دهاليز الخارجية العراقية
    
 
حميد العبيدي
الجميع يعرف سلوكيات وزارة الخارجية وكيفية تعامل بعض السفراء والعاملين في السفارات العراقية في الخارج وهناك خصلة مهمة لدى هذا البعض وهي انهم لا يتعاملون مع البعد الوطني لانتمائهم الفعلي الى العراق كوطن وانما للأسف تحركهم الطائفية تارة والقومية تارة اخرى  والبعد القومي قد طغى على عمل هذه الوزارة المهمة كونها تمثل العراق وواجهته الدبلوماسية وربطه بعلاقات طيبة مع دول العالم وهو المفروض الذي يجب ان يكون واقعا ملموسا ،  ألا تتفقون معي ان ذلك هو صلب عمل وزارة الخارجية من خلال سفاراتها في العالم وكلٌ من موقعه ومن الدولة التي يتواجد فيها ذلك السفير او الموظف في أي سفارة .
ما حصل ان الواقع الدبلوماسي طيلة الفترة الماضية لم يكن بالشكل المطلوب الذي نريد وانما اخذ منحى اخر عبر بعض السفراء والموظفين المهمين الكورد في سفاراتنا في العالم وقد كانت موجة المطالبات بالانفصال خلال المرحلة الماضية علامة شاهدة على فعل هؤلاء من خلال خروجهم الى شوارع مدن الدول التي يعملون فيها للمطالبة باستقلال اقليم كردستان العراق وفصله عن الحكومة الاتحادية في دولة مستقلة والحال انهم يمثلون الدبلوماسية العراقية وهذا حنث باليمين وخيانة للوطن الذي يمثله امام الدولة التي يتواجد فيها وقد اثيرت الكثير من الاشكالات حول هذه التجاوزات في اميركا والدانمارك وبريطانيا وغيرها من الدول وتساءلت الحكومة السابقة عن هذا الامر وجرت الاستدعاءات للكثير منهم لكنهم لم يمتثلوا كما يبدو بل كان استقوائهم بكتلهم السياسية لتحميهم من العقاب ومرت القضية مرور الكرام وكأن امرا من هذا لم يحدث وان كل الاثباتات اوالصور والفيديوهات التي تم رصدها لهؤلاء اعتبرت كاذبة ومفبركة رغم صحتها المؤكدة 200%  ولربما اخر  حادثة هي قيام السفير العراقي في اليونان وهو يلتف بالعلم الكردستاني مهرولا في اليونان من اجل كوباني السورية ومن سقط فيها من ضحايا بعيدا عن  الضحايا الذين سقطوا في العراق جميعا ورغم ان الاعداد اضعافا مضاعفة لم نجده يشد العزم ويهرول مائة متر من اجل ذلك ولكن الامر الغريب ليس في الهرولة من اجل الضحايا وانما هو سفير العراق ويمثله في المحافل الدولية فيقوم جهارا برفع العلم الكردستاني على كتفه متجاهلا علم الدولة العراقية  فهل يجوز ذلك!!!؟؟.
من هنا على وزارة الخارجية ان تقوم بواجبها الحقيقي تجاه هذه التجاوزات وغيرها من تواجد الكثير من البعثيين منذ عهد النظام السابق وحتى يومنا هذا في مقرالوزارة وفي اهم مناصبها  من اجل اعادة العراق الى بريقه السابق كدولة لها استقلاليتها وقوتها في المجتمع الدولي ولا يجب ان تكون محاباة سياسية على حساب البلد وسيادته وكفى تربيتا على الكتوف بين السياسيين.
محرر الموقع : 2014 - 11 - 21