مـن قـلب كـربلاء ...مشاهدات أحد ابناء الجالية العراقية
    

السلام عليكم

قال رسول الله محمد  (صلى الله عليه واله وسلم ): حسين مني وانا من حسين  .

اربعين الامام الحسين (ع) مناسبة يشهدها الملايين من المسلمين من بقاع العالم المختلفه سيما  مسلمي العراق ومحبي ال البيت في العالم حيث ياتون الى مدينة كربلاء التي تظم مرقد الامام الحسين (ع) واخيه ابا الفضل العباس (ع). تمثل زيارة الاربعين لهؤلاء المحبين  او العاشقين تجديد البيعة  والوقوف مع امام الحق  حيث قال عندما خرج الى كربلاء  : اني لم اخرج اشرا ولابطرا ولا ظالما ولا  مفسدا وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي , اريد ان اأمر بالمعروف وانهى عن المنكر .

وقف امامنا الشهيد ليقول باعلى صوته هيهات منا الذلة وهي الكلمات التي هزت عروش كثيرة كان اولها عرش الطاغية يزيد بن معاوية .. ومن هنا جاء قول نبينا صلى الله عليه واله  حسين مني وانا من حسين  حيث سلك الحسين طريق جده واعاد معالم الدين بعد ان كادت تطمس  بحكم  يزيد المشهور بشرب الخمر وقتل النفس المؤمنة واتباع الهوى وزنا المحارم وغير ..

فكان خروج الحسين هو صرخة الحق المدوية في وادي الجاهلية الاموية .. وانتصر الدم الثائر على السيف الخسيس الباطل ولذلك اصبح هذا اليوم (يوم كربلاء ) مرعب للطغاة على مر العصور واصبح قبر الحسين عليه السلام اكثر رعبا للطغاة  لان هذه القضية هي نار في قلوب المؤمنين  لاتبرد ابدا .. واصرّ الامويين واتباعهم والعباسيين واشياعهم على محاولات طمس  ثورة الحسين بل وحتى قبره عليه السلام ..مرة بتزوير التاريخ واخرى بمحاولة ازالة القبر الشريف من الوجود .. لانه يذكر الناس ببطل اعطى كل ما لديه لله تعالى  في سبيل الدين والعقيدة بل وضحى باسرته  ورضيعه  ليقول لربه تعالى يارب خذ حتى ترضى ..

وكان ما اراد الله تعالى فاصبح الحسين خالدا وهذا قبره يناطح السحاب علوا  ليقول للاعداء اين يزيد وقبره واين معاوية وقبره واين واين ؟؟؟  كذب الموت فالحسين مخلد  كلما مر زمان ذكره يتجدد ..  ولازال الطغاة في عصرنا الحاضر لم يستوعبوا الدرس وحربهم قائمة على الحسين ومحبيه  بل على محبي ال البيت عامة  ففي العراق  حاليا يتوجه الملايين لزيارة كربلاء منارة الصمود امام الطغاة في كل العالم ويسير هؤلاء على الاقدام مشيا من مناطق شتى من العراق وخارجه وهم يهتفون  ( ابد والله ما ننسى حسينا ) وكيف ينسى الثائر قائده ومعلمه وملهمه ..

وملء اسماعهم  قول نبيهم  .. حسين مني وانا من حسين .. احب الله من احب حسينا ..

اكتب كلماتي هذه من كربلاء الثورة .. كربلاء الحسين  واردد ياليتني كنت معكم سيدي يا ابا عبد الله فافوز معكم .. لقد رايت الملايين من محبي بطل كربلاء وشهيد الطف ومن بلدان مختلفة ومن  اوساط مختلفة والسن مختلفة  فيهم الفقير والغني والمتعلم والامي والكهل والشاب والطفل والعربي والاجنبي والسالم والمعوق والمريض  ونساء بكامل العفة والحجاب  وكلهم ينادي السلام عليك يا ابا عبد الله الحسين وعلى اخيك ابا الفضل العباس  ..

في الختام  اقول في كل عام يزداد زوار الحسين ويصل العدد الى الملايين وبخاصة هذه السنه قارب العدد بل تجاوز 18مليون زائر وهو العدد الاعلى بتاريخ كربلاء والعراق  والعالم.

وعلى عادتها قنوات الطغاة الفضائية والاعلام الطائفي منه العربي والاجنبي  حاول الطمس والتزوير وذلك بعدم عرض لقطة او صورة واحدة من جموع الزوار المليونيه  لانها فعلا مرعبة للطغاة وادواتهم الخسيسة فحينما يشاهد اي انسان في العالم  الملايين الزاحفة على الاقدام نحو الحسين  من بقاع العالم من نساء واطفال وشيوخ وشباب ومعوقين وغيرهم .. سوف يذهل ويجره السؤال ؟؟ من هؤلاء ؟؟ ولمن  يتوجهون ولماذا ؟؟ وهل كل هؤلاء على باطل ؟؟ ولماذا يبكون ؟؟ وسيبحث عن اجوبة لما يجول بباله ؟؟ وليس صعبا البحث عن جواب صحيح من مصادره الحقيقية ؟؟ وهذا ما لايريده الطغاة واذيالهم ؟؟ والان هل علمت لماذا يتم التعتيم والتزوير ؟ وهدم القبور ؟ وقتل الزوار ؟  

هذه بعض المشاهدات لزوار كربلاء في يوم اربعين الامام الحسين عليه السلام لهذا العام 20013ميلادي  تتظمن  لقطات للمواكب والتشابيه والخدمات الطبيه والانسانيه وموائد الطعام وحتى خدمة تنظيف احذية الزوار وصبغها وتوزيع مياه الشرب والشاي وغيرها الكثير وكل هذه الخدمه في سبيل الله لان الزائرالمؤمن  قدم الى كربلاء حبا لاهل البيت (ع) ومنهم الحسين الشهيد واستلهاما للعبر ودروس التضحيه الاباء وتضمنت المشاهدات معرضا للرسم جسدت فيه صورا لمعتقلات النظام البعثي الكافر وطرق التعذيب للمؤمنين . ومما يدل على حضور الوعي بشكل واضح ان البعض من الاخوة قد وضع استمارة كبيرة معلقه مكتوب عليها اولا ان لا اقبل لنفسي اي لون من الوان الرشوة . ثانيا ان اواضب على تلاوة عشرة ايات من القران الكريم يوميا . ثالثا ان لا اضع النفايات الا في مكانها المخصص مادمت حيا . وبعد قراءة هذه الوصايا تتعهد بالالتزام بواحدة منها او كلها وذلك عن طريق التوقيع او البصمة بالابهام بورقة كبيرة قد وضعت على طاولة وفعلا ياتي الكثير من الناس من الرجال والنساء ويوقع ويضع البصمة بالالتزام والتعهد بما قرأ . والمشاهدات لاتعد لكثرتها واوجه الدعوة لكل انسان مسلم او غير مسلم بزيارة هذه المدينة ولو مرة بحياته ووالله لن ينساها ابدا ..

 

من كربلاء المقدسه رعد ابو برير 

 

محرر الموقع : 2013 - 01 - 08