مصلى الحسين {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، المركز الإسلامي الشيعي} يقيم لللحالية العراقية فی مدينة مالمو جنوب السويد مجلسا عزائيا بمناسبة ذكرى شهادة الامام زين العابدين
    

 

أقيم مأتم العزاء السنوي في ذكرى استشهاد الإمام علي السجاد {زين العابدين} وسيد الساجدين.{عَلَيـْهِ السَّلامُ}، 

كان استشهاده {عَلَيـْهِ السَّلامُ} في 25 محرّم سنة 94 هـ في المدينة المنورة.  * وتسمّى *سَنَة الفقهاء* لكثرة من مات من العلماء، وكان الإمام سيد الفقهاء مات في أولها وتتابع الناس بعده. 

تاريخ اليوم 14 سبتمبر 2020 م الموافق 26 محرم 1442 هـ حسب التقويم الهجري والتقويم الميلادي. 

في هيئة مصلى الحسين {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، المركز الإسلامي الشيعي} الخالية العراقية فی مدينة مالمو جنوب السويد: مجلس العزاء أُقيم بعد أداء صلاتي المغرب والعشاء. بإمامة فضيلة الشيخ الجليل الدكتور أبو نور السماوي المحترم ،.. 

 

بــــــــِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيـــــــــمِ 

{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا }- آية التطهير هي قول الله تبارك وتعالى 33  قال الإمام الصادق }عَلَيـْهِ السَّلامُ}، شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا يحزنون لحزننا ويفرحون لفرحنا }، الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله وكفى بالله حسيبا} التفسير : 39 - الذين يُبلِّغون إلى الناس رسالات الله كما أنزلها، ويخافونه ولا يخافون أحدا سواه، وكفى أن يكون الله هو الرقيب المحاسب { رواية ابن عباس قوله{صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}:الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، من أحبهما فقد أحبني ومن أبغضهما فقد أبغضني } 

 

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين وأصحابه المنتجبين . 

وبهذه المناسبة الحزينة نعزي العالم الإسلامي ولا سيما بقية الله الأعظم الأمام صاحب الأمر والزمان {عجل الله فرجه الشريف{، وعلماء الدين ومراجع التقليد والأمة الإسلامية الكرام وشيعة الإمام علي أمير المؤمنين {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، 

 

كما واعزي كافة الإخوة في المواقع الإسلامية والعلمانية المحترمة وشكراً لكم جميعاً، 

* * * * * * * * * * * * 

مقال خاص: إلى الأخوة والأخوات الأعزاء المشرفين على موقع صــوت الجــالية العـــراقية   المحترمة تحيه ملؤها الحب والإخلاص لكم جميعاً، 

* * * * * * * * * * * * 

تحقيق إخباري: الكاتب و الإعلامي الحاج مُحَمَّدٍ الْكُوفِيُّ الحداد – أبو جاســـــــم

* * * * * * * * * * * * 

محرم الحرام، هو الشهر الأول من الشهور الهجرية، وبحسب التقاويم حصل في اليوم الخامس والعشرين منه: 95 هـ. ذكرى استشهاد الإمام علي بن الحسين زين {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، 

في البداية ارتقى المنبر الحسيني هذا العام الخطيب سماحة الشيخ الجليل الدكتورأبو نور السماوي الإمام جامع مصلى الأمام الحسين {؏وقدم التعازي للجالية العراقية والأمة الإسلامية باستشهاد الإمام علي بن الحسين زين العابدين {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، الإمام الرابع من أئمة أهل البيت {؏} ثم تكلم عن الشاعر ألولائي الفرزدق وتناوله قصيدته في مدح الإمام التي لا تزال خالدة ،...  القصيدة بدا بإلقائها فضيلة الشيخ الجليل الدكتور الخطيب أبو نور السماوي في مطلعها : 

 

هـذا الـذي تـعرف البطحاءُ وطأتَه والـبيتُ يَـعرِفه والـحلُّ والـحرمُ .و كانت شخصية الإمام زين العابدين {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، من أقوى العوامل في تخليد الثورة الحسينية، وتفاعلها مع عواطف المجتمع وأحاسيسه ، وكان للإمام الدور الكبير في إنارة الفكر الإسلامي بشتى أنواع العلوم والمعارف، 

 

قصيدة شاعر أهل البيت الفرزدق في علي السجّاد بن الحسين بن علي بن أبي طالب {عَلَيـْـهِ السَّـلامُ{، قصيدة الفرزدق في مدح أبو الحسن الإمام علي بن الحسين هي إحدى أشهر القصائد في مدح الإمام علي بن الحسين بن علي أبي طالب الإمام الرابع عند الشيعة الاثنا عشرية {عَلَيـْهِم السَّلامُ}، مدح بها همامُ بن غالب الدار مي التميمي المعروف بالفرزدق الإمامَ السجاد في المسجد الحرام بحضور هشام بن عبد الملك بعدما انتهى علي بن الحسين من طواف الكعبة وأراد استلام الحجر. 

 

روي‌ القصيدة كثير من علماء المسلمين والمؤلفين، منهم: محمد باقر ألمجلسي في‌ « بحار الأنوار»، الشيخ المفيد في كتابه الإرشاد، وابن شهرآشوب المازندراني في مناقب آل أبي طالب الذي‌ روي‌ عن‌ «حلية الأولياء» لأبي نعيم الأصفهاني، و«الأغاني‌» لأبي الفرج الأصفهاني، و«حلية الأبرار في أحوال محمد و آله الأطهار» للسيد هاشم البحراني، و«تاريخ دمشق» لابن عساكر وغيرهم. 

 

حجّ هشام بن عبد الملك قبل أن يلي الخلافة وجهد أن يستلم الحجر الأسود، فلم يصل إليه لكثرة زحام الناس عليه. فنُصـب‌ له‌ منبر فجلس‌ علیه‌ وأطاف‌ به‌ أهل‌ الشام‌، فبينما هو كذلك‌ إذ أقبل‌ علي بن الحسين السجاد وعلیه‌ إزار ورداء، من‌ أحسن‌ الناس‌ وجهاً وأطيبهم‌ رائحةً وأنظفُهم ثوبا، بين‌ عينيه‌ سجّادة‌ فطاف بالبيت، فلما بلغ الحجر الأسود تنحّى الناس كلّهم وأخلَوا له الحجر ليستلمَه، هيبة وإجلالا له، فغاظ ذلك هشاما وبلغ منه. فقال‌ شامي‌: من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة يا أمير المؤمنين؟! فنكره هشام وقال: لاَ أعرِفُه، لئلاّ يرغب‌ فيه‌ أهل‌ الشام‌ ويسمعوا منه. فقال‌ الفرزدق‌ {وكان‌ من‌ شعراء بني‌ أمية‌ ومادحيهم‌} وكان‌ حاضراً: لكنّي‌ أنا أعرفه‌. فقال‌ الرجل الشامي‌ّ: مَن‌ هو يا أبا فراس‌؟! فأنشأ قصيدة‌ ذكر بعضها في‌ «الأغاني‌»، و«حلية الأولياء» والإرشاد، والقصيدة‌ بتمامها هذه‌: 

قصيدة 

يَا سَـائِلِي‌: أَيْنَ حَـلَّ الجُـودُ وَالكَـرَمُ * * * * * ** * * * * * عِنْـدِي‌ بَـيَـانٌ إذَا طُـلاَّبُـهُ قَـدِمُـوا 

هَذَا الذي‌ تَعْـرِفُ البَطْـحَاءُ وَطْـأَتَـهُ * * * * * * * * * * * * وَالبَـيْـتُ يَعْـرِفُـهُ وَالحِـلُّ وَالحَـرَمُ 

هَذَا ابْنُ خَيْرِ عِبَادِ اللَهِ كُلِّهِمُ * * * * * * * * * * * * هَذَا التَّقِي‌ُّ النَّقِي‌ُّ الطَّاهِرُ العَلَمُ 

هَذَا الذي‌ أحْمَدُ المُخْتَارُ وَالِدُهُ  * * * * * * * * * * * * صَلَّي‌ عَلَیهِ إلَهِي‌ مَا جَرَي‌ القَلَمُ 

لَوْ يَعْلَمُ الرُّكْنُ مَنْ قَدْ جَاءَ يَلْثِمُهُ * * * * * ** * * * * * لَخَرَّ يَلْثِمُ مِنْهُ مَا وَطَي‌ القَدَمُ 

هَذَا علی رَسُولُ اللَهِ وَالِدُهُ  * * * * * * * * * * * * أَمْسَتْ بِنُورِ هُدَاهُ تَهْتَدِي‌ الاُمَمُ 

هَذَا الَّذِي‌ عَمُّهُ الطَّيَّارُ جَعْفَرٌ       * * * * * * * * * * * * وَالمَقْتُولُ حَمْزَةُ لَيْثٌ حُبُّهُ قَسَمُ 

هَذَا ابْنُ سَيِّدَةِ النِّسْوَانِ فَاطِمَةٍ * * * * * * * * * * * * وَابْنُ الوَصِيِّ الَّذِي‌ في‌ سَيْفِهِ نِقَمُ 

إذَا رَأتْهُ قُرَيْشٌ قَالَ قَائِلُهَا * * * * * * * * * * * * إلَی‌ مَكَارِمِ هَذَا يَنْتَهِي‌ الكَرَمُ 

يَكَادُ يُمْسِكُهُ عِرْفَانَ راحته * * * * * * * * * * * * رُكْنُ الحَطِيمِ إذَا مَا جَاءَ يَسْتَلِمُ 

وَلَيْسَ قُولُكَ: مَنْ هَذَا؟ بِضَائِرِهِ * * * * * * * * * * * * العُرْبُ تَعْرِفُ مَنْ أنْكَرْتَ وَالعَجَمُ 

يُنْمَي‌ إلَی‌ ذَرْوَةِ العِزِّ الَّتِي‌ قَصُرَتْ * * * * * * * * * * * * عَنْ نَيْلِهَا عَرَبُ الإسْلاَمِ وَالعَجَمُ 

يُغْضِي‌ حَيَاءً وَيُغْضَي‌ مِنْ مَهَابَتِهِ * * * * * * * * * * * * فَمَا يُكَلَّمُ إلاَّ حِينَ يَبْتَسِمُ 

يَنْجَابُ نُورُ الدُّجَي‌ عَنْ نُورِ غُرِّتِهِ       * * * * * * * * * * * * كَالشَّمْسِ يَنْجَابُ عَنْ إشْرَاقِهَا الظُّلَمُ 

بِكَفِّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ * * * * * * * * * * * * مِنْ كَفِّ أَرْوَعَ فِي‌ عِرْنِينِهِ شَمَمُ 

مَا قَالَ: لاَ، قَطُّ إلاَّ فِي‌ تَشَهُّدِهِ * * * * * * * * * * * * لَوْلاَ التَّشَهُّدُ كَانَتْ لاَؤهُ نَعَمُ 

مُشتَقَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللَهِ نَبْعَتُهُ      * * * * * * * * * * * * طَابَتْ عَنَاصِرُهُ وَالخِيمُ وَالشِّيَمُ 

حَمَّالُ أثْقَالِ أَقْوَامٍ إذَا فُدِحُوا       * * * * * * * * * * * * حُلْوُ الشَّمَائِلِ تَحْلُو عِنْدَهُ نَعَمُ 

إنْ قَالَ قَالَ بمِا يَهْوَي‌ جَمِيعُهُمُ * * * * * * وَإنْ تَكَلَّمَ يَوْماً زَانَهُ الكَلِمُ 

هَذَا ابْنُ فَاطِمَةٍ إنْ كُنْتَ جَاهِلَهُ * * * * * * * * * * * * بِجَدِّهِ أنبِيَاءُ اللَهِ قَدْ خُتِمُوا 

اللهُ فَضَّلَهُ قِدْماً وَشَرَّفَهُ  * * * * * * * * * * * * جَرَي‌ بِذَاكَ لَهُ فِي‌ لَوْحِهِ القَلَمُ 

مَنْ جَدُّهُ دَانَ فَضْلُ الآنْبِيَاءِ لَهُ * * * * * * * * * * * * وَفَضْلُ أُمَّتِهِ دَانَتْ لَهَا الاُمَمُ 

عَمَّ البَرِيَّةَ بِالإحْسَانِ وَانْقَشَعَتْ * * * * * * * * * * * * عَنْهَا العِمَأيَةُ وَالإمْلاَقُ وَالظُّلَمُ 

كِلْتَا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفْعُهُمَا * * * * * * * * * * * * يُسْتَوْكَفَانِ وَلاَ يَعْرُوهُمَا عَدَمُ 

سَهْلُ الخَلِيقَةِ لاَ تُخْشَي‌ بَوَادِرُهُ * * * * * * * * * * * * يَزِينُهُ خَصْلَتَانِ: الحِلْمُ وَالكَرَمُ 

لاَ يُخْلِفُ الوَعْدَ مَيْمُوناً نَقِيبَتُهُ * * * * * * * * * * * * رَحْبُ الفِنَاءِ أَرِيبٌ حِينَ يُعْتَرَمُ 

مِنْ مَعْشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ وَبُغْضُهُمُ * * * * * * كُفْرٌ وَقُرْبُهُمُ مَنْجيً وَمُعْتَصَمُ 

يُسْتَدْفَعُ السُّوءُ وَالبَلْوَي‌ بِحُبِّهِمُ * * * * * * * * * * * * وَيُسْتَزَادُ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ 

مُقَدَّمٌ بَعْدَ ذِكْرِ اللَهِ ذِكْرُهُمْ  * * * * * * * * * * * * فِي‌ كُلِّ فَرْضٍ وَمَخْتُومٌ بِهِ الكَلِمُ 

إنْ عُدَّ أهْلُ التُّقَي‌ كَانُوا أئمَّتَهُمْ * * * * * *  أوْ قِيلَ: مَنْ خَيْرُ أَهْلِ الارْضِ قِيلَ: هُمُ 

لاَ يَسْتَطِيعُ جَوَادٌ بُعْدَ غَأيَتِهِمْ  * * * * * * * * * * * * وَلاَ يُدَانِيهِمُ قَوْمٌ وَإنْ كَرُمُوا 

هُمُ الغُيُوثُ إذَا مَا أزْمَةٌ أزَمَتْ  * * * * * * * * * * * * وَالاُسْدُ أُسْدُ الشَّرَي‌ وَالبَأْسُ مُحْتَدِمُ 

يَأبَي‌ لَهُمْ أَنْ يَحِلَّ الذَّمُّ سَاحَتَهُمْ * * * * * *  خِيمٌ كَرِيمٌ وَأيْدٍ بِالنَّدَي‌ هُضُمُ 

لاَ يَقْبِضُ العُسْرُ بَسْطاً مِنْ أكُفِّهِمُ        * * * * * * * * * * * * سِيَّانِ ذَلِكَ إنْ أثْرَوْا وَإنْ عَدِمُوا 

أيٌّ القَبَائِلِ لَيْسَتْ فِي‌ رَقَابِهِمُ * * * * * * * * * * * * لاِوَّلِيَّةِ هَذَا أوْ لَهُ نِعَمُ 

مَنْ يَعْرِفِ اللَهَ يَعْرِفْ أوَّلِيَّةَ ذَا * * * * * * * * * * * * فَالدِّينُ مِنْ بَيْتِ هَذَا نَالَهُ الاُمَمُ 

بُيُوتُهُمْ مِنْ قُرَيْشٍ يُسْتَضَاءُ بِهَا * * * * * * * * * * * * فِي‌ النَّائِبَاتِ وَعِنْدَ الحُكْمِ إنْ حَكَمُوا 

فَجَدُّهُ مِنْ قُرَيْشٍ فِي‌ أُرُومَتِهَا * * * * * * * * * * * * مُحَمَّدٌ وَعليّ بَعْدَهُ عَلَمُ 

بَدرٌ له‌ شَاهِدٌ وَالشِّعْبُ مِنْ أُحُدٍ * * * * * * * * * * * * والخَنْدَقَانِ وَيَومُ الفَتْحِ قَدْ عَلِمُوا 

وَخَيْبَرٌ وَحُنَيْنٌ يَشْهَدَانِ لَهُ * * * * * *  وَفِي‌ قُرَيْضَةَ يَوْمٌ صَيْلَمٌ قَتَمُ 

مَوَاطِنٌ قَدْ عَلَتْ فِي‌ كُلِّ نائِبَةٍ * * * * * * * * * * * * علی‌ الصَّحَابَةِ لَمْ أَكْتُمْ كَمَا كَتَمُو 

* * * * * * * * * * * * 

فضل البكاء: بعدها تكلم عن بكاء الأنبياء والنبي محمد والأئمة الأطهار من أهل البيت المعصومين {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، 

 

1ـــ النبي إبراهيم. خليل الله، أبو الضيفان، أبو الأنبياء. 

الوداع: قبّل إبراهيم طفله إسماعيل. بكى من أجله. على إبراهيم أن يعود ويترك هاجر وابنها في هذا المكان بكى إبراهيم من أجلها وهو يبتعد عائداً إلى فلسطين. 

 

2 ـــ ما نص القرآن عليه من بكاء يعقوب {؏} لفراق ولده يوسف {؏وهو حي في دار الدنيا حتى ذهب بصره . يقول تعالى في وصف حاله : {{وتولى عنهم وقال يا أسفي على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم}} {يوسف:84} ، ولشدة حزنه {{قالوا تالله تفتأ تذكر يوسف حتى تكون حرضاً أو تكون من الهالكين}} {يوسف:85} 

 

3 ـــ بكاء موسى {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، ؟! 

يقول رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ}: فَلَمَّا تَجَاوَزْتُ بَكَى، قِيلَ لَهُ: مَا يُبْكِيكَ؟ قَالَ: أَبْكِي لأَنَّ غُلاَمًا بُعِثَ بَعْدِي يَدْخُلُ الجَنَّةَ مِنْ أُمَّتِهِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَدْخُلُهَا مِنْ أُمَّتِي. 

 

ويقينًا فإن هذا القول والبكاء من موسى {عَلَيـْهِ السَّلامُ} بعد مرور الرسول {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ} عليه لا يجب أن يُؤخذ على أنه حسد منه {عَلَيـْهِ السَّلامُ} على رسولنا محمد صلى الله {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، فموسى {عَلَيـْهِ السَّلامُ} نبي كريم من أولي العزم من الرسل، وهو المعصوم. 

 

4 ـــ بكاؤه على القبر: عن أبي هريرة قال: زار النبي قبر أمه، فبكى وأبكى من حوله، فقال: {{استأذنتُ ربي في أن أستغفر لها فلم يؤذن لي، واستأذنته في أن أزور قبرها فأذِن لي، فزوروا القبور؛ فإنها تذكر الموت}}[6]. [6] أخرجه مسلم، (976). 

 

5 ــــ أما حزن الأئمة {عَلَيـْهِم السَّلامُ} من أولاد الحسين {عَلَيـْهِ السَّلامُ} وذريته وسائر العلويين، ونياحتهم عليه في سرهم وعلنهم، وفي محافلهم الرسمية ومجالسهم الخاصة، وفي دورهم وأنديتهم ودواوينهم. فحدث عنها ولا حرج، حيث أنها لم تنقطع، بل استمرت استمرار حياتهم. ولقد تحدثت الروايات وتناقلت الأسفار والكتب عن ذلك بوفرة وكثرة منها: ما ذكرته عن بكاء وحزن الإمام الرابع علي بن الحسين زين العابدين وسيد الساجدين مدة أربعين سنة عاشها بعد استشهاد والده المظلوم، وبكاء الإمام الصادق {عَلَيـْهِ السَّلامُ} لمصيبة جده الشهيد واستنشاده الشعر في رثائه. وكذا الإمام الكاظم {عَلَيـْهِ السَّلامُ} الذي كان لا يرى ضاحكاً إذا أقبل شهر محرم الحرام، وكان يرى كئيباً حزيناً في العشرة أيام الأولى من هذا الشهر. وهكذا الإمام الرضا {عَلَيـْهِ السَّلامُ} وغيرهم من الأئمة. 

 

وها أني أنقل تالياً ما روي عن حزن الأئمة ونياحهم وبكائهم على جدهم الحسين الشهيد {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، وحثهم أسرهم وشيعتهم المفجوعين بإحياء هذه الذكرى الأليمة والمأساة العظمى باستشهاد الإمام الحسين وصحبه الميامين يوم العاشر من محرم سنة (61)هـ. 

 

قال السيد محسن الأمين العاملي في الصفحة (93) من تأليفه {إقناع اللائم} عند بحثه عن نياحة الأئمة {عَلَيـْهِم السَّلامُ} على جدهم الشهيد ما نصه: 

 

{أما أنهم - أي الأئمة - بكوا على الحسين، وعادوا مصيبته أعظم المصائب وأمروا شيعتهم ومواليهم وأتباعهم بذلك، وحثوا عليه، واستنشدوا الشعر في رثائه، وبكوا عند سماعه، وجعلوا يوم قتله يوم حزن وبكاء. وذموا من اتخذه عيداً وأمروا ترك السعي فيه في الحوائج، وعدم ادخار شيء فيه. فالأخبار مستفيضة عنهم، تكاد تبلغ حد التواتر رواها عنهم ثقات شيعتهم ومحبيهم بأسانيدها المتصلة إليهم...}. 

 

أ- حزن الأمام الرابع زين العابدين {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، 

وقد شهد الأمام علي بن الحسين {عَلَيـْهِ السَّلامُ} زين العابدين وسيد الساجدين مصرع أبيه وأخوته وبني عمه وأصحاب أبيه وغيرهم وتجرع الغصص والغم والألم من هذه المشاهد المفجعة. ثم قاسى مرارة الأسر ولم تنقطع عبرته على ذلك مادام حياً. 

1- جاء في الصفحة (82) من كتاب {زين العابدين} تأليف عبد العزيز سيد الأهل ما عبارته عند ذكر ورع الإمام: {بل كان كلما جاء وقت الطعام وفتحت مصاريع الأبواب للناس ووضع طعامه بين يديه دمعت عيناه. فقال له أحد مواليه ذات مرة: يا ابن رسول الله، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فقال له زين العابدين: ويحك أن يعقوب {عَلَيـْهِ السَّلامُ} كان له اثنا عشر ابناً فغيب الله واحدا منهم فابيضت عيناه من الحزن وكان ابنه يوسف حياً في الدنيا. وأنا نظرت إلى أبي، وأخي وعمي، وسبعة عشر من أهل بيتي، وقوماً من أنصار أبي مصرعين حولي، فكيف ينقضي حزني؟..}. 

أقول: وقد نقل هذا الحديث كل من العاملي في {أعيان الشيعة} وابن شهراشوب في بعض مؤلفاته. 

2- روي ابن قولويه في {الكامل} بسنده قال: {أشرف مولى لعلي بن الحسين وهو في سقيفة له ساجد يبكي فقال له: 

{يا علي بن الحسين، أما آن لحزنك أن ينقضي؟ فرفع رأسه إليه. فقال: ويلك أما والله لقد شكا يعقوب إلى ربه من أقل مما رأيت، حين قال: يا أسفاً على يوسف. وإنه واحداً وأنا رأيت أبي وجماعة من أهل بيتي يذبحون حولي}. 

ولقد نقل هذه الروايات وأمثالها عن الإمام زين العابدين كثير من كتب الحديث وغيرها مع تغير طفيف في العبارة. 

3- وروى أيضاً كما في {أعيان الشيعة} أن الإمام علي بن الحسين بكى حتى خيف على عينيه. وكان إذا أخذ ماء بكى حتى يملأها دماً. فقيل له في ذلك، فقال: كيف لا أبكي وقد منع أبي من الماء الذي كان مطلقاً للسباع والوحوش. وقيل له: أنك لتبكي دهرك، فلو قتلت نفسك لما زدت على هذا. فقال: نفسي قتلتها وعليها أبكي. 

4- نقل كتاب {إقناع اللائم} رواية عن ابن قولويه في كامله بسند معتبر عن أبي عبد الله جعفر الصادق {عَلَيـْهِ السَّلامُ} {إنه قال: ما اختضبت منا امرأة، ولا أدهنت، ولا اكتحلت، ولا رجلت حتى أتانا رأس عبيد الله بن زياد. وما زلنا في عبرة بعده. وكان جدي علي بن الحسين {عَلَيـْهِ السَّلامُ} إذا ذكره بكى حتى تملأ عيناه لحيته، وحتى يبكي لبكائه رحمة له من رآه، وإن الملائكة الذين عند قبره ليبكون فيبكي لبكائهم كل من في الهواء والسماء من الملائكة...} إلى أن قال {عَلَيـْهِ السَّلامُ}{وما من عين أحب إلى الله ولا عبرة من عين بكت ودمعت عليه وما من باك يبكيه إلا وقد وصل فاطمة وأسعدها عليه، ووصل رسول الله {صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِوأدى حقنا. وما من عبد يحشر إلا وعيناه باكية إلا الباكي على جدي، فإنه يحشر وعينيه قريرة، والبشارة تلقاه والسرور على وجهه}. 

5- وفي {إقناع اللائم} أيضاً برواية عن ابن شهر أشوب في مناقبه عن الإمام الصادق {عَلَيـْهِ السَّلامُ} إنه قال: {عاش على بن الحسين أربعين سنة وما وضع طعام بين يديه إلا وبكى، حتى قال له مولى له: جعلت فداك، يا ابن رسول الله، إني أخاف أن تكون من الهالكين، قال {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون. إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة...}. 

6- جاء في الصفحة (146) من كتاب {المجالس السنية} ما عبارته: 

(وعن الصادق {عَلَيـْهِ السَّلامُ} إنه بكى على أبيه الحسين أربعين سنة، صائماً نهاره، قائماً ليله، فإذا أحضر الإفطار وجاء غلامه بطعامه وشرابه فيضعه بين يديه، فيقول: كل يا مولاي. فيقول: قتل ابن رسول الله جائعاً. قتل ابن رسول الله عطشاناً، فلا يزال يكرر ذلك ويبكي حتى يبل طعامه من دموعه، ثم يمزج شرابه بدموعه. فلم يزل كذلك حتى لحق بالله عز وجل}. 

7- جاء في الصفحة {146} من الكتاب نفسه ما لفظه: 

{قال الصادق {عَلَيـْهِ السَّلامُ}البكاءون خمسة، آدم، ويعقوب، ويوسف، وفاطمة بنت محمد، وعلي بن الحسين ـ إلى أن يقول {عَلَيـْهِ السَّلامُ}وأما علي بن الحسين {عَلَيـْهِما السَّلامُ}، فبكى على أبيه الحسين أربعين سنة، وما وضع طعام بين يديه إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك، يا ابن رسول الله، أني أخاف عليك أن تكون من الهالكين. قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون. أني لم أذكر مصرع ابن فاطمة إلا خنقتني العبرة}. 

8- وجاء في الصفحة {147} من نفس الكتاب ما عبارته: {روى إنه كان إذ أحضر الطعام لإفطاره ذكر قتلاه وقال: واكرباه، يكرر ذلك. ويقول: قتل ابن رسول الله خائفاً. قتل ابن رسول الله عطشاناً حتى يبل بالدموع ثيابه. وحدث مولى له، أنه مر يوماً إلى الصحراء قال: فتعقبته فوجدته قد سجد على حجارة خشنة. وقفت وأنا أسمع شهيقه وبكاءه وأحصيت عليه ألف مرة وهو يقول: لا إله ألا الله حقاً حقا. لا إله إلا الله تعبداً ورقاً. لا إله إلا الله إيماناً وتصديقاً. ثم رفع رأسه من سجوده وإذا لحيته ووجه قد غمرا بالماء من دموع عينه. فقلت: يا سيدي، أما آن لحزنك أن ينقضي،ولبكائك أن يقل؟ فقال لي:ويحك..} إلى آخر القصة التي مر ذكرها. 

جاء في الصفحة (249) من موسوعة {أعيان الشيعة} المجلد (4) القسم الأول، عند ذكر شعر الإمام زين العابدين هذه الأبيات: 

نـحــن بـنــوا الــمـصـطفى ذو غصص * * * * * * يـجـرعـهـــا فـــي الأنـــام كــاظـمـنـــــا 

عـظـــيــمــة فــي الأنـــام مــحـنـتـنـــــا * * * * * *  أولـــــــنـــــا مــبــتــلـــي وآخـــرنــــــا 

يــــفــــرح هـــــذا الـورى بـــعــيــدهـم * * * * * * ونـــــــــحــــن أعـــيــــادنــــا مـآتـمنــا 

والـــنــاس فـي الأمـــن والـسرور وما       * * * * * * يــــأمـــن طـــــول الـــزمـــان خـائـفـنا 

ومـا خـصـصنا به من الشـرف الـطائل * * * * * * بــــــيــــــن الأنـــــــــــــام آفـــــتـــنــــا 

يـــحــــكم فـــيـنـــا والـحـكـم فــيـه لـنـا      * * * * * * جـــــاحـــدنـــا حـــقـنـــا وغــــاصـبـنـا 

 

10- وفي الصفحة (107) من كتاب {إقناع اللائم} ما عبارته: {روى عن علي بن إبراهيم في تفسيره، وابن قولويه في الكامل، والصدوق في ثواب الأعمال بأسانيدهم: إن الإمام الخامس الباقر (عليه السلام) قال: كان علي بن الحسين يقول: أيما مؤمن دمعت عينيه لقتل الحسين بن علي دمعة حتى تسيل على خده لأذى مسنا من عدونا في الدنيا بوأه الله مبوأ صدق في الجنة...}. 

11- وروى في الكامل بسنده عن أبي جعفر الصادق {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، قال {كان علي بن الحسين يقول من ذكر الحسين عنده فخرج من عينه من الدمع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله عز وجل ولم يرض له بدون الجنة..}. 

12- جاء في الصفحة (645) من {موسوعة آل النبي} عند ذكر اسم الإمام زين العابدين في سلسلة أسماء البكائين ما نصه: {ويضاف اسمه - أي اسم زين العابدين - إلى أسماء البكائين فيقال: وبكى زين العابدين أباه الحسين...}. 

 

ب: بكاء الإمام الخامس محمد الباقر {عَلَيـْهِ السَّلامُ}، 

أما الإمام الخامس محمد بن علي بن الحسين {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، الباقر فقد شحت الروايات عن ذكر إقامة المآتم والنياحات العلنية على عهده. وسبب ذلك هو شدة ضغط الأمويين عليه وعلى آله وصحبه، الأمر الذي كان يدعو الإمام {عَلَيـْهِ السَّلامُ{، وآله إلى اتخاذ جانب الحيطة والحذر والتقية، وإقامة مثل هذه المآتم في بيوتهم الخاصة وراء الأستار الكثيفة ولم يحضرها سوى خاصتهم، وفيما يلي بعض الروايات عن ذلك. 

جاء في الصفحة (152) من كتاب {نهضة الحسين} ما نصه: { يحدثنا التاريخ الإسلامي عن إعلام أهل البيت النبوي أنهم كانوا يستشعرون الحزن كلما هل هلال المحرم، وتفد عليهم وفود من الشعراء العرب لتجديد ذكرى الحسين لدى أبنائه الاماجد. وقد القوا روائع في فن الرثاء والتسلية والتذكير بأسلوب ساحر أخاذ، وظل شعرهم خالداً رغم مر العصور. 

 

تُعتبر ظاهرة إقامة مجالس للحزن ومراسم للعزاء على شهادة أئمة أهل البيت {عَلَيـْهِم السَّلامُ}،  هي ظاهرةً طبيعيّة، منتشرة، ومتعارفة عند كافة فرق الشيعة ، كونها تنبع سلوك الأنبياء وأئمة أهل البيت {عَلَيـْهِم السَّلامُ}، من العاطفة والمحبّة المغروستين في قلب كلّ إنسان مسلم شيعي. 

 

ومع أنّ هذه الظاهرة منتشرة ومعمول بها منذ بداية خلق الإنسان وحتّى عصرنا الحاضر، إلّا أنّنا نقصر حديثنا هنا في هذه الوجيزة حول رؤية الإسلام لها وكيفيّة تعاطيه معها. 

 

والأمر الذي لا شكّ فيه أنّ هذه الظاهرة تحكي نوعاً من الارتباط المعنويّ والاتّصال الروحيّ بين الأفراد، وأنّ جذورها إنّما تعود إلى حالةٍ من الصفاء في قلوبهم، وإلى إحساس طاهر تملّك بعضهم تجاه بعض. ولكون هذا سلوكاً طبيعيّاً وفطريّاً لدى البشر، فقد جاءت تعاليم الباري سبحانه وتعالى مؤيّدةً له وحاثّةً عليه. 

 

مجالس العزاء في الإسلام: 

بالعودة إلى الكتب والمصادر المعتبرة نجد أنّ خاتم الأنبياء والرسل صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ}، هو أيضاً، بكى على موت كثيرين، بينهم: عمّه حمزة، وجعفر الطيّار، وولده إبراهيم، وعثمان بن مظعون2. 

 

بل إنّه  صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ سمّى العام الذي كانت فيه وفاة زوجته خديجة وعمّه أبي طالب بمكّة المكرّمة {عام الحزن}، أي: عام العزاء، وأمر بإقامة مجالس للعزاء3. 

 

وقد أقام المسلمون أيضاً مجالس عزاء لشهداء صدر الإسلام، وأنشدوا في رثائهم المراثي والأشعار، ولم يكتفِ الرسول الأكرم  صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ} بعدم نهيهم عن ذلك فحسب، بل إنّه صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ{، كان يُظهر تأييده لعملهم هذا. 

 

ثمّ بعد أن أسلم  صَلَّى ٱللّٰهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ}

...
محرر الموقع : 2020 - 09 - 15