لجنة الإعلام/مؤسسة الكوثر الثقافية/لاهاي/هولندا : أحيت لجنة الاحتفالات والمناسبات الدينية وبالاشتراك مع لجنة المرأة في المؤسسة ، مجلسا عزائيا ولائيا لذكرى شهادة الامام الحسن المجتبى عليه السلام وبحضور أبناء الجالية في هولندا ،وضمن الضوابط والاجراءات الوقائية الصحيــة .
استهل السيد نديم الموسوي ، مجلس العزاء ، بتقديم التعازي والمواساة ، لإمير المؤمنين عليه السلام بهذه الذكرى الاليمة ، داعيا الحاج مصطفى المالكي لتلاوة آيات من القرآن الكريم ، ثم قرئت زيارة الامام عليه السلام من قبل الحاج يوسف الزبيدي .
محاضرة بالمناسبة لفضيلة الدكتور محمد جواد الطريحي : -
ارتقى المنبر الحسيني فضيلة الدكتور محمد جواد الطريحي ، مسلطا الضوء في محاضرته على إمامة أهل البيت (ع) ونظرية المواجهة ، وكانت على ثلاث محاور أساسية ، الاول ، إمامة اهل البيت عليهم السلام ، والثاني ، نظريه المواجهة والمحور الثالث ، الحديث عن صلح الامام الحسن .
وفي المحــور الاول تطرق فضيلة الدكتور الطريحي حول تعريف الإمامة عند الإمامية وعند الفرق الإسلامية الأخرى ، مؤكدا إنه ولا يتم الايمان بالإمامة الا بالاعتقاد بها شخصيا فلا يجوز تقليد الاباء والاهل مهما عظمت مكانتهم حيث أن افراغ ذمه المكلف من التكاليف الشرعية المفروضة عليه ،حيث يتوقّف على الاعتقاد الحقيقي بالإمام ولا يجوز فيها التقليد والسبب لأن الإمامة هي اصلٌ من اصول الدين في المذهب ولا يصح أن يكون الاصل فرعا. هذا ما نعتقده في طريقتنا بمذهب أهل البيت (ع) .
و أما في المحور الثاني حول نظريه المواجهة ، مبينا ان المواجهة هي فعل وفي الوقت نفسه تشير الى وضع وجه لوجه اخر. وتحدث عادة بين رجلين او مجموعتين او طائفتين او اتجاهين، موضحا ذلك عندما تبدا في البداية تبدا بالمناقشة مثلا ويتظاهر للدفاع عن موقفه و بيان ما يتمناه من افكار وعرضها على الاخر وتتواصل بلهجه مقبولة ثم يبدا الكلام ويتطور الى مشاكسه ومخالفه عنيفة ويصل الى حد الاعتداء والاقتتال .
واستعرض فضيلته ،بعض الشواهد على المواجهة لإثارة الفتنة أنه بعد أن انتهى مؤتمر السقيفة مباشرة والإمام مشغول بإعداد النبي وهو مسجّى لغرض تجهيزه ودفنه وبينما كان كذلك وإذا بصارخ بباب الدار وصاحب الصوت وهو أبو سفيان يصرخ أيتولى هذا الأمر ضئيل تيم، أن الأذلاّن علي والعباس، فخرج الإمام علي فإذا به أبو سفيان فقال له ما لذي تريده. فقال أيتولّى هذا الأمر فلان وأنت جالس. أتريد أن أملئ المدينة لك خيلا. أبا الحسن ابسط يدك حتى أبايعك. فالتفت له الإمام وزجره قائلاً (أبا سفيان، أجاهلية بعد إسلام إنك والله ما أردت بهذا إلا الفتنة وإنك والله طالما بغيت بالإسلام شر اً ، ثم قال له الإمام (أخرج لا حاجة لنا بخيلك).
وفي المحور الاخير عن الحديث عن صلح الامام الحسن عليه السلام ، بدأت كذلك المواجهة من بعد وفاة الإمام علي عليه السلام مع الإمام الحسن عليه السلام حيث كادوا للإمام بعد أن تولّى الخلافة الشرعية بالبيعة التي تمّت له في الكوفة وفي أقطار أخرى كالمدينة وغيرها من بلاد المسلمين وأصبح معاوية ابن أبي سفيان يتحين الفرص بعد معارضته لمبايعة الإمام الحسن عليه السلام ووقع المحذور وحتى انتهى الأمر بالصلح.
وكانت نتائج الصلح، أولاً: كسر الطوق المعنوي الذي حاول معاوية أن يوهم به عامة المسلمين من الحاجة المستمرة لطلب الصلح واغترار الناس به، وقد أبان الإمام الحسن عليه السلام ابتداءا اعتذاره عن ذلك بأنّ معاوية لا يفي بشرط ولا هو بمأمون على الدين ولا على الأمّة.
ثانياً: لو حاول الإمام الحسن عليه السلام الإصرار على موقفه من قتال معاوية لكانت في ذلك مغامرة مواجهة قوّة لا قبل لها، ولانكشف الأمر عن التضحية بنفسه وكافة الهاشميين وأوليائهم ولعذله العاذلون وقالوا فيه.
ثالثا: اتضح الأمر – بعد ذلك – بفضيحة معاوية الذي لم يلتزم ببنود الصلح قيد أنملة ثم انكشف بعد ذلك الغطاء في دور أبيّ الضيم الإمام الحسين عليه السلام وما قدّمه من تضحيات تقف متمّمة لدرو الإمام الحسن عليه السلام في مواجهة الظالمين ورد موجة الانحراف في الامّة.
رابعاً: امتثل الإمام الحسن عليه السلام ما ورد في سيرة المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم أسوة به، حيث استرشد بالرسالة وامتحن بهذه الخطة، وقد أخذها في إقدامه وإحجامه من صلح الحديبية.
خامساً: كان الصلح نموذجاً فريداً صاغ به أئمة أهل البيت عليهم السلام سياستهم الحكيمة، حيث غرس الإمام الحسن عليه السلام في طريق معاوية كميناً من نفسه يثور عليه من حيث لا يشعر فيرديه، وتسنّى له به أن يلغم قصر الأموية ببارود الأموية نفسها.
قصــائــد الـرثـــاء واختتام المجلس :-
وبهذه الذكرى ،شارك خادم اهل البيت (ع) الرادود مصطفى الكاظمي، بقصائد رثائية حسنية ، وفي ختام العزاء قرآ دعاء الفرج ، والدعاء بالشفاء لكافة المرضى والجرحى في القوات الامنية ،ثم وزع الطعام تبركا بصاحب الذكرى .
لمشاهدة جميع الصور
