الاحتفاء بشهر رمضان في بكين
    

 

 

 

يحتفي المسلمون في الصين بشهر رمضان، ويقصد الصائمون الأماكن التي تبيع الأطعمة والسلع الحلال لتأمين احتياجاتهم في شهر رمضان، ويهتمون بعباداتهم ويذهبون إلى المساجد لأداء صلاة التراويح.

زارت رووداو واحداً من أسواق بكين حيث تباع الأطعمة الحلال ومن بينها التمور العراقية.

ما بي ليان، الذي يحمل اسماً آخر إسلامياً هو صالح، من أهالي محافظة غانسو في شمال الصين، لديه محل لبيع السلع الإسلامية والأطعمة الحلال في بكين منذ 28 سنة، وإلى جانب الواجب الديني أصبح شهر رمضان فرصة مناسبة لرواج سوق بضاعته.

يقول صالح: "نحن المسلمون في شهر الصيام، نتبع سبلاً متنوعة على أمل تحقيق الأفضل لنا، لأن شهر رمضان مبارك جداً، وهو فرصة للتقارب بيننا والتقرب إلى الله، كما أنه فرصة للتعلم من بعضنا البعض، هنا في بكين أصوم أنا، وممثلو أخواتنا وإخواننا في غانسو يبعثون لنا الشاي بالحليب وعندنا التمر المجفف من العراق. نذهب جميعاً في الليل إلى المسجد لسماع الأذان وأداء صلاة التراويح".

رغم أن الصين تحتل المرتبة الثانية عالمياً من حيث عدد السكان، فإن الإسلام دين أقلية في هذا البلد، فهناك 20 مليون مسلم في هذا البلد ويمثلون ما بين 1% و1.5% من سكان الصين، وأغلب هؤلاء المسلمين من الأويغور.

ما جيا جون، يملك شركة خدمات منزلية، ويقول: "في شهر رمضان يشعر المسلمون جميعاً بالسعادة، لأن هذا الشهر هو شهر الامتحان واختبار إرادة الناس، فمن خلال الصوم يمكننا الإحساس بالرحمة. نهار شهر رمضان هذا العام ليس طويلاً والجو معتدل، لهذا فإن الصوم ليس صعباً جداً، الوقت يمضي سريعاً، ننتظر قدوم عيد الفطر، في ذلك اليوم يتجه المسلمون بأزياء جميلة وعطور طيبة إلى الجامع للاحتفال".

دستور جمهورية الصين الشعبية يتيح للصينيين حرية المعتقد والدين، الأمر الذي سمح بأن تكون أبواب المساجد مفتوحة في ظل هذه السلطة الشيوعية، ومكبرات الصوت تعمل ويرتفع صوت أداء صلاة التراويح في أجواء بكين.

المساجد عامرة والمصلون يؤدون 12 ركعة من صلاة التراويح.

يانغ هاي، مالكة محل، وتقول: "في بكين، نقصد المساجد لغرض الإفطار حيث نسمع الأذان، وعندما يحل موعد الإفطار نشرب شيئاً من ماء زمزم لكسر حدة العطش، وبعد ذلك نتناول التمر فنستعيد بعضاً من الطاقة، ثم نصلي جماعة، وبعد الصلاة يتم إعداد وجبة الإفطار في المسجد، ونستمتع بوجبة الإفطار ولذتها".

بينما يشكل الملحدون نسبة 90% من الصينيين ولا يدين هؤلاء بأي دين، يوجد في الصين نحو 40 ألف مسجد منها 27 مسجداً في بكين.

وصل الإسلام إلى الصين في مطلع القرن العاشر الميلادي عن طريق تجار مسلمين، وتمثل الصين أكبر شريك تجاري للدول الإسلامية والمسلمين في العالم.

كان الصينيون يطلقون على الإسلام أول الأمر تسمية "داشي فا" التي تعني قانون العرب، لكن فيما بعد وفي عهد مملكة تانغ وسونغ، تم تغيير التسمية إلى "إيسلان" أو "خو جيو جياو" التي تعني الإسلام والمسلمين.

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 03 - 17