في الذكرى التاسعة والعشرين لتأسيس مؤسسة الإمام علي / عليه السلام – لندن
الأم الحنون والشمائل الندية
في التاسعة والعشرين من عمرك الوضاء، مجدك أشع في مطالع ومطالع.
وقد أجبت لأن الأمهات يلدن للشمس الضياء...
وأنت المصباح الذي زين المشكاة، نورك أبهج المؤمنين في مضاربهم، والله عز وجل نوره نور السماوات والأرض، فأخذ زيتك يضيء من شجرة نبتت في بيت محمد (ص)، فكنت في نصيب ٍ من الزهراء وفي نصيب من علي، فنمت نور على نور " مؤسسة الإمام علي – عليه السلام " في بريطانيا، فكانت اشراقة صافية مضيئة كالدرّ، ذلك مثل البرّ في عمل الخير الذي أضاء في قلب المؤسسين، والله يهدي ويوفق من يشاء لمثل هذا، لتتحول أمثالك أيتها المؤسسة ( الأم ) مثالا ً فيما بعد للناس والمؤمنين، ليعقلوا من أمثال الله تعالى وحكمه والله يسمع ويرى وهو بكل شيء عليم.
لقد مثلت هذه المؤسسة آمالا ً كبيرة ً لكل المؤمنين، فكانت فخرا ً ورحمة وهدى، وقد عُلقت عليها آمال وآمال في عتمة الليل المنتشر وهي في قلب عواصم " الليبيرالية الغربية " فأيقظت بروحها النيام، وحفظت للخائفين شرف الإنتماء، وأعادت للدين والعقيدة بهجة الحقيقة أمام سراب وخداع الحياة البراقة البالية.
مؤسسة الإمام علي (عليه السلام) – في لندن، يحق لها أن يناديها من انتسب إليها وأحبها عن بعد أو قرب، أو من تشرف بتلقي خدماتها، يا أما حنونة للأسرة المؤمنة، ويا لبؤة في الدفاع عن الدين والعقيدة، ويا محرابا ً أعاد للناس الأمل وفي تلك الغربة وفي تلك البلاد، كلما دخلوا إليها ولفروعها، وجدوا فيها الخير والرزق والطمأنينة، وما ذلك إلا دلالة أن الله يرزق الخير بكل صنوفه لما يشاء وهو اللطيف الخبير.
لقد أجاد خير إجادة الساهر الأول عليها، فحولها إلى بيت نسك بعدما كانت بيت علم وخدمات وتضحية، وكان لسيدنا المعظم ( دام ظله العالي)، النصيب الأوفر في تأمين مخزون استمرارها حيث كانت تصل بركات قنوته للمؤمنين من خلالها فردا ً فردا ً واسما إسما.
في ال 29 من عمرك يا صاحبة الفخار يا ومضة النور البهيج فيك كل صفات أن نحيط بك بأرواحنا وأعمارنا لتبقي للمؤمنين تقدمين لهم كل أصيل وجديد، ونحن فيك الخدم في طول المدى وعرضه، تبقين بإذن الله تعالى ذكرى طيبة تشرق بالحب تشرق بالمجد تشرق بالحنين.
قسم الدراسات والتوثيق
لندن 31/1/2023