انقرة : عشرات الالاف من المتظاهرين يتهمون اردوغان بمحاولة اشعال حرب طائفية فى تركيا والمنطقة
    

 

للمرة الثانية خلال 72 ساعة ، ينطلق الاتراك في تظاهرة حاشدة ، تندد بسياسة رئيس الحكومة رجب طيب اردوغان تجاه سوريا ، وتصعيد لهجة خطابه ضد سوريا، و الذي ينذر بحرب مفاجئة قد تندلع بين البلدين على خلفية سقوط قذيفة مورترز من الجانب السوري باتجاه الاراضي التركية وادت الى سقوط 5 اشخاص الاربعاء الماضي .
واحتشد عشرات الاف الاتراك الأحد في ميدان صقاريا بالعاصمة انقرة في تظاهرة تحت عنون " لا للحرب ضد سوريا" اليوم الاحد وذلك فى اكبر رد فعل شعبى ضد قرار البرلمان التركي بمنح حكومة اردوغان صلاحية ارسال الجيش الى سوريا ودول اخرى ، وجاءت هذه التظاهرة بعد التظاهرة التي شهدتها انقرة امام البرلمان التركي الخميس تندد بمنح البرلمان ضوءا اخضر لحكومة اردوغان لتنفيذ عمليات في عمق الاراضي السورية .
واكد المحتجون في " ميدان صقاريا "  انهم سيوقفون اردوغان واتهموه بمحاولة اشعال حرب طائفية فى تركيا والمنطقة.
وردد المعتصمون شعارات مناهضة للحكومة التركية والحرب على سوريا، وذلك وسط تدابير أمنية مشددة تحسبا لوقوع أعمال شغب وفوضى.
فى سياق متصل، ألقت قوات الشرطة في ميدان "كادي كوي" باسطنبول القبض على أعضاء السلسلة البشرية المناهضة للحرب الذين رفعوا شعارات مناهضة للسياسة الأميركية ضد المسلمين بكافة أنحاء العالم وضد سياسة الحكومة التركية التي قالوا إنها تقدم دعمها للمخططات الإمبريالية.
وكان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد وجه تحذيرًا جديدًا للنظام السوري يوم الجمعة من مغبة تكرار قصف الأراضي التركية، وهو القصف الذي نتج عنه يوم الأربعاء مقتل خمسة مدنيين أتراك، وردَّت عليه أنقرة بقصف مواقع عسكرية حدودية سورية.
وشدد رئيس الوزراء التركي على أنه في حال تكرر هذا الأمر فإن دمشق ستدفع "ثمنا باهظا".
يذكر ان صحيفة "ديلي حريت" التركية ، اقرت تقارير خاصة اعدتها مراكز دراسات مهتمة بالشان التركي عن تداعيات التورط التركي في الازمة السورية ، وقالت في عددها الصادر امس الاول السبت " إن الاضطرابات الإقليمية التي حدثت مؤخرًا بين القوات النظامية السورية والحكومة التركية على ضوء المناوشات العسكرية الحادثة على الحدود بين الجارتين تسببت في أزمة جديدة داخل الأراضي التركية بين الشعب والنظام".
وأوضحت الصحيفة " أن تركيا تشهد انشقاقات داخلية بين الشعب والحكومة، حيث قامت مجموعة من طوائف الشعب التركي بمسيرة حاشدة أمام البرلمان في العاصمة التركية "أنقرة" الخميس احتجاجًا على الحرب على أعقاب قرار المشرعين بإصدار مشروع قانون يجيز للجيش التركي مواصلة شن المزيد من الغارات ضد القوات السورية على الحدود ".
وأضافت الصحيفة " أن التوترات تفاقمت بين المتظاهرين والشرطة بعد أن استخدمت قوات مكافحة الشغب رذاذ الفلفل والغاز المسيل للدموع في محاولة لتفريق الحشود الغاضبة من دخول بلادهم في حرب استنزاف مع الجارة سوريا".
وتابعت الصحيفة في تقريرها " إن المظاهرات المناهضة للحرب ما زالت مندلعة في العاصمة رغم مقتل خمسة مدنيين من الشعب التركي جراء عمليات القصف بين الجانبين، مؤكدين أن الحرب ستسفر عن المزيد من الضحايا ".
وجاء هذا التقرير ليؤكد تعرض نسيج المجتمع التركي الى انقسامات ، خاصة وان العلويين وتعدادهم يصل الى اكثر من 20 مليونا ، يرون في التورط التركي في مشروع الاطاحة بنظام الاسد ، مشروعا طائفيا ضد العلويين في سوريا وبالتالي هو خطوة متقدمة للتحول الى مناهضة العلويين داخل تركيا مستقبلا ، كما ان حزب الشعب المعارض يقود حملة ضد تورط حكومة رجب طيب اروغان في الازمة السورية ، الى جانب ليبراليين وعلمانيين رافضين لهذا التورط الخطير الذي يهدد حاضر ومستقبل تركيا على حد قولهم .
يذكر ان المتظاهرين المحتجين امام " البرلمان التركي " في انقرة ، يهتفون: “لا نريد الحرب” و“أبناء الشعب السوري أشقاؤنا” أمام مبنى البرلمان بالعاصمة أنقرة.
كما تحدث حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض، الذي يمثل التيار العلماني، الخميس، بنبرة مناوئة للضربة الجوية التي استهدفت القوات السورية.
وطالب " كمال قليتشدار أوغلو " رئيس حزب الشعب الجمهوري، الحكومة التركية بأن تتبع سياسة عقلانية بخصوص الملف السوري ، وعقدت الكتلة البرلمانية للحزب المعارض ، إجتماعاً مغلقا لتقييم آخر التطورات الجارية في أعقاب الرد العسكري التركي ، وقال " كمال قليتشدار أوغلو "  “إن تركيا دولة قوية، لذا عليها إتباع سياسات عقلانية”.


 

محرر الموقع : 2012 - 10 - 07