عقدت مؤسسة الامام علي (ع) بلندن مجلسها السنوي في ذكرى استشهاد الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) الى جانب الترحيم على روح الفقيد الراحل السيد محمد رضي الرضوي صاحب كتاب (التحفة الرضوية في مجربات الامامية) وقد ازدان المجلس بحضور العلماء وابناء الجالية الإسلامية، وقد ارتقى المنبر سماحة السيد هاشم شبر مبتدءا المجلس بأبيات يرثي فيها ائمة البقيع

يا اهل طيبة يا اريج محمد         وقدس اهاهو البقيع المرقد
افدي ترابك بالجمان وكيف لا          وبنو علي على ترابك رقد
حسن وزين العابدين وباقر         والصادق البحر الخضم المجلد

وقد تطرق سماحة السيد الى مراحل تقسيم عمر الامام (ع)، حيث عاصر جده الامام السجاد (ع) قرابة 12 سنة وعاصر الامام الباقر 19 سنة لينهض بعد ذلك بأعباء الامامة لمدة 34 سنة، وقد عاصر من حكام بني امية هشام بن عبد الملك والوليد بن يزيد ويزيد بن الوليد وابراهيم بن الوليد ومروان الملق بمروان الحمار
ثم تطرق الى دور الامام الصادق (ع) المتوازي في حفظ الاسلام من جهة وفي حفظ المذهب من جهة أخرى، وكيف استطاع نشر المذهب في المغرب العربي بعيدا عن انظار السلطة العباسية عندما بعث اربعة من اصحابه الى هناك وارسل اثنين من اولاده الى مصر، ولا يزال نسلهم في تلك المناطق والتي من اشهرها قرية الجعافرة في صعيد مصر.
ثم انتقل سماحته الى دور الامام (ع) في نشر احاديث النبي (ص) لافتقار الساحة آنذاك للتراث النبوي من احاديث وخطب الاعياد وخطب الجمعة التي يربو عددها عن الاف تقريبا لان النبي (ص) عندما قدم للمدينة المنورة بدأت خطب الجمعة، وبحساب بسيط اذا قلنا ان السنة فيها خمسين أسبوع وقد عاش (ص) عشر سنين في المدينة فيكون مجموع ما خطب الف خطبة ناهيك عن خطب الاعياد لم نسمع بها ابدا اخفوها مع الاسف، نعم ذكروا في حجة الوداع خطبة له (ص) ثلاثة اسطر او اقل حيث قال (اني تارك فيك الثقلين كتاب والله وعترتي اهل ببتي ما ان تمسكتم بهما لن تظلوا بعدي ابد) وقد جاءت عبارتها في كتب القوم بـ(كتاب الله وسنتي).
ثم تطرق الى تأسيس الامام الصادق وابيه الباقر (ع) الجامعة العظيمة التي ضمت 4000 الاف طالب جاؤوها من كل حدب وصوب منهم 400 طالب اصحاب الاصول كهشام بن الحكم وجميل ابن دراج وحمران والبزنطي وابان وغيرهم من الافذاذ، والذين كان يعتمدهم الامام (ع) في الاحتجاج ورد شبهات المخالفين.
ثم ختم بمجلس رثاء للامام الصادق (ع)