باتت العواصف الرملية والترابية في العالم ومنها العراق مشكلة لا تحظى بالاهتمام الكافي رغم أنها أكثر انتشارا في بعض مناطق الأرض فيما حذرت وزارة البيئة العراقية من ثلاثة أنواع من التحديات التي يواجهها العراق.
تقرير جديد عن الأمم المتحدة، يشير إلى معاهدة الأمم المتحدة بشأن مكافحة التصحر (UNCCD)، المنشور على الموقع الرسمي للمنظمة، إلى أنه وفقا لتقييمات الخبراء يضاف حوالي 2 مليار طن من الرمال والغبار إلى الغلاف الجوي كل عام، وهو ما يعادل تقريبا وزن 350 هرما بحجم هرم خوفو في مصر.
العواصف الرملية والترابية ظاهرة موسمية
ومع أن العواصف الرملية والترابية هي ظاهرة إقليمية وموسمية، إلا أن آثارها تتفاقم بسبب سوء استخدام الأراضي والمياه، فضلا عن حالات الجفاف وتغير المناخ. وعمليا 25 بالمئة من هذه العواصف في العالم مرتبطة بطريقة أو بأخرى بالنشاط البشري.
ويقول فراس زيادات رئيس معاهدة الأمم المتحدة لمكافحة التصحر: “أصبحت العواصف الرملية والترابية أكثر تواترا وشدة، ما يسبب آثارا كبيرة عابرة للحدود ويؤثر في جوانب مختلفة من البيئة والمناخ والصحة والزراعة وسبل العيش والرفاه الاجتماعي والاقتصادي للناس. وحيثما تنشأ تلحق الضرر بالمحاصيل الزراعية وتصيب الماشية وتدمر التربة السطحية في مناطق ترسبها، ويمكن للغبار الجوي، خاصة عندما يقترن بالتلوث الصناعي المحلي، أن يسبب أو يؤدي إلى تفاقم مشكلات صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي”.
التصحر يقضي على الأراضي الزراعية
وتشير تقديرات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر إلى أن العالم يفقد سنويا حوالي مليون كيلومتر مربع من الأراضي الزراعية والمنتجة بسبب التصحر. وخلال أعوام 2015 – 2019، انخفضت مساحة الأراضي الصالحة للزراعة بمقدار 4.2 مليون كيلومتر مربع، وهو ما يعادل إجمالي أراضي دول آسيا الوسطى: كازاخستان، وقيرغيزستان، وطاجيكستان، وتركمانستان، وأوزبكستان.
ولمكافحة العواصف الترابية، وفقا للخبراء من الضروري استعادة الغطاء النباتي وتحسين إدارة الأراضي والمياه في المناطق المعرضة للعواصف الرملية.
تحديات التلوث البيئي في العراق
من جهتها وفي إطار ذي صلة وزارة البيئة العراقية دعت اليوم الأثنين (20تشرين الثاني 2023) إلى اعتماد التقنيات الحديثة والطاقات المتجددة والنظيفة بدلا عن الوقود الأحفوري فيما وضع ثلاثة تحديات على العراق تجاوزها في مجال التلوث البيئي.
وقال مدير قسم مراقبة وتقييم الأنشطة الصناعية والخدمية في مديرية البيئة الحضرية بالوزارة، جليل حسين سلمان، في تصريح له : إن “العراق يواجه العديد من المشاكل البيئية التي تمثل تحدياً خلال المرحلة الراهنة”، مؤكداً “أهمية اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهتها والحد من تأثيراتها ومنها تلوث المصادر المائية مع قلة الإطلاقات والجفاف وشح الأمطار وازدياد الطلب على استخدامات المياه، فضلاً عن تراكم المخلفات الخطرة الناجمة عن أنشطة القطاع النفطي وبطء إجراءات المعالجة اللازمة للتخلص من خطورتها”.
وأضاف سلمان، أن “تلوث الهواء أيضاً يضاف إلى المشاكل البيئية الحالية نتيجة مصادر التلوث المختلفة وما يسببه ذلك من ازدياد أمراض الجهاز التنفسي والأمراض السرطانية”، مشيراً إلى أن “مجابهة التغيرات المناخية تتطلب التوجه إلى اعتماد التقنيات الحديثة والطاقات المتجددة والنظيفة بديلاً عن الوقود الأحفوري لخفض الانبعاثات للتوافق مع التوجهات العالمية في هذا المجال”.