أوروبا تضيق بالعراقيين.. عائلة تلجأ إلى ألمانيا بعد رفضها في السويد
    

 

 

 

“قرار ترحيلي من السويد اضطرني للبحث عن مكان آخر ألجأ إليه” هذا ما قاله سركان جميل البالغ من العمر 45 عاماً وهو يروي قصة لجوئه المتعبة.

هاجر سركان وعائلته من العراق إلى السويد العام 2015 وكان عمر ابنته حينئذ 7 سنوات وابنه 6 سنوات. وقدمت العائلة طلب لجوء واستقرت في البيوت الخاصة بطالبي اللجوء التابعة لمصلحة الهجرة في Finspång بنورشوبينغ، غير أن طلب اللجوء رُفض في العام 2017، وتلاه رفضان آخران لطلب اللجوء عام 2018 و 2019 ولم تتخذ الهجرة قراراً بالترحيل حينها لعدم موافقة العراق في ذلك الحين على استقبال المرحلين.

Foto: Marcus Ericsson / TT

يقول سركان “عملت حوالي السنة والنصف ومن بعدها منعتني الهجرة من العمل. ورزقت بطفل في السويد العام 2019 وتم نقلنا في 2021 من قبل مصلحة الهجرة إلى منطقة أخرى قرب كيرونا واستمر أولادي في الذهاب إلى المدرسة وحاولت وزوجتي وأولادي التأقلم والاندماج بالمجتمع السويدي والرضا بما تقدمه الهجرة من دعم مادي رغم قلته طمعاً في البقاء في السويد وعدم العودة للعراق”.

ترحيل بعد 9 سنوات من الإقامة

بعد مرور أربع سنوات من قرار الرفض الأخير، عادت مصلحة الهجرة لتفتح قضيته في مايو 2023، وأصدرت قراراً خلال 17 يوماً مفاده رفض طلب لجوئه واتخاذ قرار بترحيله وعائلته إلى العراق إما طوعاً أو قسراً في حالة الرفض.

Foto: Björn Larsson

يقول سركان “حصلت على قرار الرفض الأخير من المحكمة العليا في نوفمبر 2023 واستفسرت من محام عن مدى إمكانية كسر بصمة اللجوء في دولة أخرى وكانت إجابته بأنه يمكن أن تكسر البصمة بعد ستة أشهر”.

ويتابع “قررت وعائلتي اللجوء إلى ألمانيا أملاً في قبول لجوئنا، سافرنا من مدينتنا هيرنوساند عبر القطار إلى لينشوبينغ ثم هامبورغ ولم يعترضنا أي تفتيش. وعند وصولنا هامبورغ تقدمنا بطلب اللجوء على الفور وقمنا بتسليم أنفسنا إلى دائرة الهجرة فلا مكان آخر نذهب إليه وبدأت إجراءات تقديم اللجوء من جديد”.

وعن الخيارات الموجودة أمام العائلة الآن، يقول سركان “من الصعب أن نحصل على الإقامة في ألمانيا، لكننا قمنا بمحاولة. في حال رفضت السويد استقبالنا عد طلب السلطات الألمانية ذلك فسنبقى في ألمانيا، أما في حال طالبت بنا السويد فسوف نضطر للجوء إلى إحدى الكنائس لعلها تضغط على الحكومة الألمانية إنسانياً”.

ويتابع “في حال حصلنا على رفض وترحيل من ألمانيا أيضاً فسأذهب بعائلتي إلى فرنسا ونركب البحر متجهين إلى بريطانيا، الأمر ليس سهلاً لكنه أفضل بالنسبة لي من العودة للعراق وتعريض حياتي وعائلتي للخطر هناك خصوصاً أن خروجي من العراق كان نتيجة تهديدي بالقتل من قبل بعض المجموعات”.

ويضيف سركان “يطالبني ابني الصغير بالعودة إلى السويد خصوصاً أنه ولد فيها وله هناك أصدقاء. أطفالي يتكلمون السويدية ويشعرون أن المجتمع السويدي مجتمعهم ويحسون بالانتماء للسويد لكن للأسف لا يستطيعون البقاء فيها”.

وكانت مصلحة الهجرة السويدية أعلنت عن ترحيل 486 عراقياً منذ مطلع يناير من العام 2023 حتى اليوم . في حين يوجد بالمجمل 1170 ملف عودة مفتوحاً لعراقيين، بينها 520 ملفاً قابلاً للتنفيذ حالياً و650 ملفاً غير قابل للتنفيذ حالياً لعدة أسباب مثل وجود تصريح إقامة مازال ساري المفعول أو فتح ملف جديد أو تأجيل في القضية.

وعما إن كان هناك اتفاق بين السلطات السويدية ونظيرتها العراقية لاستقبال العراقيين المرحلين قسراً، قالت مصلحة الهجرة “لا نستطيع أن نقول أي شيء محدد عن ذلك، لكن هناك عدداً من الأشخاص لديهم قرار قانوني ملزم بالترحيل. والنقطة الأساس هنا أن الأشخاص الذين حصلوا على قرار بالترحيل يجب عليهم اتباع ذلك ومغادرة السويد وفقاً للقرار”.

الكومبس

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 01 - 19