الاختلاف بين الانسان وبين الحيوان
    

يقولون ان الفرق بين الانسان والحيوان هو في كيفية التعامل فالانسان يستخدم عقله  والحيوان يستخدم اظافره واسنانه

وللاسف نحن العرب لا زلنا حيوانات نستخدم اظافرنا واسناننا في تعاملنا يا ترى متى نستخدم عقولنا  متى نصبح بشر هل نصل الى هذا المستوى  متى كيف

لا شك ان  كل انسان عاقل عندما يسمع ويشاهد ما يجري في   الدول التي تسودها القيم الانسانية وما يجرى في الدول التي تسودها القيم الحيوانية وكيفية  تعامل شعوب هذه الدول بعضها مع بعض وكيفية تحل مشاكلها وتواجه مصاعبها يصاب بالذهول والحيرة ويقول لماذا  نحن نتعامل  مع بعضنا البعض كتعامل الحيوانات مع بعضها البعض احدنا يريد افتراس الاخر اهانته احتقاره  اما سيدا او عبد والحقيقة جميعنا عبيد حتى الذي يدعي انه سيد ويكره الاخرين على الاقرار به على انه سيد بل انه اكثر عبودية واكثر حقارة وهذه الحقيقة هو يشعر بها وكذلك الذين يعترفون بسيادته لهذا كل تاريخ السادة  في تاريخنا هم عبيد العبيد الا قلة قليلة ارتفعت الى مستوى الانسان ودعت الى استخدام العقل وهؤلاء اما مذبوح او مسجون او مشرد او متهم بكل التهم

 كلنا شاهدنا الاستفتاء الذي جرى في اسكوتلندا التي قرر قسم من ابنائها الاستقلال عن بريطانيا العظمى  وكانت قبلها مقاطعة كيوبك الكندية قرر قسم من ابنائها الانفصال عن كندا والانضمام الى فرنسا

 وفعلا اجري الاستفتاء وكانت نسبة القبول والرفض قليلة جدا حيث تقبل الجميع بروح ثقافية انسانية  وحضارية راقية

فبعد  اعلان النتائج   التي جاءت لصالح الذين يدعون الى عدم انفصال اسكوتلندا من بريطانية 

فشعر الجميع بالراحة والسرور وكان اول هؤلاء زعيم المجموعة التي تدعوا الى استقلال اسكوتلندا عن  بريطانيا العظمة المملكة المتحدة فقبل بالنتائج بروح انسانية وقال اني اقبل حكم الشعب وقال بالنيابة عن الحكومة في اسكوتلندا فاني اقر و اقبل النتائج واتعهد بالعمل بشكل بناء مع الادارة البريطانية في لندن خلال المرحلة المقبلة

بل انه لم يبالي بالنتائج  سواء كانت لصالحه او لغير صالحه المهم لديه   ارادة الشعب الحرة المهم هو المشاركة الحرة في الاستفتاء لهذا فانه سعيد جدا للمشاركة الكبيرة في عملية الاستفتاء واعتبرها انتصارا للديمقراطية  بل بادر الى دعوة انصاره ومؤيديه للقبول بنتائج الاستفتاء والعمل فورا  على ازالة اي تصدعات اي خلافات احدثتها فترة التحضير للاستفتاء واعادة الثقة بكل الاطراف والعمل معا على تقوية الوطن والدولة باضلاعها الثلاث انجلترا  وويلز واسكوتلندا

 المدهش والذي يثير العجب لم نسمع شخص عدة اشخاص مجموعة غضبت   اتهمت الاخرين بالخيانة بالعمالة بالتزوير بالتضليل بالخداع بالرشوة باستغلال النفوذ الجدير  بالذكر ان زعيم التيار الذي يدعوا الى انفصال اسكوتلندا  ررئيس حكومة اسكوتلندا  كما لم نسمع  شخص عدة اشخاص مجمو عة هددت وتوعدت جهة اخرى بالويل والثبور والموت وانها انها رغم ما قلت ان  نسبة المصوتين ضد الانفصال لا تزيد الا قليلا عن المصوتين المؤيدين للانفصال

فالذين صوتوا  ضد انفصال اسكوتلندا عن المملكة المتحدة  حوالي 55 بالمائة في حين الذين صوتوا مع الانفصال كانت نسبتهم  حوالي 45 بالمائة

اما الاستفتاء الذي اجري منذ فترة حول انفصال مقاطعة كيوبك من كندا  وضمها الى فرنسا فكانت نسبة المصوتين ضد الانفصال 50 بالمائة واقل من نصف واحد بالعشرة في حين المصوتين مع الانفصال 49 بالمائة واكثر من نصف  واحد بالعشرة يعني الفرق اقل من واحد بالمائة ومع ذلك لم يحدث اي توتر اي نزاع اي خلاف بل الجميع احتفلت والجميع اقرت واعترفت بارادة الشعب والجميع احترمت ارادة الشعب

ليس الذي قال نعم خائن وعميل وليس الذي قال لا خائن وعميل بل الذين قالوا نعم والذين قالوا لا هم مخلصون ووطنيون المهم هو ما يقوله الشعب من خلال كلمة الاغلبية من خلال صوت الاغلبية لهذا تعتبر هذه الشعوب اعلان النتائج يوم عيد يحتفل به الجميع المؤيدين والمعارضين  انه يوم نقلة نوعية في المجتمع قفزة الى الاعلى

السؤال لماذا نحن نختلف  فنحن لا نعترف بارادة الشعب ولا بالقانون ولا بالنظام ولا بالدستور حتى لو  صنعنا دستور وقانون فكل مجموعة كل فرد ترى انها الافضل والاحسن وانها الدستور وانها القانون

فكل مجموعة حتى لوكانت بعدد اصابع اليد بل حتى لو كان واحد يرى نفسه الافضل والاحسن من الجميع وقوله قول الشعب كله وانه وحده ممثل الجميع اما غيره فاما خونة وعملاء  وفي بعض الاحيان يعترف بهم الا انهم اقل منه درجة ومنزلة 

نتعامل مع بعضنا البعض كتعامل العصابات كتعامل شيوخ العشائر لا نعترف بقانون ولا دستور ولا مؤسسات دستورية  بل تحل المشاكل التي تحدث وهي مشاكل خاصة تهم المصالح الخاصة لشيوخ هذه العشائر وزعماء العصابات على اساس المصالح الخاصة  اي اعراف العشائر واعراف العصابات  بعيدة كل البعد عن مصلحة الشعب وعن القانون والدستور والمؤسسات الدستورية

متى نرتفع الى مستوى الانسان متى

مهدي المولى

 

 

محرر الموقع : 2014 - 09 - 21