عراقي انهالت عليه العروض حين طردوه من كلية في كندا
    

تحدثت وسائل الاعلام فجر يوم الجمعة الى طالب عراقي طردوه قبل أسبوع من كلية كندية لدخوله "من دون اذن" الى شبكة تطبيقاتها الألكترونية،   مع أنه وجد فيها "ثغرة" يمكن بواسطتها اختراق "داتا" (قاعدة بيانات) المؤسسات التعليمية بمقاطعة كيبك والاطلاع فيها على أسرار أكثر من 250 ألف طالب، فرغب أن يذكر أولاً بأنه ليس سعودياً واسمه أحمد كما كتبوا وأشاعوا، بل عراقي من مدينة كربلاء واسمه حامد وينتمي لعائلة معروفة بإسم "الخباز" في المحافظة .
"حامد" هذه الأيام هو حديث الناس تقريباً في عاصمة المقاطعة، مونتريال، ومعظمهم سانده ونزل معهم الى خندق دفاعه عن نفسه، لأن طرده أثار المخاوف من أن تكون "داتا" المعلومات الخاصة بعناوين طلاب كيبك وأرقام هواتفهم وحساباتهم في البنوك وكلماتهم السرية التي يستخدمونها للابحار في نظام التطبيقات بالكليات والجامعات، تتضمن ما يمكن استخدامه للعبور منه اليها، وهي عملية تجسس من حيث لا يعلمون.
لكنه رفض هذه الامكانية، وقدم الدليل أن الشركة التي أقامت نظام "الداتا" هي Skytech التي أسرعت بحل المشكلة حين أخبرهم عنها، بل كانت كما قال "واحدة بين 30 شركة قدمت لي عروضاً للعمل لديها، ومنها واحدة في بوسطن بالولايات المتحدة، وثانية في البرازيل، والباقي من مختلف المدن الكندية" والسبب أنه اكتشف ما لم يسبقه اليه سواه في عالم سرية المعلومات.
وحامد الذي ولد منذ 20 سنة في مونتريال، أي بعد عام من هجرة والداه اليها، ومعهما أخوه محمد، الأكبر منه بثلاث سنوات، هو نجل الدكتور صاحب الخباز، المتنقل بين كندا والعراق، حيث يعمل الآن أستاذا في كلية الصيدلة بجامعة كربلاء، وهو طالب سنة ثانية بعلوم الكومبيوتر في كلية "داوسون" حيث تدرس فيها أيضا شقيقته منى، الأصغر منه بعامين، وهي الكلية التي طردته ادارتها وألزمته بالتوقيع على وثائق لا تسمح له بالبوح لأحد عما أطلع عليه من معلومات.

"اجتمعوا في غيابي وطردوني"
وبدأت قصة حامد، الذي لم يزر العراق الا مرة واحدة في حياته، وكان ذلك قبل 3 سنوات، حين قام مع زميل له في سبتمبر/أيلول الماضي بعملية "سكان" نسخية لموقع التطبيقات في "داتا" المعلومات التابعة للكلية، وربطها بهاتفه الجوال، ليطلع منه عبر "الآيفون" على معلوماته الشخصية متى أراد، فاكتشف "الثغرة" بالصدفة وأخبر ادارة الكلية.
ولأنه وجد "الثغرة" على حالها حين قام بعد شهر بالاطلاع ثانية على معلوماته في "داتا" الشبكة الألكترونية، لذلك اتصل بشركة "سكايتك" نفسها، وأخبر دائرتها التقنية عن وجود "كود" رمزي للثغرة يمكن استغلاله "فبدلا من أن يشكروني، قاموا بعقد اجتماع لم يدعوني اليه لآشرح لهم التفاصيل، واتخذوا قرارا بطردي، لأن ما فعلته برأيهم هو سلوك خارج القانون" وفق تعبيره.
تذرعوا بأن ما قام به هو "تسلل" قرصاني الى نظام المعلومات، وهو عقوبته السجن كما أخبروه، مضيفين ان "قرصنته" لأساس التطبيقات يمكن أن تحدث فيه الخلل العام، وهو العذر الذي وجدوه لطرده، ولرفضهم التماساً تقدم به فيما بعد.
أما حامد، الباحث هذه الأيام عن جامعة تقبله ليكمل فيها دراسته، فأكد أن ما اكتشفه كان بالصدفة واهتم به لأنه خطر عليه وعلى الآخرين، ولو كان يعلم بأنها قرصنة لما كان المبادر باعلام الكلية بما عثر عليه .

وكالات

محرر الموقع : 2013 - 01 - 25