أهمية نشر البحوث العلمية في مجلات عامل التأثير
    

أهمية نشر البحوث العلمية في مجلات عامل التأثير ( Impact Factor)

د. عماد عباس الملا/ ماليزيا

لايخفى على الباحث والاكاديمي ما لأهمية الأنتاج المعرفي من أثر بالغ ليس فقط على المُنتج نفسه بل على المؤسسة العلمية التي ينتمي اليها وبالتالي المساهمة في دفع عجلة التقدم العلمي للبلد لدوره في خدمة البشرية ورقي المجتمع. والمقصود بالأنتاج المعرفي تأليف الكتب والبحوث العلمية وتسجيل براءات الاختراع والمشاركة في المؤتمرات الدولية وغيرها. وان الهدف منها هو توسيع المعارف واضافة معلومات جديدة لما هو سائد او معروف سابقا لغرض نشرها لتخدم المسيرة العلمية وتستثير الطاقات الذهنية لمفكري وباحثي العالم لمواصلة البحث والتطوير, وان اي عمل يجري في الورش والمختبرات (الذي تنبع منها فكرة او أكتشاف معلومة أو علاقة جديدة بالإضافة إلى تطوير أو تصحيح المعلومات الموجودة فعلاً) ولا ياخذ طريقه الى النشر هو أسير بيد صاحبه ولا يُنتفع به الا بعد اطلاقه. ولذا فان ثمرة البحث العلمي هي النشر في المجلات العلمية, ويأتي الحصول على الثمرة الجيدة من خلال اختيار المجلة التي تتناسب والانجاز العلمي الذي قد تحقق. فكم من البحوث الاصيلة والقيمة  ترتقي لان تكون ضمن براءات الاختراع او منشورة في كبرى المجلات الدولية المعروفة في الاختصاصت الطبية, الهندسية او العلمية الاخرى ولكن نجدها منشورة في مجلات واطئة القيمة العلمية وأغلب ما تكون هذه المجلات محلية ولا وجود لها على شبكة الانترنت وحتى لو كانت لها مواقع على الانترنت فلا يتم الاقتباس منها او اعتمادها كمراجع للبحوث التي تنشر في المجلات العلمية ذات المعايير المعتمدة دولياً. من هنا يتبين ان ليس كل بحث علمي يتوفر على شبكة الانترنت يمكن الوثوق به واعتماده كمصدر الا بعد التحقق من أنه منشور في مجلة مفهرسة ضمن قاعدة بيانات المعايير الدولية. وان هذه المعايير تم الاتفاق عليها من قبل لجان عالمية ضمن مؤسسة ثومسون رويترز (Thomson Reuters) ومقرها مدينة نيويورك وهي اكثر مصدر معلوماتي يتصف بالوثوقية العالية بالعالم. اي كما ان منظمة اليونسكو (UNESCO) هي المرجع في الاعتراف بالجامعات الرصينة في العالم فان الثومسون هو ايضاً المرجع في الاعتراف بالمجلات العلمية الرصينة في العالم. اذن كيف يمكننا معرفة المجلات الخاضعة لاعتراف مؤسسة ثومسون رويترز؟ يمكن البحث عن عنوان أي مجلة والتحقق من أنها خاضعة للاعتراف وذلك بالاستعانة بصفحة الكوكل (Google) على الانترنت وكتابة عبارة (Master Journal List) او فتح الرابط   http://ip-science.thomsonreuters.com/mjl/  ويكتب في مجال البحث اما اسم المجلة كاملاً او كلمة تعبرعن الاختصاص المطلوب لمعرفة عدد المجلات المتوفرة (في ذلك الاختصاص) الصادرة من مختلف دول العالم وستظهر خلالها معلومات أولية عن كل مجلة مثل عنوانها وعدد الاصدارات بالسنة. وان الجهة المسؤولة عن تقديم خدمات قاعدة البيانات بالفهرسة والاقتباس هي معهد المعلومات العلمية ,The Institute for Scientific Information (ISI), الذي هو جزء من مؤسسة ثومسون رويترز. لذلك تسمى المجلات المصنفة ضمن قوائم هذا المعهد بمجلات .ISI وتستمرهذه المجلات خاضعة للتقييم السنوي من قبل المعهد المذكور لفترة أقلها ثلاث سنوات ثم يُحسب لها قيمة عامل التأثير (Impact Factor) ويُعرّف هذا العامل  بأنه مقياس يعكس معدّل الاقتباس من بحوث منشورة في مجلة ما والاستشهاد بها أو اعتمادها كمرجع لبحوث نُشرت في مجلات عامل التأثير الاخرى. ويتم احتسابه لمجلة ما لسنة 2013 مثلا بعدد مرات الاقتباس من بحوث تلك المجلة لمجموع السنتين الماضيتين (2011 + 2012) من بحوث مجلات عامل التأثير الاخرى مقسوما على عدد البحوث المنشورة للمجلة المراد حساب عامل تأثيرها للسنتين 2011 + 2012. ويمكن الدخول على موقع (Journal Citation Reports) للتعرف على مجلات عامل التأثير وقيمته لكل مجلة حيث يتغير قيمة هذا العامل من سنة الى اخرى اعتماداً على الارقام المستحصلة من قواعد البيانات بهذا الخصوص. ويتم تجديد احتسابة في كل عام وبالتحديد في نهاية شهر حزيران. ومما تقدم تظهر أهمية النشر في مجلات عامل التأثير لان بحوث تلك المجلات هي الوحيدة التي سوف تكون في متناول أيدي باحثي وعلماء دول العالم ومن خلالها يتم التواصل معهم وعلى اساسها يتم خلق جو من التنافس الاكاديمي (الذي بدوره يسهم في تقديم ابحاث مميزة ونوعية) وعن طريقها تتم عملية ترسيخ مبادئ البحث العلمي الاصيل الذي يساهم في التطوير العلمي والتكنولوجي للوصول الى مصاف الدول المتقدمة. ومن هنا جاء في قانون التعديل الثاني لقانون الخدمة الجامعية العراقي على منح موظف الخدمة الجامعية مكافأة مالية قدرها 4 ملايين دينارعراقي لكل بحث يُنشر في مجلات عامل التأثير من أجل تشجيع البحث العلمي وإيجاد قاعدة علمية رصينة.      

محرر الموقع : 2013 - 01 - 19