بين فكي نقابة الصحفيين العراقيين
    

حيدر محمد الوائلي

alwaelyhayder@gmail.com

 

قدمت طلباً للأنتساب لنقابة الصحفيين في فرعها الذي قاري سنة 2011 على ما اتذكر طمعاً بشمولي بقطعة أرض أسكن عليها حياً من قبل أن أموت فيعطوني مترين يدفنوني (غصباً عليهم) تحت أديمها.

وما دام هو حقي فلماذا أتركه...؟! فأنا (عايز حقي) –فيلم لهاني رمزي-...!

قالوا سافر لجامعة الكوت لتمتحن إمتحاناً إختبارياً فيه يُعرف الغث من السمين والصحفي الأصيل من الطارئ، وعندما تنجح ستنال شرف الأنتساب.

ومن (غبشة) اليوم التالي سافرت للكوت كي أمتحن فوجدت نفسي أول الواصلين...! ربما كوني (غشيماً)...!

كنت قد خضت إمتحانات كثيرة في حياتي منها في الحياة اليومية وأخرى في الدراسة، على الصعيد الدراسي نجحت بها كلها ولم يُسجل عليّ رسوب على الأطلاق وحتى تخرجي من الكلية، وأما في الحياة فنجحت ببعض وفشلت ببعض، ولكن الأمر مختلف في هذا الأمتحان.

وجدته إمتحاناً عادياً وبسيطاً جداً، ولم الاقي صعوبة تذكر بجواب الأسئلة.

تصوروا أن رغم سهولتها فقد رأيت طارئين (فعلاً) يغشون وخصوصاً من (البنات) ويغششهم مسؤولهم الصحفي صاحب ربطة العنق والزي الرسمي الجميل فخلافاً لقواعد الأمتحان سمحوا له بالحديث مرات ومرات مع (البنات) في قاعة الأمتحان على مرأى ومسمع المراقبين من كلية الصحافة، ربما كما قلت كان مسؤولهم في المؤسسة الأعلامية التي يعملن بها.

أنا شبه متأكد أنهن قد حصلن على هوية النقابة بينما لازلت ومنذ ثلاث سنوات على هذه الحادثة ولم احصل عليها.

 

نجحت بالأمتحان كما قال لي أحد مسؤلي فرع النقابة في ذي قار، وتأكدت بنفسي من ذلك النجاح من حاسوب مقر نقابة الصحفيين ببغداد لدى مراجعتي لهم.

كان خير ما في هذه السفرة أني تمشيت في مدينة الكوت حيث لم يسبق لي زيارتها.

 

بعدها قالوا هات تأييداً من مؤسسة تعمل بها؟

ولا أعرف ما ذنب الصحفي في أن يكون صحفياً ينشر ويكتب للصالح العام من دون أن يكون منتسباً لجهة إعلامية وما أكثرهم من هواة ومبدعين فاقوا من هم يعملون بمؤسسات إعلامية عريقة.

جئت بتأييد من مؤسسة تنشر كتاباتي دائماً وكتبوا على هويتي صفة محرر، فتجاوزت فقرة التأييد، وخوفي أن يطلبوا في المستقبل تزكية (حزبية)...!

قالوا هات بمقالات عشرٍ كتبتها فجئتهم بما أرادوا من مقالات وحسب التعليمات.

 

وبعد أن تم الروتين بنجاح في الأمتحان وتأييد مؤسسة إعلامية وعشر مقالات بالنسبة للمحررين. تعارك فرع النقابة في ذي قار فيما بينهم ونشبت خلافات وضغائن فضاع الروتين ونسوا الأجراات وفُقِدت (الفايلات)...!

 

قررت السفر لبغداد مع صديقٍ لي يعمل بوكالة (رويترز) للأنباء حيث كنا معاً منذ بدء التقديم فإذا بمعاملتي غير واصلة كما صاحبي وكل تلك الشهور التي وعد مسؤولي النقابة في ذي قار وبغداد بالعمل عليها كانت هواء في شبك وضحك على الذقون، وفي مقر النقابة ببغداد قدمت مع صديقي معاملة جديدة.

بين استنساخ وفايل وروتين ممل اكملت المعاملة وتم ادراجي بقائمة الموافق على طلباتهم بالتسلسل رقم (2641). ما أكثر الصحفيين في العراق...!

تأكدت من التسلسل بأم عيني من حاسبة النقابة ومن كان مسؤول عن ادخال البيانات الذي رفض تزويدني باسمه او رقم هاتفه لأتصل عليه للتأكد من صدور الهويه ويوفر عليّ عناء السفر، لكنه رفض فسمعت بعض زملائه ينادونه (ابو عائشة) فضل ببالي كنيته دون اسمه.

 

ومرت شهور وراجعت النقابة فقالوا لم تصدر الهوية بعد ونصحوني بمتابعة موقعهم الرسمي على الانترنت لمعرفة اخبارالانتساب فصدقتهم رغم أنهم كانوا فيما زعموا كاذبين حيث ما برحت اتأكد شهوراً دون نشر اي شيء.

 

من الفيس بوك قبل عام اتصلت على احد اعضاء النقابة ببغداد (فراس الحمداني) فوعد خيراً ولم يفي بشيء...! حيث لم يرد عليّ حتى...!

ومن ثم وقبل شهور اتصلت على عضو اخر قد فاز لتوه بعضوية النقابة المركزية (ناظم الربيعي) والذي وفى وتعهد بالسؤال والمتابعة مشكوراً ليفاجئني بجواب انه راجع الحاسبة والقرارات السابقة فلم يجد لي ذكر...!

 

ضاعت بين فكي النقابة.

محرر الموقع : 2014 - 09 - 23