الكثير من الجنود والضباط الامريكان يتمنون ان يستقر العراق امنيا ليأتوا مع عوائلهم من نساء واطفال لزيارة العراق؟! بل ان قسم منهم قد زار العراق للسياحه وكشخص مدني رغم تحذيرات الحكومة الامريكيه لمواطنيها بعدم السفر للعراق فرادى , واحدهم يكتب في النت انطباعاته عن الزياره بصدق واخلاص تستطيعون الاطلاع عليها.
اقرأوا التأريخ لتروا ماذا حصل للامريكان في فيتنام ؟! بعيدا عن الخسارة العسكريه ؟! اغتصب او تزوج او عاشر الجنود الامريكان الفيتناميات ؟! فظهر جيل جديد من الفيتناميين الامريكان وعدده يقدر بـ 400 الف طفل كبروا واضطرت الحكومه الامريكيه من اعطائهم الجنسيه الامريكيه ؟! واغلبهم الآن في امريكا ونجحوا في اجبار الحكومة الامريكيه على اعادة العلاقات الدبلوماسيه بل الاقتصاديه بين البلدين ولصالح فيتنام.
انتبهوا الى نقطه تأريخيه مهمه ؟! ماذا كان يفعل الجنود عندما يحاصرون مدينه ما ؟! ولمدة ما ؟! من الايام والشهور وينتصرون عليها بتجويع سكانها في الازمنه الغابره ؟! كانوا يعاشرون نسائها بعد السقوط ؟! وما معنى ذلك ؟! انصهار للجيشين في بودقه واحده يظهر فيه جيل جديد ومن الاثنين ولكن الأم هي المدرسه وهي من يصقل الجيل الجديد لصالح الجيش المنهزم في الحصار. ما حدث في العراق هو نفس الشيئ وإن لم يكن زواج رجل بإمراة ؟! بل كان زواج أفكار وآراء العراقيين والامريكان كشعبين وليس كحكومات ؟! وحضارة وتأريخ العراقي هي الاصل وهي الأم ولا تعلوا عليها (تكنلوجيا الامريكي) ان صح التعبير.
هؤلاء الامريكان الذين دربناهم في العراق بل اغلبهم هو من درب نفسه على عاداتنا ونمط معيشتنا هم من سيشارك في مسيرة التغيير في امريكا على اللوبي الرأسمالي من مصاصي دماء الشعوب بحكمة الجبار؟! وما رياح التغيير في الخريف الامريكي والمظاهرات التي عمت مدينة نيويورك في الاونه الاخيره الا البدايه وسترون منهم ما يسركم جدا جدا ؟! حيث قامت السلطات الامريكيه باعتقال 700 شخص في يوم واحد ويمكن بان هذا العدد سيدخل في موسوعة غنيس للارقام القياسيه ؟! هؤلاء الامريكان وان لم يكن اغلبهم من الجنود الذين كانوا في العراق الا انهم سيكونون واسرع مما تتصورون ؟! وهؤلاء يحتجون على البنوك والثراء الفاحش لبعض الامريكان وانتم مفتحين باللبن وتدرون من يقصدون ؟! وعلى كولتنا وكما علمت الكثير من الامريكان حكم وامثال بلدهم الأم العراق : ناس مليانه وتتبطر وناس على الخبزه تتحسر, والشعوب دائما تنتصر مهما طال الزمان , وان غدا لناظره لقريب.
سئل هاري ترومن احد رؤساء الولايات المتحده الامريكيه الا تعتقد بانك منحاز تجاه اليهود وضد العرب ؟! فأجاب انا لا اعرف ولا حتى شخص واحد عربي ولكن اقابل اكثر من شخص يهودي كل يوم.
سنة 1996م على ما اذكر قصفت الولايات المتحدة الامريكيه العراق وبغداد بالخصوص بصواريخ كروس كنت يومها مازلت في امريكا واعمل في دائرة هندسيه وكنت اصل الى الدائرة للدوام عادة قبل مديري. دخل مديري الامريكي وهو يبكي ؟! هرعت اليه وسألته ؟! ماذا حدث هل ماتت امك ؟! هل مات ابوك ؟! هل تعرض احد ابناؤك الى حادث ؟! ما الخبر؟! فاجابني الم تسمع الاخبار فقلت له لا ؟! فقال لي لقد قصفوا العراق بالصواريخ ؟! فقلت له الم اشرح لك مئات المرات بان هدام مجرم وسفاح ودكتاتور ومجرم ويستاهل ؟! فقال لي: انا لا ابكي على هدام ؟! سابقا لم اكن اعرف اي عراقي ؟! واذا قصف العراق ام لا لم يكن الموضوع يهمني ابدا ؟! ولكنني منذ ان عرفتك كعراقي فانني كلما يقصف العراق فانني اخاف بان يخطئ احد صواريخنا الهدف ويسقط على بيت شخص عراقي مثلك ؟! وهذا ما يحزنني ويبكيني؟!.
واختم بالقصة المنقوله عن احد تلاميذ السيد الشهيد محمد باقر الصدر(قدس سره) وباختصار شديد.
جاء احد رجالات المخابرات الى بيت السيد في النجف وطلب مقابلته فاستقبله السيد برحابه وبشاشه وسعة صدر, وكان وقت غذاء ونصبت المائده فكان السيد يلاطفه بل يطعمه بيديه الشريفتين ؟! انحرج الرجل كثيرا وبدا يبكي ؟! فسأله السيد لماذا تبكي؟! فقال له سيدنا انا ضابط مخابرات في القصر الجمهوري وجئت لاقتلك بأمر منهم وانت تطعمني بيديك ؟! رجع هذا الرجل الى بغداد وتم اعدامه لفشله في مهمة قتل السيد محمد باقر الصدر(قدس سره).
فاذا كان السيد الشهيد قدوه لنا ؟! وتعاملنا مع الشعب الامريكي (اكرر الشعب الامريكي وليس الحكومة) من جنود وضباط ومدنيين وغيرهم بهكذا اخلاق فلن نحصل منهم والله الا على الخير ولن تكون النتيجه الا لصالحنا بل على الاقل فانهم سينصفوننا في تعاملهم معنا.
ان كنا واعين ومؤهلين للقيام بهذه المهمة فان الغلبه ان شاء الله ستكون حليفنا ؟! اما ان كنا نركض وراء منطق الجهله من القوم ؟! فسيبقى العراقي مسلم ارهابي ؟! وسيبقى الامريكي صليبي محتل ؟! وبهذا سنسهم في انجاح المخطط الصهيوني بادارة امريكيه في تنفيذ اجنداتها في المنطقه باستعمال سياسة فرق تسد وكما ذكرت.
اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت اللهم اشهد اني بلغت
المهـندس ســرمـد عـقـراوي
مقالاتي تعبرعن رأي الشخصي والديمقراطية في نظري هي ليست إنتخابات فحسب ؟! بل هي تبادل حر للأفكار والآراء لمنفعة الناس مع إحترام العرف العام وبدون الخوف من التجريح والتهديد والوعيد. انا لست صحفي ولا أريد بأن أنافس سيبويه في النحو ؟! ولا أريد بأن توضع مقالاتي في متحف اللغة العربية للبلاغه ؟! القصد هو ايصال الفكرة للقارئ الكريم بأبسط وسيله ممكنه. واختم بالقول: خير الكلام ما قل ودل ولا تنسوا مقولة الامام علي(ع) لا تنظر لمن قال ولكن انظر لما قال.