مؤرّخة بريطانيّة: على الأوروبيّين التّعاطف مع ضحايا الإرهاب
    

قالت المؤرّخة الدّينيّة البريطانيّة، "كارين أرمسترونغ"، في محاضرةٍ لها خلال افتتاح مهرجان الكتاب في لاهاي، إنّه ينبغي لأوروبا أن تستجيب بالحداد أيضاً على الضَّحايا الَّذين يسقطون في الدّول الإسلاميَّة.. وتابعت بأنَّ النّبيّ محمّداً(ص) مقدّس بالنّسبة إلى المسلمين، وكذلك هي حرّيّة التّعبير مقدّسة بالنّسبة إلينا، بمعنى أنَّها أساسيّة، وغير مطروحة للتّفاوض.

وأشارت "أرمسترونغ" إلى أنَّ الكثيرين في الغرب يعتقدون أنَّ الدّين يؤدّي غالباً إلى العنف وإراقة الدّماء، وهذا غير صحيح، ففي صميم كلّ ديانات العالم، توجد الرّحمة.

وتُبدي الكاتبة قناعتها بأنّ القول إنّ هناك شيئاً متأصّلاً في الإسلام يدفع الناس إلى العنف، ليس صائباً، إذ أوضحت قائلةً: "في التاريخ، لا يوجد أيّ برهان على أنَّ المسلمين كانوا أكثر عنفاً من غيرهم من أتباع الدّيانات الأخرى، أو الإيديولوجيّات العلمانيّة الفاشيّة وغيرها".

ولفتت الكاتبة البريطانيّة إلى أنَّ ما يسمّى الإرهاب الإسلاميّ، دوافعه سياسيّة دائماً، فمعظم حامليه لا يعرفون سوى القليل جدّاً عن الإسلام.. وأضافت في سياقٍ آخر: "نحن الأوروبيّين، نريد من العالم كلّه أن يقبل أنَّ حقوق الإنسان عالميَّة، لكن ما مدى الجدّية الّتي طبّقنا بها هذه الحقوق في بقيّة العالم؟ إنَّ أعظم المدافعين عن التّنوير، والَّذين يعتبرون أنّ جميع النّاس يولدون متساوين، لم يكن لديهم أيّ مشكلة باقتناء العبيد.. حقوق الإنسان لم تطبّق في العالم الجديد(أميركا). سكان أميركا الأصليون(الهنود الحمر) أبيدوا...".

وأضافت: "وبهذه العقليّة تعاملنا مع الدّول الواقعة تحت الاستعمار. لو كنّا تصرّفنا بشكل مختلف في المستعمرات، لما واجهنا الكثير من المشاكل اليوم.. وحتى الآن، ما زالت بريطانيا تدعم حكومات تحرم مواطنيها من أبسط الحريّات الأساسيّة".

وختمت: "علينا أن نعترف بأنَّ جميع البشر متساوون، وأنَّ معاناة شخصٍ في الغرب متساوية مع معاناة مواطنٍ في بلد مسلم".

يذكر أنّ "كارين أرمسترونغ" مؤرّخة دينيّة بريطانيّة لها العديد من المؤلّفات الدينيّة، الّتي تعدّ من بين الكتب الأكثر مبيعاً في العالم، ومن ضمنها، كتاب عن سيرة النّبيّ محمَّد(ص).

محرر الموقع : 2015 - 01 - 28