يعيش ليفربول حالة سيئة من حيث النتائج، فوصيف بطولة الدوري الموسم الماضي غادر من دور المجموعات في دوري أبطال أوروبا، وباتت حظوظه بالتأهل إلى هذه البطولة في الموسم المقبل مهددة، حيث يحتل المركز العاشر.
 
وبدأ البعض يتحدث عن ضرورة إقالة برندن رودجرز، منهم من يتهموه بالوقوف وراء كل النتائج السيئة للفريق، ولكن هناك 5 أسباب تدفع ليفربول إلى التمسك به، رغم أن الإدارة الأمريكية الحالية أظهرت في موقفها من كيني دالجليش عدم استعدادها لمنح أي كان وقتاً أطول للبقاء.
 
1- الموسم الماضي كان استثناء 
على إدارة وجماهير ليفربول أن لا ينسوا بأن الموسم الماضي كان استثناء، فقدم لويس سواريز وسكرتل وستوريدج ورحيم، وجيرارد حتى ما قبل انزلاقته، وهندرسون أفضل موسم لهم بالقميص الأحمر في بطولة الدوري، وكان الأداء مفاجئاً للجميع، واحتلال المركز الثاني إنجاز كبير.
 
هذا الموسم لم يعد جيرارد هو نفس اللاعب، ولا سكرتل أو هندرسون، في حين أن ستوريدج أفسد كل الأفكار الهجومية بإصابته، لأن حال الفريق في البداية أثناء تواجده لم يكن بالسوء الحالي، وإن كانت قيمة سواريز الهجومية محفوظة.
 
ولو احتل ليفربول المركز الخامس أو السادس في الموسم الماضي، لما انتقد أحد عمل رودجرز هذا الموسم، ولكان الكلام عن اللاعبين الشباب والجودة الناقصة، وبالتالي فإن المنطق أن يتم التعامل مع الحالة العامة وليس الاستثناء.
 
2- صفقاته منطقية لكنها لا تعمل
خلال سوق الانتقالات الصيفية كان هناك إشادة بضربات ليفربول في السوق، فقد أحضر ديان لوفرين بعد موسم دفاعي مذهل، وآدم لالانا صاحب الأفكار التكتيكية المميزة، إضافة إلى إيمري تشان الذي يعد ضمن أفضل المواهب في المانيا، وماركوفيتش الذي وصفوه بأسرع من جرى بالكرة في الدوري البرتغالي خلال السنوات العشر الأخيرة، ومورينو الظهير الذي دفع ليفربول من أجله مالاً كثيراً.
 
وباستثناء صفقة بالوتيلي التي اختلف حولها المتابعون، كان هناك إجماع على جودة باقي الصفقات، لكنها لم تعمل وخذلت المدرب، منهم من يلعب خائفاً من أجواء البريميرليج كما كشف رودجرز، ومنهم من كانوا خيبة أمل كبيرة مثل ديان لوفرين، الذي لو عاد لمستواه لتحسنت النتائج كثيراً.
 
3- الفريق يخلق فرصاً لكنها تضيع في اتجاهين
أمام مانشستر يونايتد كانت أوضح صور ما يجري مع ليفربول، الفريق صنع 5 أهداف محققة لكنه أهدرها جميعها، في حين صنع مانشستر يونايتد 4 فرص سجل منها 3 أهداف!
 
ليفربول كان يحول الموسم الماضي 19.1% من تسديداته إلى أهداف، في حين أنه يحول 12.1% فقط هذا الموسم، في حين بات من الواضح غياب أهدافه التي كانت كثيرة وحاسمة من كرات ثابتة، مما يوضح أن الفريق الذي ما زال يخلق تقريباً نفس العدد من الفرص تراجع على مستوى تسجيلها، رغم أن منها لا يحتاج لجودة عالية فهي غاية في السهولة.
 
وفي حال نجح ليفربول أن يسجل، فإن الدفاع يخذله بأخطاء فردية ساذجة لا تتعلق في العادة بالمدرب نفسه، وإن كان يلام رودجرز بتأخره بعلاج بعض مشاكل الفريق، مثل مستوى مينوليه ومكان لعب جيرارد إضافة إلى إبقاء مرتكبيه الهفوات المتكررة مثل مورينو ولوفرين لفترة أطول من اللازم.
 
4- ليس هناك مدرب جاهز الآن لتولي المهمة
من الأفضل لليفربول لو وصل لقناعة بأن رودجرز غير صالح لقيادة الفريق لتحقيق أهدافه، أن يلجأ لجلب مدرب قادر على البقاء معهم لفترة طويلة، مدرب يملك فلسفة وقوة شخصية وتاريخ مشرف.
 
الأسماء المرشحة؛ روبرتو مارتينيز مدرب إيفرتون ويورجن كلوب مدرب بروسيا دورتموند ورافا بنيتيز مدرب نابولي ودييجو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد، كلهم مرتبطون بفرقهم ولن يقبلوا أن يغادروها في هذه الفترة، مما يعني أن بقاء رودجرز أفضل من المغامرة مع مدرب قليل الخبرة أو قليل الهالة الإعلامية التي تفيد في خلق تغيير.
 
5- المركز الرابع ليس بعيد
ليفربول يبتعد عن المركز الرابع بسبع نقاط، وهذا الهدف هو المنطقي في النهاية للريدز بغض النظر عما حصل في دوري الأبطال أو عما تحقق الموسم الماضي، ومن المفترض أن توصل برندن بعد 15 جولة إلى عيوب الفريق، وعليه أن يبدأ بقرارات تعالجها ولو كانت مؤلمة بإجلاس بعض الأسماء على كرسي الاحتياط.
 
مواجهة ارسنال ستكون أول مؤشر لليفربول في حال كان يستطيع العودة، فالاستفادة من ضغط المباريات على الجميع في ديسمبر الذي كان نقطة تحول مهمة لهم في الموسم الماضي، والاقتراب من المركز الرابع قد يكون الأكسجين الذي يعيد لهم الذاكرة لما قدموه الموسم الماضي، ويعيد الروح إلى اللاعبين الذين يبدون أقرب للدمى هذه الأيام منهم إلى البشر، حيث يتحركون من باب الواجب فقط.