة الرابعة فكانت في الخامس والعشرين نزول اية الولاية ((إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ)) وبنفس اليوم كان نزول سورة ((هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا))، وذلك عندما تصدق اهل البيت (ع) على اليتيم والمسكين والاسير.

وقال سماحته ان هذه الوقائع والمناسبات الشريفة التي ترتبط بالنبي (ص) واهل بيته الاطهار (ع) لم تكن خاصة بطائفة من المسلمين، بل هي لعمومهم وجميعهم، في حين اننا لا نرى ذكرا لهذه المناسبات المتواترة في تاريخ المسلمين وتفسير عدم الذكر هو عدم التفاعل مع ذكريات اهل البيت (ع) التي هي جزء من تعظيم الشعائر،واداءً لاجر الرسالة .
وذكر سماحته نتيجة لهذا الابتعاد عن منهج اهل البيت (ع) ومناسباتهم التي فيها من العظاة والعبر ما تعيد به المسلمين الى ذكريات قادتهم وسادتهم فنتيجة ذلك ، ان حلّ ما حلّ بهم من التشرذم والتشتت والاختلاف وتسلط الاشرارعليهم .

فاصبح شبابهم وابنائهم يتلاقفهم الاعداء باساليب مغريه تبعدهم عن بلادهم وتبغّض اليهم اوطانهم وتمسخ عقيدتهم ودينهم بعنوان الهجرة، وهذا مانره اليوم من ان شبابنا يتركون بلدانهم ويرمون انفسهم باحضان الغرب غير مبالين بالاخطار التي تحيط بهم من غرق وهلاك وغيره، كل ذلك لعل الهدف منه ضياع شباب المسلمين وإنسلاخ دينهم وعقيدتهم بهذه الحجة الواهية وأضعاف بلادهم وجيشهم وحشدهم وقوتهم ، لكي يكون العراق ومقدساته موضع ضعف، حتى يتسلط عليه الاعداء من كل جانب ومكان، ولكننا نقول ((وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)).

علما بأن المرجعية العليا في النجف الاشرف نهت عن مثل هذا التوجه لما فيه من آفات خطيرة على العراق وشعبه 

وختم خطبته بالدعاء لنصرة الأسلام والمسلمين وأن يحفظهم من كيد الكائدين انه سميع مجيب .

 

محرر الموقع : 2015 - 10 - 09