العلامة السيد جواد الشهرستاني : مستقبل شيعة تركيا مشرق
    

 

 

 

 بهدف تعزيز العلاقات بين الأديان والمذاهب واللقاء بالشيعة في تركيا زار الوكيل العام للسيد السيستاني العلامة السيد جواد الشهرستاني تركيا، فيما أقيم اجتماع شيعة تركيا تحت عنوان “وحدة المسلمين طريق تحرير القدس”، .

وأفادت وكالة شفقنا بان سماحة السيد الشهرستاني وفي زيارة ثقافية وروحانية إلى تركيا، التقى بشخصيات وجماعات شيعية وسنية ومسيحية كما حضر اجتماعاً لدعم فلسطين فيما جاءت هذه الزيارة بهدف تعزيز العلاقات بين الأديان والمذاهب واللقاء بالشيعة في تركيا.

الشهرستاني يؤكد على الحوار الديني والتعريف بمدرسة أهل البيت

حجة الإسلام والمسلمين الشهرستاني كان دائم التأكيد على الحوار الديني والتعريف بمدرسة أهل البيت بشكل عملي وعلمي في زياراته، ففي لقاءاته في إسطنبول، أثنى على جهود زعماء الشيعة والسنة والعلويين وانتماؤهم إلى أهل البيت عليهم السلام، ودعا الجميع إلى فهم ظروف العالم الراهن، وذكر أن الدين والروحانية هما الحاجتان الحقيقيتان والدائمتان للإنسانية.

مدرسة أهل البيت هي عماد واضح للجميع

وقال الوكيل العام للسيد السيستاني إن طبيعة المدرسة المعتدلة والروحية وثقلي القرآن الكريم وتعاليم أهل البيت (عليهم السلام) هي عماد واضح للجميع، وتضع طريقاً واضحاً للأشخاص الباحثين عن الحقيقة. إذا كنا نواجه هذه الأيام هروباً من الدين في بعض المجتمعات، فذلك نتيجة تقاعس ومشاكل بعض قيادات ومؤسسات المجتمعات الدينية من جهة، وعداء الأجانب وخططهم من جهة أخرى. إذا حولنا المنافسة إلى وئام وصداقة واستخدمنا أموالنا في الاتجاه الصحيح وسرنا على دين النبي (ص) ومدرسة أهل البيت عليهم السلام كما جاء في القرآن الكريم والسنة بطريقة عقلانية ورحمانية وبعيدا عن المبالغة.

وأضاف، كنا جادين ومبدعين ومخلصين في هذا الاتجاه، لا شك أن شبابنا لن يكون أمامهم سوى مدرسة أهل البيت عليهم السلام. وقد رأيت في هذه الزيارة قدرات وإمكانات واجتهادا وإخلاصا تنبئ بمستقبل مشرق وواعد جدا.

مستقبل الشيعة في تركيا مشرق

وتابع سماحته، إن شاء الله، سيجد الشيعة في تركيا دورا رئيسيا أكثر في هذا البلد يوما بعد يوم، ومع المشاركة الفعالة والبناءة في المسارات الفكرية والثقافية والعلمية، سوف يحصلون على مكانة سامية.

رئيس مؤسسة آل البيت في تركيا: سماحة آية الله السيستاني ووكيله مناديان بالوحدة الإسلامية

وفي اجتماع اسطنبول الكبير الذي أقيم بحضور لافت وغير مسبوق لزعماء الشيعة والسنة والعلويين، والقنصل العام لإيران والعراق ومسئولي مدينة اسطنبول؛ أشار حجة الإسلام رحماني رئيس مؤسسة آل البيت في تركيا، في مستهل حديثه إلى الآية الثالثة من سورة آل عمران المباركة: ” وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا”؛ قائلا: تعلمنا الآية الشريفة أنه يجب أن تكون قلوبنا متصلة ببعضها البعض. لا يكفي أن نجالس بعضنا البعض فحسب، بل يجب أن تكون قلوبنا واحدة وتتكون الوحدة الحقيقية في قلوبنا.

وتابع رحماني: إذا لم يحدث هذا، فقد ألقينا بأنفسنا في النار، وتلك النار من ضمن فتنة الانقسامات والصراعات الطائفية التي يثيرها معارضو مدرسة النبي (ص) وأهل البيت عليهم السلام في أوساط المسلمين. ونشهد تداعيات هذه الانقسامات والتناقضات في يوم الناس هذا، فبينما قُتل عشرات الآلاف من النساء والأطفال والأبرياء في غزة، لم تتمكن المجتمعات الإسلامية بعد من اتخاذ خطوة مهمة في دعم أهالي غزة المضطهدين.

التأكيد على وحدة صف المسلمين

وقال رئيس مؤسسة آل البيت في تركيا: إذا اتحدنا سيكون وضع المسلمين مختلفا. لقد كان مراجعنا العظام محور الوحدة، وكانوا دائم التأكيد على وحدة صفوف المسلمين وناضلوا في هذا الطريق. ونعرف أن سماحة آية الله السيستاني قال: “أهل السنة ليسوا إخواننا فقط، بل أنفسنا أيضا”. ونؤمن بأن هذه الصفوف المتماسكة تحظى باهتمام إمام الزمان (عجل الله تعالى فرجه الشريف). وهذه الوحدة من بركات سماحة آية الله السيستاني. ولذلك نرسل إليه السلام والتحية من إسطنبول، وهو أبونا ومرجعنا وملجأ المسلمين. انه نور أعيننا ومنير دربنا. كما أبعث بالسلام إلى قائد الثورة الإسلامية الذي وجوده نعمة ويقف كالجبل في وجه أعداء الإسلام.

لقاء تاريخي

وصرح حجة الإسلام رحماني: لا بد لي من التعبير عن امتناني للنجف الأشرف وقم المقدسة، اللتين كانتا نقطة للأمل والوحدة. ونحن نرى أنه في هذا اللقاء التاريخي، حضر شيعة تركيا للترحيب بحجة الإسلام والمسلمين الشهرستاني، الممثل الكبير للعالم الشيعي، لإظهار الوئام ووحدة المسلمين. والحقيقة أن السمات الفريدة لهذا الحدث الكبير، هي قضية فلسطين ووجود شخصية مثل حجة الإسلام والمسلمين الشهرستاني، وهو أحد المنادين بالوحدة والعاملين بها، إذ تجعل منه نقطة تحول في تاريخ أنشطة الشيعة في تركيا، وينبغي أن أذكرها كونها خطوة مهمة نحو تعزيز الوحدة الدينية والوئام بين مختلف شرائح المجتمع الإسلامي، وخاصة الشيعة.

دعم مظلومي غزة

ومن بين المتحدثين الآخرين في هذا الاجتماع هو رئيس قنصل إيران والعراق والسيد الشيخ قدير آراكاس (مدير مؤسسة الكوثر) ورئيس علماء آل البيت في تركيا الشيخ علي أكبر يورت سون. وناقشوا قضايا العالم الإسلامي الراهنة، ومن بينها قضية فلسطين، واعتبروا التعاطف مع المظلومين في غزة، وتقديم الدعم الروحي والمادي لمسلمي غزة من ضرورات الشعوب الإسلامية التي لا يمكن إنكارها، ودعوا الدول والشعوب الإسلامية إلى تقديم الدعم الشامل للشعب الفلسطيني المظلوم. كما تم التأكيد على الاهتمام بالوحدة الدينية والوئام وعلى الحوار بين الأديان وداخل الدين بغية تعزيز الأهداف السامية للإسلام وتحقيق وضمان المصالح العليا للمسلمين.

وكان المتحدثون في هذا الاجتماع الكبير من القادة الدينيين والنخب المؤثرة من الأوساط الدينية في اسطنبول، كما قاموا بتكريم الدور البارز والإيجابي للشخصيات والقيادات الدينية، وخاصة آية الله العظمى السيد علي السيستاني وقائد الثورة الإسلامية، في تعزيز هذه القيم وتقوية العلاقات بين الأديان والمذاهب المختلفة، وأشادوا بدور هؤلاء الزعماء الدينيين في تقوية المجتمع الشيعي واعتداله في أنحاء مختلفة من العالم وأعربوا عن أملهم في استمرار هذا النوع من التبادلات والحوارات الدينية في المستقبل.

تجدر الإشارة إلى أن الزيارة الثقافية للوكيل العام للسيد السيستاني إلى تركيا انطلقت يوم الاثنين 29 ابريل.
وكان اللقاء بزعماء السنة والعلويين والمسيحيين الأرثوذكس في اسطنبول وزيارة مكتبة السليمانية الكبرى والتبرع بمجلد المشهد الرضوي لهذه المكتبة، واللقاء بمؤسسة الكوثر وجامعة المصطفى، من ضمن البرامج المكثفة لحجة الإسلام والمسلمين الشهرستاني في اسطنبول.

 

 

 

 

محرر الموقع : 2024 - 05 - 06